بعد إنتهاء المباراة الأولى لذهاب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا بين ريال مدريد وجاره العدو أتليتيكو مدريد وبات الملكى على بعد نصف قدم من مدينة كارديف الويلزية حيث نهائى أمجد وأعرق الكؤوس دورى أبطال أوروبا، ظهرت لنا ملامح الطرف الآخر لنهائى البطولة فى المباراة التى جمعت بين العريق يوفنتوس الإيطالي الذى حل ضيفآ على المضيف موناكو الفرنسي ويا له من ضيف كان ثقيلآ للغاية. اقترب اليوفى وبقوة من حجز تذكرة كارديف ليكون على بعد خطوات بل دقائق من التتويج بذات الأذنين الأميرة الأوروبية الشقراء. يوفنتوس الذى دخل اللقاء وهو مدعم برقم قياسي للتاريخ فلم تهتز شباكه حارسه وعملاقه وأسطورته وسده المنيع جيانلويجى بوفون أعظم حارس مرمى فى التاريخ سوى بهدفين فقط منذ بداية البطولة هذا الموسم كما حافظ على نظافة شباكه لستة مباريات متتالية فى رقم جديد يحسب للفريق ككل ولكن ينال منها دفاع البيانكونيرى وحارسه من الثناء نصيب الأسد ، كيف لا وهو الذى ظل طوال مائة وثمانون دقيقة مقسمة بين مباراتي ذهاب وإياب ربع النهائى ضد فريق بحجم برشلونة وهجوم ناري كذلك المكون من ميسى ونيمار وسواريز ، وظل وزراء دفاع اليوفى بونوتشى وكيللينى وبارزالى ومن خلفهم بوفون محصنين لمرماهم من هجمات البلاوجرانا إلى أن وصل ملاذهم لما أرادوه وقاموا بإقصاء الكاتالان خارج البطولة وهم من كانوا مرشحون وبقوة لنيل كأسها. ثم جاء الدور على صاحب أقوى هجوم فى أوروبا موناكو الفرنسي العنيد فى إختبار آخر يبرهن فيه اليوفى ومنظومته الدفاعية الكاملة ومدربه الداهية ماسيميليانو أليغرى على أن سمعة الطليان الدفاعية لم تأتى من فراغ ، فكم سمعنا من قبل قوة دفاع الأندية الإيطالية وخاصة المنتخب الإيطالى الذى طالما كان بطلآ للعالم فى أربع مناسبات سابقة بالطريقة الدفاعية ، كما هو الحال للأندية الإيطالية ذاتها والتى تقدم لنا فنونآ ودروسآ تكتيكية فى كيفية تطبيق الدفاع المحكم من وسط وأطراف الملعب حتى العمق. مواجهة خط هجوم قوي بل قوي للغاية مثل خط هجوم موناكو بقائده القناص الكولومبى راداميل فالكاو والبرتغالى اليافع برناندو سيلفا والموهبة الفرنسية الصاعدة بسرعة الصاروخ تيرى هنرى عفوآ كيليان مبابى، وقصدت ذكر الغزال الفرنسي تيرى هنرى عن عمد لما يمتلكه الشاب الصغير مبابى من تشابه كبير جدآ لمواطنه الغزال الكبير هنرى من حيث طريقة اللعب والسرعة والقوة البدنية تجعلنا بمجرد رؤيته نتذكر على الفور هنرى ويا له من لاعب يذكرنا بكرته الجميلة التى كان يلعبها مع مدفعجية أرسنال وديوك فرنسا ، مبابى والذى شكل خطورة كبيرة ضد كل فرق البطولة التى قابلت السيدة العجوز وذاقوا من الشاب الصغير مرارة أهدافه وإنطلاقاته وإسألوا مانشيستر سيتي ومدربه بيب جوارديولا وبوروسيا دورتموند ومدربه توماس توخيل فشل فى إختراق دفاع البيانكونيرى ليفشل فى هز شباك العملاق بوفون. كل هذا بالطبع يعود فيه الفضل كما ذكرت لدفاع يوفنتوس والذى يلعب ككتلة واحدة بخطوط متقاربة مع لاعبى الوسط خصوصآ البوسنى ميرام بيانيتش والإيطالى الآخر كلاوديو ماركيزيو، ولكن ما لفت أنظار الجميع ممن شاهدوا اللقاء هو فارق السن بين الحارس الأسطورى بوفون وبين الموهبة الشابة والرائعة مبابى ، فلنا أن نتخيل جميعآ أن جيجى لعب أول مونديال فى تاريخه ولم يكن ولد حينها هذا اللاعب الصغير إبن مدرسة الكاستيا هناك فى إسبانيا بالعاصمة مدريد وبالأخص معقل الفريق الملكى ريال مدريد ، ونجد فى نهاية الأمر تفوق واضح وكبير لمن على مشارف الأربعين من ربيعه بوفون على الشاب الذى يصغره بأكثر من عشرون عامآ ليثبت لنا مرة أخرى بوفون على أن العمر ما هو إلا مجرد رقم ويواصل الأسطورة كتابة التاريخ ويضع رفقة فريقه يوفنتوس قدمآ فى نهائى كارديف. الخلاصة : نهائي للتاريخ يلوح في الأفق بل ربما تم تحديده بالفعل ليكون طرفي مدينة كارديف بين ريال مدريد ويوفنتوس ، فلا أعتقد أن أتليتيكو وموناكو قادرين على العودة المستحيلة أمام الريال واليوفى ونحن فى إنتظار مواجهات العودة .