بينما تتحالف دول الخليج والوطن العربي معًا، لدعم المملكة العربية، لاسيما عقب تصريحات الأمير القطري تميم بن حمد آل الثاني، وجدت الدوحة نفسها وحدها في مواجهة الغضب الخليجي والعربي، حيث تخلى حلفاء "تميم"، عنه في هذه المواجهة خوفًا من يطالهما الموجة العالمية التي استهدفت كل الدول والحركات الداعمة للإرهاب. يأتي ذلك في ظل اتخاذ عددًا من الدول العربية، وهي السعودية والبحرين والإمارات واليمن بالإضافة إلى مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب. فدائمًا كانت" تركيا، وحركة حماس"، الداعم الأول لمساندة قطر إعلاميًا في مواجه منتقديها، إلا أنهم في هذه المعركة تخلو عن "تميم"، ما يشير إلى أن موقفه كتير سيىء، وما أمامه سوى أن يتخلى عن دعم الإرهاب، أو أن يحدث إنقلاب سادس عليه. صدمة لقطر ونقلت محطة الجزيرة عن وزارة الخارجية القطرية إعرابها عن الأسف لقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقالت الوزارة: "الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة". كما يبدو أن صمت حلفاء قطر، (تركيا وحماس) اتجاه الأزمة بين الخليج والدوحة، جاء كالصدمة على النظام القطري، لاسيما وأنه وضعها مباشرة بجانب إيران فقط، وهو ما صورها في موقف محرج جدًا, بعد محافظة تركيا عن موقف رسمي هادئ وصامت اتجاه هذه الأزمة ما جعل موقفها يثير الريبة خاصة وإن الدوحة تحت ضغط غير مسبوق.
"تميم" يستقوى ب"أردوغان" وفي وقت سابق، كشفت تقارير إعلامية اعتزام الحكومة القطرية الاستعانة بتركيا والاستقواء بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان من خلال الاتفاق على التسريع من وتيرة بناء القاعدة عسكرية فى الدوحة لتكون أول قاعدة تركية في منطقة الشرق الأوسط.
تركيا تلتزم الصمت وجاء التحرك المشبوه لأمير قطر، في وقت اعتزام واشنطن غلق قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية في قطر نظرا لتجاوزات الإمارة ودعمها وتمويلها التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وإيواء عناصر جماعة الإخوان على أراضيها فضلا عن تبنيها أجندة تحريضية بهدف ضرب استقرار دول الجوار عبر فضائية الجزيرة ومواقع قطر الإلكترونية، إلا أن يبدو أن من مصلحة انقرة عدم الدخول في مواجهة مع السعودية والإمارات لاسيما وأنهما أصبح المخرج الوحيد لإعادة العلاقات التركية الأمريكية إلى طبيعتها، بعدما توترت في الفترة الأخيرة على أثر تسليح الولاياتالمتحدة للأكراد في سوريا وهو أمر يعد ضربة موجعة من جانب واشنطنلتركيا.
"حماس" تتخلى عن قطر في الوقت ذاته خيم على حركة حماس في قطاع غزة الصمت، حيال أزمة الدوحة مع الخليج وذلك قبل إعلان تلك الدول المقاطعة مع قطر، وهو أمر غريب ومفاجئ للدوحة التي لطالما دعمت الحركة بالمال، لكن الحركة تحاول بالوثيقة الأخيرة التي أطلقتها منذ أسابيع أن تنأى بنفسها قليلًا عن الصراع الإقليمي، وهو ما يجبرها على عدم التصعيد مع مصر والخليج.