فى عالم المخدرات والمزاج هناك طبقات فالحشيش والترامادول مخدرات شعبية وأسعارها فى متناول الجميع أما " الهيروين" فلأصحاب المقام الرفيع والمزاج العالي، ولكن الموازين انقلبت في الفترة الأخيرة، وتساوت الرؤوس بعد انخفاض ملحوظ في أسعار الهيروين وانتشاره فى سوق المخدرات ووصول سعر التذكرة إلى 90 جنيها فقط وفي أماكن أخرى ل60 جنيهاً. وجاءت مصر فى المرتبة الثالثة بين دول العالم العربى من حيث انتشار المخدرات طبقاً لإحصائية وتقارير هيئة الرقابة على المخدرات العالمية، وهى إحدى أجهزة هيئة الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة، وهى مؤشر خطير وخاصة بعد الإنخفاض الملحوظ فى أسعار مخدر الهيروين فبعد أن كان لأصحاب المزاج العالى نظراً لإرتفاع سعره و يقتصر على مستويات معينة أصبح فى متناول الجميع بعد إنخفاض سعره.
في هذا السياق قال الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية أن مدمن الهيروين يبدأ بتدخين السجائر ثم تعاطى الحشيش وبعدها الترامادول ثم الأفيون ويتعاطى مخدر الهيروين فى النهاية. وأوضح حماد أن تعاطى الهيروين يكون فى المرحلة المتأخره من الإدمان ويطلق على متعاطيه أصحاب المزاج العالى "التوب". وكشف "حماد" أن طبقة الموظفين، والذين يعانون من مشكلات جنسية يأتون في المرتبة الأولى من متعاطى مخدر "الهيروين"، مضيفاً أن مدمنى الهيروين لا يعد مخدر الترامادول أو الحشيش بديل لهم و يعتبر الهيروين هى الماده الوحيده المشبعة بالنسبة لهم فى الإدمان. وفسر "حماد" سبب إنخفاض سعر مخدر "الهيروين " بأن المعروض أصبح أكثر والفئات المستهدفة أكثر وبالتالى انخفض سعره. وحذر "حماد" من خطورة الهيروين المضروب فى إشارة منه إلى الهيروين المضاف إليه ترامادول مشيراً إلى كارثة أخرى وهى تعاطي الهيروين عن طريق الحقن لأن نصف جرام من الهيروين حقناً يعادل 5 جرامات هيروين عن طريق الشم وهذا يسبب مشكلتين وهما زيادة الجرعة و بالتالى الوفاه فضلاً عن الأمراض المنقولة والمعدية لاستخدام الحقن. ولفت "حماد" إلى أن معظم مدمنى الهيروين تتراوح أعمارهم من 17 عاماً إلى 20 عاماً وهذه ظاهره مخيفة على حد قوله، مضيفا أن تجار المخدرات أصبحوا محترفين حتى أنها تصل للمدمن "دليفرى". وطبقاً لآخر إحصائية للإدارة العامة لمكافحة المخدرات لسنة 2015 فقد تم ضبط 37 ألفا و508 قضايا مخدرات، شملت 40 ألفا و861 متهمًا وضبط الف تاجر هيروين. وجاءت محافظة القاهره فى المرتبة الأولى فى إنتشار المواد المخدره حيث ضبط 7000 قضية متنوعة بين تعاطى وقتل تحت تأثير المخدر ولا تزال القاهرة تستحوذ على النسبة الأعلى فى عدد جرائم المخدرات "التعاطي" ب3 آلاف و613 جريمة. تليها محافظة الجيزه ثم الشرقية وفى القضية التى تحمل رقم 9018 جنح قسم الطالبية لسنة 2016 تم ضبط المدعو " بدرى .ف" 42 عاماً موظف بإحدى شركات الأدوية ومعه 2 كيلو هيروين وسبق إتهامه فى خمس قضية تجارة مخدرات وحيازة سلاح نارى بدون ترخيص وحكم عليه خلالها ب 15 سنه سجن مع الشغل. وفى القضية رقم 4556 جنح قسم الجيزه لسنة 2016 تم ضبط صاحب مصنع ملابس جاهزه وبحوزته 2 كيلو هيروين ومبلغ مالى 50 ألف جنيه، وتم الحكم علي المتهم فى هذه القضية ب 10 سنوات. وفى قضية أخرى ضبط ضابط بحوزته 11 تذكرة هيروين ووجهت له تهمة لالتعاطى وحيازة مواد مخدره حيث تم ضبطه فى أحد الأكمنه ومعه مبلغ مالى 500 جنيها و11 تذكرة هيروين ولا تزال القضية قيد التحقيقات.
وفيما يتعلق بالعقوبة القانونية قال أشرف طلبة المحامى بالنقض أن عقوبة الإتجار فى الهيروين تصل إلى الإعدام فى حالة إدخال كميات كبيرة للبلاد وقد تصل إلى 15 عاماً ومؤبد. أما المتعاطى فعقوبته تبدأ من عام وتصل لثلاث سنوات .