(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) بهذا الآية بدأ مجموعة من الوعاظ الأزهريين بمحافظة الإسكندرية، الخروج إلى المواطنين في المقاهي لإيصال صحيح الدين لديهم وذلك عن طريق الندوات الدينية، حيث توجه 4 أزهريين إلى أكبر مقاهي منطقة العجمي، وقرروا أن تكون دعواتهم للمواطنين غير تقليدية بهدف إيصال صحيح الدين إليهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة في عقولهم، وذلك عن طريق إلقاء الندوات الدينية عليهن داخل المقاهي الثقافية والإستماع إلى أسألتهم والرد عليها. تعود الفكرة عندما أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، حملات دعوية على المقاهي الثقافية منذ شهور للتواصل مع الناس وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم، حيث بدأ المجمع تطبيق الفكرة في محافظات الوجه القبلي وبعد أن أثبتت نجاحها بدأ في تطبيقها في محافظات الوجه البحري من خلال مناطق الوعظ في هذه المحافظات. ورغم أن الفكرة وليدة أسبوعين فقط داخل محافظة الإسكندرية، إلا أنها قد لاقت نجاحًا كبيرًا بين رواد المقاهي، وأصبح العديد منهم يحرص على التنقل أينما وجد الوعاظ، حيث يختار الوعاظ المقاهي الأكثر إقبالًا من قبل المواطنين وخاصة الشباب، ليتجهو إليها عقب صلاة العشاء ويبدأون في مناقشة دينية لا تتعدي وقتها 5 دقائق ثم الإستماع إلي أسالة وإستفسارات المتواجدين للرد عليها. يقول الشيخ عبد الله على حسن - أحد الوعاظ بمنطقة العجمي في غرب الاسكندرية: بداية الأمر منذ 5 أشهر عندما دعا الدكتور محي الدين أمين - مدير عام مجمع البحوث الإسلامية، بتفعيل المقاهي الثقافية، والنزول إلى المواطنين في المقاهي ومراكز الشباب، وتم تفعيل هذا الأمر منذ أسبوعين فقط في الإسكندرية، وإقامة ندوتين وتحديدًا في منطقة العجمي، حيث يقوم 4 من الوعاظ الشباب بالنزول إلى المقاهي ومناقشة روادها في أمور دينهم وتصحيح المفاهيم الخاطئ لديهم، وخاصة الشباب لمعرفة أفكارهم وإظهار الإسلام الوسطي لهم. وعن العوائق التى قابلتهم أثناء تنفيذ الفكرة، أوضح "الواعظ" ل"الفجر": إلى وجود إعتراض في بداية الأمر من قبل أصحاب المقاهي وتخوف كبير لديهم لعدم حملنا لتصريح لإلقاء الندوة، إلا أننا إستطاعنا التغلب على الأمر بعد التواصل مع الأمن الوطني والحصول على التصريحات اللأزمة، مشيرًا إلى أن رواد المقاهي إستغربوا الأمر في بدايته، إلا أن بعد مرور الوقت بدأو في التفاعل معاهم. وأضاف، أن وقت الندوة لا تتعدي 5 دقائق، وموضوعها في الأغلب يكون عن الأخلاق وحسن معاملة الناس، ثم إستقبال أسألة وإستفسارات المتواجدين في المقهي إذا كانت عامة أو خاصة للإجابة عليها، منوهًا إلى أن بعض الأحيان يتواجد أعضاء من لجان الفتوي بالأزهر الشريف للرد على إستفسارات المتواجدين داخل المقهي. وأوضح: أن الزى الأزهري له مكانه غالية في نفوس المصريين، لذلك يحرص المتواجدين في المقاهي على ترك ما في أيديهم والإستماع إلينا، ومع الوقت ينتهي حاجز الخوف عند المتواجدين، لتبتدئ المناقشة معهم بلغه سلسه وبسيطة، وهو الأمر الذى أدي إلى وجود ردود فعل إيجابية وإقبال كبير من المواطنين على الندوات. وعن اختيار الوقت والمقهي المناسبة، قال أنهم يقومن بالندوة مرتين إسبوعيًا وذلك بعد إختيار المقهي المناسب، والذى يشهد أكبر تجمع لمواطنين بداخله، ثم القيام بالذهاب إليه بعد إستأذان صاحب المقهي وبدء التحدث معهم.