تظل جماعة الإخوان المسلمين المصنفة من الدولة ب"الإرهابية"، تبحث عن مدخل للانخراط في الحياة السياسية في مصر بعد سقوط حكمهم، لذا دأبت في تسخير مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأهدافها في إثارة الرأي العام، ظهر هذا جليًا خلال الأربع سنوات الماضية. التظاهر في 11نوفمبر ففي السابع عشر من أكتوبر الماضي، استغلت كتائب جماعة الإخوان الإلكترونية، الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لاسيما ارتفاع أسعار السلع، وقامت بدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي بتطالب باحتشاد المواطنين في الميادين والمحافظات في 11 نوفمبر الماضي، وروجت هذه الكتائب للبعض الأكاذيب والصور التي تثير مشاعر المواطنين الفقراء من أجل النزول لتخريب منشأت الدولة والمؤسسات طالما أنها ثورة جياع.، مما يؤدي لتصادم بين الشعب وقوات الأمن، ولكن الشعب كان مدركًا لما يفعل هؤلاء، ولم يستجب للدعوة، بالرغم أنهم أرهقو الدولة من خلال التأمينات التي استعدت لها جميع المحافظات بمصر.
استخدام الدعاة ل"تويتر" لقلب الموازين وظلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" مساحة استخدامها عدد كبير من مؤيدي "الإخوان" من الدعاة في العالم العربي، ومنهم محمد العريفي، ونبيل العوضي لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي والجماعة على غير العادة، بالإضافة لنشر بعض التدوينات المعلقة على الأحداث بشكل تحريضي، فدعم متظاهري رابعة العدوية، وطالب متابعية على "تويتر"، توثيق صور المواجهات ونشرها بتغريدات مختلفة.
مساندة النشطاء العرب للإخوان بتغريدات كما ساندت جماعة الإخوان بعض النشطاء العرب، وعلى رأسهم اليمنية توكل كرمان، التي أطلقت حربًا شرسة على السلطات المصرية، وظلت تهاجم القوات المسلحة خلال تدوينات عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
اللجان الإلكترونية فيما قامت بعض اللجان "الإخوانية" الالكترونية بإطلاق "هشتاجات" مع وقوع كل حدث غرضه تفكيك الدولة وسقوط النظام، جاءت في شكل معظمها بشكل ساخرًا، ناهيك عن استغلال البعض للظروف التي تمر بها البلد والتحريض على إثارة الفوضى، فضلاً عن مشاركة البعض على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، ودسها وسط النشطاء من أجل المعارضة، بشكل مبطن ولكن الهدف منه واضح وهو اشعال الفتن، أخرها اسغلال موقف الدولة من اتفافية ترسيم الحدود" تيران وصنافير"، فضلاً عن استغلال أخر الأحداث انفجار الكنيستين، وبدأ تدشين هشتاجات محرضة على الدولة لمحاولة فشل النظام في تأمين الكنائس.
تجدر بالإشارة إلى أن أسلوب عناصر جماعة الإخوان، ظل كما هو في سابق عهده الذي في استخدام النشطاء نفس الشعارات بطريقة مباشرة وغير مباشرة للتنديد بالنظام، ومهاجمة القوات المسلحة على صفحات "فيس بوك" وحسابات "تويتر" من بعد عزل "مرسي"، ومغازلة المؤسسات الحقوقية في الخارج، باتهام مؤسسات السجون بتعذيب المعتقلين، والترويج للاختفاء القسري بدون أدلة، وعمل هشتاجات ممنهجة تتضمن ذلك، هو ما يؤكد إفلاسهم، وعدم قدرتهم على التواجد الفعلي على الساحة السياسية في مصر، إلا عن طريق نشر الإشعاعات والترويج للفتن.
دور قطر الخفي في ضوء ما سبق قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، إن جماعة الإخوان المسلمين منذ أمد طويل وهي تمتلك مواقع الكترونية عدة، هدفها تجنيد الشباب، آملين أن تزيد صفوفهم مرة أخرى، متبعين أسلوب النفس الطويل، وهذا أسلوبهم من أيام "حسن البنا"، مشيرًا إلى انهم مدركين حجم فشلهم وأن دروهم سياسيًا انتهى، لذا وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة "حياة للجماعة".
وأضاف "السعيد"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الانقسامات والمزيادات داخل الجماعة ساعدت بشكل كبير على انتشارهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما عقب ظهور بعض المنشقيين وفضح أفعالهم الإجرامية، ناهيك عن أن هذا التواصل الوحيد بينهم وبين أفراد الشعب، لذلك تنتشر كتائبهم بقوة، وأيضًا خوفًا من تخلي كلا من تركياوقطر عن دعمهم، لأن إذا لم تعود قوتهم الشعبية بمصر، فسينتهي الدعم.
المواجهة الفكرية ويرى رئيس حزب التجمع السابق، أن الحل الأمثل هو مواجهة هذا الفكر الالكتروني، بنشر التوعية وتأهيل المواطنين، لتجاهل الشعب دعواتهم الإجرامية التي بها تحريض للشعب، وكيفية التفرقة بين الأخبار المغلوطة والصحيحة، وهذا لم يأتي إلا بالمواجهة الفكرية الحديثة.
طوق نجاة للإخوان من الموت وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن أعضاء جماعة الإخوان يدركون أنهم على مشارف الموت، خاصة عقب فشلهم في الحشد كما في سابق عهدهم، فهذا التنظيم كان الوحيد المنظم في ظل تشرذم وتفكك الأحزاب المدنية بمصر التي لم تكن تمتلك قاعدة جماهيرية على أرض الواقع، وهو من ساعد الجماعة على جني بقائها لفترة كبيرة لفترة ما، لذلك يبذلوا جهد كبير في التوسع والانتشار عبر مواقع السوشيال الميديا، لأنها طوق النجاة من الموت.
وأضاف "زهران"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أنه إذا استطاعت الدولة حجب اشتراكهم فسوف ينتهي اسم الجماعة للأبد، فهذه المواقع هي التي تساعدهم على عمق وجودهم سياسيًا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن السوشيال ميديا من أهم مواقع الصراع الأيديولوجي التي استطاع الإخوان من خلالها السيطرة على العقول وفرملة الروح الديموقراطية السائرة في مصر، وبالتالي لابد من وجود آلية واضحة تحاكم هؤلاء والتصدي لهم قانونيًا.
محاولة خلق رأي عام مضاد هدفة قيام "ثورة" قال الدكتور مختار نوح ، قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين، إن لجوء جماعة الإخوان المسلمين لنشر أفكارهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي إلا محاولة خلق رأي عام مضاد.
وأضاف "نوح"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الغرض من الانتشار على موقع التواصل الاجتماعي لهذه الجماعة هو قيام "ثورة"، حالمين للعودة مرة أخرى للسلطة.
وأشار القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، إلى أن الجماعة تقوم باستثمار مواقع التواصل، من أجل الظهور أيضًا وارسال رسالة للشعب بوجودهم وأنهم لازالوا أحياء.