بعد الغارات الأمريكية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القواعد العسكرية في سوريا، بدأ الكثير من الخبراء في وضع عدة خيارات عسكرية أمام "ترامب" يمكن أن يعتمد عليها في السياسة التي يتبعها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي الساعات الماضية، بدأت التصريحات الأمريكية حول خيار عسكري في سوريا تتالى، خاصة بالتزامن مع الجلسة المغلقة لمجلس الأمن لمناقشة مشروعي القرارين الغربي والروسي بخصوص الضربة الكيماوية في خان شيخون، وصرح مسؤول أمريكي أن البنتاجون يجري مناقشات تفصيلية مع البيت الأبيض بشأن خيارات عسكرية بخصوص سوريا. وسبق ذلك تسريبات من وسائل إعلام أميركية أن الرئيس دونالد ترامب بصدد التشاور مع أعضاء في الكونجرس الأميركي بشأن احتمال استهداف عسكري أميركي وشيك للنظام السوري. خيارات عسكرية في البداية، رصد تقرير لشبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية 5 خيارات عسكرية يمكن لإدارة الرئيس دونالد ترامب استخدامها فى سوريا، كما قدم عدد من الخبراء العسكريين المصريين رؤيتهم حول تلك الخيارات العسكرية. ضربات جوية استراتيجية ويقول جستين برونك، الباحث فى فريق العلوم العسكرية فى المعهد الملكى للخدمات المتحدة ومقره بريطانيا، إن واشنطن يمكن أن تسعى إلى شن ضربات جوية عقابية ضد الأصول العسكرية السورية أو حتى قيادات الجيش السورى كخيار عسكري. وأوضح "برونك" أن هناك عقبة رئيسية تكمن فى الطريقة: أنظمة الدفاع الجوى الروسية داخل سوريا التى تعطى موسكو السيطرة على المجال الجوى بشكل فعال على جزء كبير من سوريا، ومن بينها أنظمة الدفاع الصاروخى المتقدمة إس 300 وإس 400، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تستخدم الطائرات "الشبح" مثل " إف 22"، "بى 2 سبيرت" فى محاولة للتهرب من اكتشافها عن طريق أنظمة الدفاع الجوية الروسية، وسيكون ذلك خيارا مكلفا للغاية، بعدد محدود من الطائرات المتاحة. إطلاق صواريخ "كروز" أما الخيار الثانى يتعلق بإطلاق صواريخ "كروز" من المدمرات الأمريكية المنتشرة فى البحر المتوسط، وقال برونك إن موسكووواشنطن استخدمتا سابقا صواريخ "كروز" فى ضربات داخل سوريا، إلا أنها أقل فائدة عند ضرب أهداف متحركة ومخاطر قتلها المدنيين أكبر. فرض حظر طيران سوري أما عن الخيار الثالث، فيتمثل فى فرض "حظر طيران"، ورأى الباحث المتخصص فى الشئون العسكرية أنه يمكن الحديث عن فرض الولاياتالمتحدة لمناطق "حظر طيران" على القوات الجوية السورية، لكن هذا سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان الروس سيتعاونون أم لا، مشيرا إلى أن القوات الجوية الروسية فى سوريا تستخدم الكثير من ذات طراز الطائرات الذى يستخدمه الجيش السورى، ما يجعل من الصعب تحديد هوية الطائرة حتى مع استخدام أجهزة الرادار المتقدمة. تأسيس مناطق آمنة ويتمثل الخيار الرابع فى تأسيس مناطق آمنة، حيث قال دانيال سيروير، مدير برنامج إدارة الصراعات فى جامعة جونز هوبكنز، إن الولاياتالمتحدة يمكنها المُضى قدما بخطة إعلان المناطق الآمنة والدفاع عنها. نشر قوات برية أما عن الخيار الخامس فيتعلق بنشر قوات برية، غير أن الشبكة نقلت عن السيناتور الجمهورى، بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، قوله إنه من الواضح أن الولاياتالمتحدة لا تريد الانخراط فى حرب برية طويلة، ولكن هناك طرق يمكننا بها إرسال إشارات للأسد، وأنا متأكد من أن هذه الخطط تُطور حاليا. كما استبعد برونك أيضا إقدام واشنطن على عملية برية واسعة النطاق، على غرار ما جرى فى العراق فى عام 2003، مشيرا إلى أن إدارة ترامب تدرك أن هذا يؤدى إلى الوقوع فى مستنقع لا نهاية له، ناهيك عن أن الولاياتالمتحدة تجتاح بذلك مناطق توجد فيها القوات الروسية. ضرب أبراج الطيران الروسي أما الخيار السادس فيتمثل في ضرب أبراج الطيران، فيقول جون كابيلو، كبير باحثي الشؤون العسكرية في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات واشنطن، إن الخيارات العسكرية المحتملة تتمثل في إطلاق الصواريخ الحوامة، والذخائر الموجهة، ضرب أبراج الطيران السوري، لأن "ترامب" يقتنع أن منع الطيران السوري من التحليق سيمنعه من ضرب المدنيين في سوريا. استخدام القوات الخاصة أما الخيار العسكري السابع فيتمثل في استخدام القوات الخاصة، فيقول الخبير العسكري طلعت مسلم، إن "ترامب" يمكنه أن يعتمد على استخدام القوات الخاصة كحل عسكري في سوريا، وذلك من خلال القيام بعمليات هجومية لأماكن القيادة السورية والأماكن الحيوية للجيش السوري. وأضاف الخبير العسكري، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن "ترامب" لن يعتمد على الخيار العسكري لأنه له مخاطره، ولن يوافقه أحد على ذلك، وما أمامه الان هو حل ضربات الطيران والقوات الخاصة فقط. الضربات الجوية أم البرية؟ ومن جانبه استبعد اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقًا، أن يلجأ "ترامب" للخيار العسكري البري، لأن الضربات الجوية هي الأفضل والأكثر قدرة على إضعاف الجيش السوري لذلك سيعتمد عليها "ترامب". وأضاف "عز الدين"، أن توجيه الضربات الجوية القادمة سيحددها رد فعل روسيا وإيران، فكل ما دعمت روسيا وإيران النظام السوري كلما لجأت أمريكا إلى ضرب النظام السوري بسلاح الطيران لإضعاف قوة الجيش السوري.