توقع آخر سفير مصري في قطر محمد مرسي، والذي غادر الدوحة في فبراير 2014 قبل أن تقرر مصر بقاء التمثيل الدبلوماسي في الدوحة على مستوى القائم بالأعمال حتى قطع العلاقات بشكل تام، أن تتجه قطر لاستمرار التصعيد في أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى خاصة مع استمرار الدعم التركي لها وقال السفير محمد مرسي في حوار خاص ل24، إن الوساطة التركية لن تنجح في جهودها بسبب عدم حيادها وقد يكون هناك فرص لمحاولة نجاح الوساطة الكويتية ولكن يتوقف ذلك على ما تريده قطر وهل ستغير سياستها أم لا. وإلى نص الحوار: ما هو تقييمك للمشهد الحالي في أزمة قطر والتوقعات الخاصة بفرص المصالحة؟ - نحن نرى في الوقت الحالي العديد من التحركات التي تسعى للوساطة في تقريب وجهات النظر وتأجيج الخلافات بين كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر، وتعمل كل من فرنساوتركيا ودول أخرى في هذا الشأن ولكن ننظر للوساطة التي تقوم بها الكويت بأنها الفرصة الأساسية لإمكانية تقريب وجهات النظر رغم التحركات التركية ولكنها تواجه بعض التحفظ عليها بسبب ابتعادها عن الحيادية التي تتدعيها الدول التركية وتقول إنها محايدة ولكنها داعمة للموقف القطري بشكل صريح، ولن تكون فاعلة إطلاقا، إما إذا نظرنا للوساطة الكويتية سيكون لها فعالية مدعومة مع بعض الدول العربية، وأعتقد إذا تجاوبت قطر مع مطالب الدول المقاطعة لها ستكون هناك فرصة للتقدم في ملف المصالحة وتحقيق تقارب وجهات النظر والكرة الآن في ملعب قطر. البعض يتوقع أن تكون هناك إجراءات تصعيدية من قبل الدول المقاطعة لقطر تجاه دول أخرى .. هل تتوقع ذلك ؟ - إن الأزمة مازالت مشتعلة ولم ينزح فتيلها بعد ومرشحة للتصعيد وإذا تطورت الأزمة نحو استمرار التصعيد قد يكون هناك إجراءات ضد الدول التي تدعم موقف قطر وتراه مؤيد لها سواء إيران أو تركيا على سبيل المثال، ولكن لا يمكن التأكد من الإجراءات التي سيتم اتخاذها ولكن كافة الخيارات متاحة الآن في ظل استمرار الأزمة بين قطر والدول الأخرى المقاطعة لها. التوقعات تشير إلى تعنت قطر ورفض مطالب الدول المقاطعة لها بتغيير سياستها .. هل ستواصل استمرارها في موقفها؟ - إن مسلك دولة قطر بعد الأزمة الأخيرة التي نشبت مع الدول العربية هو استمرار انكار دعم الجماعات المتطرفة والجماعات الإرهابية وإن استمرار قطر على موقفها في ظل المناخ الخاص بجهود المصالحة والوساطة من قبل الدول الأخرى لن يكون أمر يسير حيث لا ترى أنها لا تتدخل في شؤون الدول الاخرى واستمرار حالة الإنكار من قبل الدوحة لا يشجع أبدا على إتمام المصالحة الحقيقية، وقطر تسعى لتعزيز موقفها من خلال الاستقواء بقوة أخرى ولها الحق في الدفاع عن نفسها ولكن دون أن يكون هناك تغير في الموقف، إلا أن المناخ الحالي لا يبشر بأي نوع من نجاح الوساطة لإتمام فرصة المصالحة نتيجة تعنت الدوحة. هل تتوقع أن يكون رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم هو أمير قطر المقبل ؟ - أولا لا استطيع أن أخوض في التكهنات والتحليلات حول فرضية هذا الأمر ولكن حمد بن جاسم هو مهندس السياسية الخارجية القطري والتدخل في شؤون الآخرين وهو أحد أكبر رموزه وحمد بن جاسم لن يكون أفضل من الأمير الحالي تميم بن حمد، حيث يعد حمد بن جاسم هو المهندس الأول للتوجهات القطرية ضد الدول العربية وصانعها ومخططها وإذا جاء لن يكون الامر سهلا وسيزيد من تعقيد وجهات النظر. وهل تراهن على الاتجاه لتغيير النظام القطري أم الاكتفاء بتغيير السياسات فقط؟ - لا أميل لفكرة تغيير الأشخاص والمراهنة على ذلك، ويجب أن تكون المراهة على ضرورة تغيير السياسات بصرف النظر عن ما يحكم في الدوحة لأننا لا نرغب في أن يتدخل أحد في شؤوننا فعليا في الوقت نفسه أن لا نتدخل في شؤون الآخرين، وعلينا أن نشغل بالنا بكيف يحكم النظام القطري وما هي السياسة التي سوف يتبعها مراعاة لدول الجوار وتحفظات الدول المقاطعة ولكن المعطيات الحالية تقول إننا بعيدون عن المشهد الخاص بتقربات وجهات النظر. كيف ترى إعلان تركيا لسرعة عمل القاعدة العسكرية في قطر وارسال جنود لها؟ - إعلان تركيا يزيد من فرصة المصالحة بين قطر والدول المقاطعة لها، ومن السذاجة أن تقول تركيا أنها أرسلت القوات لدعم الخليج وليس قطر فقط، وهذا الإعلان فيه استهانة بالعقول ويزيد من التصعيد غير المطلوب في الوقت الحالي.