الزينة رمز وتقليد مقدس، لا تلتزم بها الدول العربية أو غيرها بقدر ما يلتزم بها أطفال مصر، ينتظرون الشهر الكريم في كل سنة لاستقباله بزينة البهجة، رسالة السلام والحب في عيونهم، يجلسون في الأحياء الشعبية لصناعة الزينة في مشهد يضفي مزيدا من البهجة والروحانية إلى شهر الصيام. تتزين الشوارع بتلك القطع المختلفة المصنوعة من البلاستيك الشفاف أو غيرها، منظر الشوارع والحارات والأزقة، يعطيك انطباعا لحدث عظيم ينتظره الجميع. يجلس "أيمن" الكومندا وحوله الأطفال، في شارع بخيت بالمعادي، ترتسم الضحكات على وجوههم، يتعاونون فيما بينهم، كل يعرف مهمته، من يصعد على السلم، من يقطع أجزاء الزينة، من يمسك بالفروع، تتوزع الأدوار لإنجاز هدف واحد. "بجمع أطفال الحارة وبنعلق الزينة كل سنة"، يقولها "أيمن" ابن السنة الثانية بكلية الحاسبات والمعلومات، بنفس صافية وحب يكمل مهمته التي اعتاد عليها كل عام. تختلف أنواع الزينة فمنها تلك الأنواع الحديثة "الجاهزة" التي تعتمد على الكهرباء كمصدر للإنارة، لكن تبقى الزينة التقليدية اليدوية، هي السمة الغالبة نظرا لرخص سعرها.