مع تدني أحوال المشردين تظهر من حين لآخر، جهود المجتمع المدني للمشاركة في احتواء الأزمة ضمانا لإعادة إدماج من فقدوا المأوى إلى المجتمع مرة أخرى، وفي محافظة بني سويف أطلق ائتلاف اتحاد شباب الفشن تجربة لإنقاذ المشردين عبر مبادرة «أنقذ إنسان» التي تستهدف إعادة تأهيلهم، بعدما مروا به من ظروف انتهت ببعضهم بالجنون، فيما تماسك آخرون أملا في التوصل إلى حل يحترم آدميتهم وحقهم في الحياة. أنقذ إنسانا البداية عندما اجتمع ائتلاف اتحاد شباب الفشن، وقرروا تشكيل فريق من أعضاء الائتلاف لتفعيل مبادرة «أنقذ إنسان» للبحث عن الأشخاص المشردين ممن هم بلا مأوى، سواء بمدينة الفشن أو خارجها، في محاولة لإعادة تأهيلهم ومنعهم من إيذاء المارة بسبب هيئتهم، وضم الفريق القائم على المبادرة كلًا من: «محمد طه راتب مدير عام بالضرائب العامة، خالد الحنفي رجل أعمال، والدكتور محمود حسين طبيب، محمد عزت حمزة مدير بالتضامن الاجتماعي، مصطفى طه علوى رجل أعمال، محمد رمضان والى مدرس، أحمد حامد موظف بالبحوث الزراعية». المشردون يقول محمد طه راتب، الأمين العام للاتحاد: نحن مجموعة شباب هدفنا مساعدة كل مشرد، دون النظر إلى ديانته أو جنسيته، لتأهيل هؤلاء المشردين للعودة والاندماج في المجتمع، بعد أن تركوا أقاربهم أو أسرهم أو أهلهم لظروف مختلفة، ليعيشوا في الشارع بلا مأوى. سكان الأرصفة وأضاف خالد الحنفي، الأمين المساعد للاتحاد، أن الأشخاص المشردين معظمهم يستقرون على الأرصفة، أو أسفل الكبارى وبجوار المنشآت العامة، ولكن جميعهم تجمعهم علامات واضحة على أجسادهم، وقررنا إنقاذ حالة أو حالتين أسبوعيًا من هؤلاء. «عم سيد» وأكد أحمد حامد، منسق الاتصال السياسي، أن فريق مبادرة «أنقذ إنسان» بدأ العمل فور تشكيل الفريق، واتخذنا من سيارة أحد الأعضاء وسيلة للبحث عن هدفنا في شوارع الفشن وخارجها، إلا أن محاولاتنا لاقت رفضًا من بعضهم خاصة من يمرون بظروف نفسية، إلا أنه سرعان ما استجابت لنا أول حالة المتمثلة في «عم سيد» الذي يسكن مع شقيقته المريضة بغرفة، ويحصلان على قوت يومهم من أهل الخير وبعض المارة بشوارع المدينة. ملابس جديدة وتابع: في بادئ الأمر أخذت رأى «عم سيد» الذي وافق وطلب منا ملابس «جلابية» جديدة، فاصطحبناه لمسكن أحد أعضاء الفريق وقمنا بغسل شعره وتصفيفه وحلاقة لحيته. طبيب المبادرة وواصل حامد: عقب انتهائنا من نظافة جسده وملابسه، قام الدكتور محمود حسين، أحد أعضاء الفريق بفحصه ووجد بعض الجروح البسيطة والتي قاربت من التلوث، نتيجة إهمال تطهيرها، حيث نظف الطبيب الجروح، وتبادلنا الحديث عن أحوال "عم سيد" وظروفه، ووعدناه بمتابعته أسبوعيًا بمسكنه مع شقيقته المريضة. دار إيواء للمشردين وأوضح منسق الاتصال السياسي للاتحاد، أن حالة «عم سيد» بسيطة بالمقارنة مع حالات منتشرة على أرصفة الشوارع، وذلك لكونه يسكن مع شقيقته، ولكن الأصعب هي حالات من هم بلا مأوى أو مشردين، عن أسرهم وأقاربهم لأسباب مختلفة، فلا يوجد مكان لهم يأويهم، مطالبًا من محافظ بني سويف ووكيل وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير مكان يخصص كدار إيواء للمشردين أو من هم بلا مأوى. استضافة ب400 جنيه من جانبه، قال محمد سيد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي ببني سويف، إن المحافظة يتوفر بها دار لإقامة المسنين وغير القادرين على خدمة أنفسهم، وتتبع الجمعية الخيرية الإسلامية بمركز ببا، وتستضيف الرجال والنساء في حالات «الزوجين» ولكن يشترط أن تتوفر بيانات الحالة وإثبات الشخصية أو ضمانة شخصية لأحد الأقارب، أو بضمانة غير الأقارب بتحرير محضر بالشرطة وتعهد رسمي وذلك مقابل رسوم تقدر ب400 جنيه شهريًا. دار للسيدات وأشار وكيل وزارة التضامن، إلى أنه يتوفر دار أخرى بمدينة بني سويف الجديدة بشرق النيل، لاستضافة المُسنات أو غير القادرات على خدمة أنفسهن، ويشترط أيضًا توافر بيانات الحالة وإثبات الشخصية أو ضمانة شخصية لأحد الأقارب، أو بضمانة غير الأقارب بتحرير محضر بالشرطة، وهذه الدار لا تتقاضي أي رسومًا أو تكلفة لتكفل أحد رجال الأعمال بها.