رصدت "الفجر" بداية تفعيل تجربة ائتلاف إتحاد شباب الفشن ببني سويف، لإنقاذ "سُكان الأرصفة" أو المشردين أو من هم بلا مأوى، بمبادرة "إنقذ إنسان" التى تستهدف إعادة تأهيلهم لمحاولة عودة إندماجهم فى المجتمع مرة أخرى، بعدما تحجرت وقست قلوب ذويهم وألقوا بهم في الشارع دون رحمة أو شفقة بحالهم وكبر سنهم، فلم يجدوا حينها غير الشارع مأوى لهم، وامتلأت قلوبهم بالحزن والأسى منهم من قاده حزنه إلى الجنون وبعضهم استطاع التماسك إلى أن يأتي قضاء الله. ائتلاف إتحاد شباب الفشن، جنوب بني سويف، كان لهم رأيًا أخر فأعلنوا عن مبادرتهم "إنقذ إنسان" وبدأو تفعيلها بتشكيل فريقًا أصطحب أعضائه أحد الأشخاص بلا مأوى، يدعى "سيد" لمسكن أحدهم، وقاموا بنظافة جسده وتصفيف شعره الكثيف وحلاقة ذقنه وتقليم أظافره وإستبدال ملابسه الداخلية والخارجية بأخرى جديدة وتطهير بعض الجروح البسيطة بساقه وذراعه، حتى عاد لهيئته الطبيعية. البداية عندما أجتمع ائتلاف إتحاد شباب الفشن، وقرروا تشكيل فريق من أعضاء الائتلاف لتفعيل مبادرة "إنقذ إنسان" للبحث عن الأشخاص المشردين من هم بلا مأوى، سواء بمدينة الفشن أو خارجها، فى محاولة لإعادة تأهيلهم ومنعهم من إيذاء المارة من هيئتهم أو رائحة بعضهم، نتيجة الإهمال فى نظافتهم الشخصية لظروفهم المختلفة. وضم الفريق كلًا من: "محمد طه راتب مدير عام بالضرائب العامة، خالد الحنفي رجل أعمال، والدكتور محمود حسين طبيب، محمد عزت حمزة مدير بالتضامن الإجتماعي، مصطفي طه علوى رجل أعمال، محمد رمضان والى مدرس، أحمد حامد موظف بالبحوث الزراعية". يقول محمد طه راتب، الأمين العام: نحن مجموعة من الشباب هدفنا الأول مساعدة كل مشرد فى الشارع، دون النظر إلى ديانته أو جنسيته، كل هدفنا هو تأهيل هؤلاء المشردين للعودة والإندماج فى المجتمع مرة أحرى، بعد أن تركوا أقاربهم أوأسرهم أوأهلهم لظروف مختلفة، ليتأخذو من الشارع مسكنًا لهم بلا مأوى، دون غطاء يحميهم من برد الشتاء القارص أومن شمس الصيف الحارقة. وأضاف خالد الحنفي، الأمين المساعد، أن الأشخاص المشردين أوبلا مأوى غالبًا ما تقابلنا عيونهم سريعا، نهرب فورا بنظرنا إلى نقطة بعيدة لنريح ضميرنا، معظمهم يستقرون على الأرصفة، أوأسفل الكبارى وبجوار المنشأت العامة، ولكن جميعهم تجمعهم علامات الشارع الواضحة على أجسادهم، فى هذه المرة قررنا عدم الفرار بأعيننا فى محاولة منا لإنقاذ حالة أو حالتين إسبوعيًا من هؤلاء. وأكد أحمد حامد، منسق الإتصال السياسي، أن فريق مبادرة "إنقذ إنسان" بدأ تفعيل مبادرة فور تشكيل الفريق، وأتخذنا من سيارة أحد الأعضاء وسيلة للبحث عن هدفنا فى شوارع الفشن وخارجها، إلا أن محاولاتنا لأقت رفضًا من بعضهم خاصة من يمرون بظروف نفسية، إلا أنه سرعان ما أستجابت لنا أول حالة المتمثلة فى "عم سيد" الذى يسكن مع شقيقته المريضة بغرفة وحيدين، ويحصلون على قوت يومهم من أهل الخير وبعض المارة بشوارع المدينة. وتابع: فى بادئ الأمر أستطلعت رأى "عم سيد" الذى وافق وطلب منا ملابس "جلابية" جديدة، فأصطحبناه فى السيارة لمسكن أحد أعضاء الفريق وقمنا بغسل شعره وتصفيفه وحلاقة ذقنه، ودخل أحدنا معه لحمام المسكن وقام بخلع ملابسه الخارجية والداخلية ثم قام بغسل جسده جيدًا وتجفيفه وساعده فى إرتداء ملابس جديدة، وواصل: عقب إنتهائنا من نظافة جسده وملابسه، قام الدكتور محمود حسين، أحد أعضاء الفريق بفحص جسده جيدًا ووجد بعض الجروح البسيطة والتى قد قاربت من التلوث، نتيجة لإهمال تطهيرها، حيث قام الطبيب بتنظيف الجروح بالمطهرات والمضادات الحيوية، وتبادلنا مع الحديث عن أحواله وظروفه، ووعدناه بمتابعته أسبوعيًا بمسكنه مع شقيقته المريضة. وأوضح منسق الإتصال السياسي، أن حالة "عم سيد" بسيطة بالمقارنة مع الحالات المنتشرة على أرصفة الشوارع، وذلك لكونه يسكن مع شقيقته، ولكن الأصعب هى حالات من هم بلا مأوى أومشردين، عن أسرهم وأقاربهم لأسباب مختلفة، فلايوجد مكان لهم يأويهم ويمنعهم من حالتهم الأولية، مطالبًا من محافظ بني سويف ووكيل وزارة التضامن الإجتماعي بتوفير مكان يخصص كدار إيواء للمشردين أو من هم بلا مأوى. من جانبه قال محمد سيد، وكيل وزارة التضامن الإجتماعي ببني سويف، إن المحافظة يتوفر بها دارًا لإقامة المسنين ومن والغير قادرين على خدمة أنفسهم، تتبع الجمعية الخيرية الإسلامية بمركز ببا، وتستضيف الرجال والنساء فى حالات "الزوجين" ولكن يشترط أن تتوفر بيانات الحالة وإثبات الشخصية أوضمانة شخصية لأحد الأقارب، أوبضمانة غير الأقارب بتحرير محضر بالشرطة وتعهد رسمي وذلك مقابل رسوم تقدر ب400 جنيه شهريًا. وأشار وكيل وزارة التضامن الإجتماعي، إلى يتوفر بالمحافظة دارًا أخرى بمدينة بني سويف الجديدة بشرق النيل، لإستضافة "السيدات" من المُسنات أوغير القادرات على خدمة أنفسهم، ويشترط أيضًا توافر بيانات الحالة وإثبات الشخصية أوضمانة شخصية لأحد الأقارب، أوبضمانة غير الأقارب بتحرير محضر بالشرطة، وهذه الدار لا تتقاضي أى رسومًا أو تكلفة لتكفل أحد رجال الأعمال بها.