تعد مباراة المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم الودية، أمام منافسه التقليدي البرازيل، غدا الجمعة بمدينة ملبورن الاسترالية، مثالا حيا لكيفية تغير الأمور سريعا في عالم الساحرة المستديرة. وقدم منتخب الأرجنتين أداء لافتا بقيادة نجمه ميسي، خلال الفترة الماضية، عقب خوضه 3 مباريات نهائية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، من بينها نهائي مونديال البرازيل 2014، والذي شهد خسارة مذلة لمنتخب السامبا 1-7 أمام ألمانيا، حيث كان لتلك الهزيمة وقع الصاعقة على الجماهير البرازيلية لسنوات. ولكن كل ذلك يبدو تاريخا غابرا الآن، حيث يواجه منتخب الأرجنتين خطر فقدان التأهل إلى مونديال 2018 بروسيا. في المقابل، يبدو منتخب البرازيل على النقيض تماما، فبعدما بات أول المتأهلين إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، نجح أيضا في إزاحة منتخب التانجو من قمة التصنيف الشهري العالمي الذي يصدره الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، ليتربع على الصدارة حاليا. وفاز المنتخب البرازيلي في جميع المباريات التسع، التي خاضها منذ أن تولى المدرب تيتي قيادة الفريق في أيلول/سبتمبر الماضي، بينما حقق منتخب الأرجنتين ثلاثة انتصارات فقط خلال لقاءاته الثمانية الأخيرة خلال الفترة نفسها. ويتطلع محبو المنتخب الأرجنتيني، إلى تحسن نتائج الفريق تحت قيادة مدربه الجديد خورخي سامباولي. وترى الجماهير الأرجنتينية، أن سامباولي مسئول إلى حد بعيد عن المستوى المخيب للآمال للمنتخب الأرجنتيني في الفترة الأخيرة، بعدما تغلب على ميسي ورفاقه مرتين متتاليتين في نهائي بطولة كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا)، حينما كان يتولى تدريب المنتخب التشيلي. ويطمح سامباولي، الذي تولى تدريب منتخب الأرجنتين رسميا في الأول من حزيران/يونيو الجاري، في إعادة الفريق إلى مساره الصحيح، حيث تشهد مواجهة البرازيل ظهوره الأول مع منتخب التانجو. وتحدث سامباولي عن لقاء المنتخب البرازيلي، حيث قال "لكي أكون صادقا، فإن المباراة ستكون صعبة حقا". وأضاف المدرب الأرجنتيني "منتخب البرازيل يعد أحد أقوى الفرق في العالم خلال الوقت الحالي". واستعان سامباولي، بماورو إيكاردي مهاجم فريق إنتر الإيطالي، في حين استبعد المهاجمين أجويرو ولافيتزي بالإضافة لعدد آخر من النجوم. ويتمثل التحدي الحقيقي لسامباولي، في حصول منتخب الأرجنتين على بطاقة التأهل إلى المونديال الروسي. ويقبع المنتخب الأرجنتيني في المركز الخامس، قبل أربع جولات على نهاية تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم. ويحل منتخب الأرجنتين ضيفا على منتخب أوروجواي في 31 آب/أغسطس القادم، بالجولة المقبلة لتصفيات المونديال، قبل أن يواجه منتخبات فنزويلا وبيرو والإكوادور. وستكون الفرصة مواتية أمام سامباولي للتعرف على لاعبيه عن قرب، من خلال مواجهة منتخب البرازيل، الذي يتصدر تصفيات قارة أمريكا الجنوبية، وكذلك خلال لقاء الفريق أمام منتخب سنغافورة يوم الثلاثاء القادم. وصرح سامباولي بأن "هاتين المباراتين لهما أهمية كبرى، حيث ستسمحان لنا بتواصل مشاعرنا حول كرة القدم". وألمح مدرب الأرجنتين إلى أنه "سنحاول الاستفادة من تلك الجولة قبل المواجهة المرتقبة التي تنتظرنا أمام أوروجواي". وبينما فضل تيتي إراحة النجم نيمار دا سيلفا، فإنه من المرجح أن تشهد المباراة عودة المهاجم الشاب جابرييل خيسوس، لاعب فريق مانشستر سيتي الانجليزي، إلى القائمة الأساسية لمنتخب البرازيل مجددا. وتعرض خيسوس (20 عاما) لإصابة قوية في القدم في شهر فبراير الماضي، ولم يخض أي مباراة مع المنتخب البرازيلي منذ نوفمبر الماضي، لكنه سيكون حاضرا لقيادة هجوم الفريق في ملبورن برفقة ويليان وفيليب كوتينيو.