استضاف الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة، الأسبق صالون د.حسن راتب الثقافى، والذى تعرضه قناة المحور فى التاسعة مساء الليلة ، وتحدث الفنان فاروق حسنى فى بداية الصالون عن معنى وماهية الإبداع وما يشمله من إبداع إنسانى وليس فنى فقط، وقام بتحية الشعب المصرى مشيرا إلى إبداعه في تحمل الأزمات، وعلق على إدارة د.حسن راتب للصالون قائلا: "كنت أعرفك شاعراً واليوم اكتشفت أنك فيلسوف أيضا، حيث أدار راتب بفكر واستنارة وثقافة الصالون الذى حضره نخبة كبيرة من الرموز فى المجالات المختلفة منهم د.حسام بدراوي، ود.زاهى حواس والفنانة إلهام شاهين ود.مصطفى الفقى والموسيقار هاني شنوده والفنان التشكيلى آدم حنين ود.مؤمنة كامل، فى أمسية ثقافية تؤكد الدور المهم الذى يقوم به د.حسن راتب فى مجال الإبداع والفكر". وأكد الفنان فاروق حسنى أن عمر الإنسان الحقيقي يقاس بما يعطى للإنسانية، مشيرا إلى أن الإبداع هو روح الخيال وهو سر تقدم الأمم معتبرا التعليم ركيزة أساسية فى منظومة الإبداع، وأكد أن هناك تجارب إبداعيه لسياسيين كبار مثل مهاتير محمد وأنور السادات وشدد على أن الإبداع لا يتوقف على الإمكانيات المادية، فالماديات لا تعوق الإبداع كما ناقش ضيوف الصالون معنى الإبداع الفردى والإبداع الجماعى. و تحدث د.زاهى حواس عن الإبداع عند الفراعنة في بناء الأهرامات والفلك والرموز الهندسية وتواصل الإبداع عند المصريين متسائلا عن قيمة الإبداع بدون ثقافة ودور التعليم فى تنمية الإبداع وتشجيعه .
وأكد د.حسام بدراوى على ضرورة الاهتمام بالتعليم مشيرا إلى أن إصلاح منظومة التعليم يعنى الإصلاح الحقيقى وبدء حل المشكلات الاجتماعية، فالبلد التى تولى اهتمامها الأول للتعليم تجنى ثمار ذلك بالإيجاب فى كل المجالات، وشدد على أن التعليم هو المنارة الحقيقية التى تسهم فى اكتشاف الإبداع وتنميته. كما تحدثت الفنانة شاهين عن إبداع المشاعر قائلة إن ربنا هو أعظم مبدع، فهو البديع في صنعه للكون، وطالبت بإعادة تدريس الفنون فى المدارس واعتبار حصص الموسيقي والرسم مواد أساسية وضرورة عودة المسرح المدرسى والذي كان له الفضل في تحفيز مواهبها الفنية . وأضاف د.مصطفي الفقى أنه إذا كانت الحاجه أم الاختراع.. فإن الحرية هى أم الإبداع مؤكدا أننا نعانى من إهدار مواهبنا الإبداعية، واصفا الحال بأننا في زمن الفرص الضائعة فى حياة المبدعين، كما تساءل الموسيقار هانى شنوده عن حقه كمبدع في الجمال الذي يلهمه فى إبداعه مشيرا إلى أن حرية الإبداع هى أساس استمراره. كما أكد الدكتور حسن راتب خلال اللقاء أن الحراك الثقافي هو أحد العناصر الهامه التي تحفز الأمه في تشكيل الوجدان وأن الإبداع يتدرج من إبداع الذات من خلال أن يغوص الإنسان في داخله ويهاجر إلى نفسه ويكتشف مواطن القوى ويعظمها ويكتشف مواطن الضعف فيقويها ويكتشف ملكات وقدرات إبداعية تساهم في السمو بالذات والإنتصار على نفسه ثم ينتقل من إبداع الذات إلى إبداع المجموع الذي يرسخ ثقافة العمل الجماعي فيحدث التكامل لإنطلاق المجتمع ثم يرتقي الإبداع إلى الإبداع الأسمى فحينما تبدع الأمه ذاتها وتكتشف من ميزاتها النسبيه وتحولها إلى قدرات تنافسيه تنهض بها الأمه وهذا الإبداع الأسمى ثم يرتقي الإبداع الأسمى إلى الإبداع الإنساني الذي يفكر الإنسان فيه ذاته ويتخلى عن عصبيته وتتحلى فيه روح الإثار ليصبح عطائه للإنسان " دون أن يتخلى عن إنتمائاته وموروثه الثقافي وحضارته التي تشكل ملامح شخصيه وتحتفظ بكيانه أمام العالم إن الإبداع يبدأ بالحلم والحلم لا يأتي إلا من خيال خصب وهي القدره العظيمه التي " يميز بها الخالق الإنسان عن سائر خلقه وتحسب انك جرم صغير وفيك ينطوي العالم أجمع