لم يمنعهم الإرهاق والتعب من الوقوف لساعات على الطريق في انتظار المارين بسيارتهم، لتقديم يد العون لهم، كرشفة ماء، أو عصائر باردة، أو حتى وجبات غذائية صنعتها أيادي الخير. علامات الرضا والصبر تكسو الوجوه، لا تتوقف أفواههم عن مناداة الراكبين أو السائرين، يقفون مجموعات على الطريق في الاتجاهين بشوارع وحواري القاهرة. الضحكات تتعالى، النفوس الصافية، التهنئة المعتادة تلفظ بها ألسنتهم عندما تمتد الأيادي لتسليم ما تحمله، تنطلق الدعوات للقائمين على الأعمال الخيرية. على الطريق في رمضان، يتناسى الجميع الاختلافات، لا يكترثون للقادمين، لا يفتشون عن دواخلهم، يتجسد المعنى الحقيقي لرمضان في لم الشمل رغم الظروف الصعبة والحوادث المتكررة.