تتوالى أصداء مجزرة الغاز السام التي ارتكبها النظام السوري، في مدينة "خان شيخون" التابعة لريف إدلب، والتي يسكنها ما يقرب من 100 ألف نسمة، ومن جملة ردود الأفعال التي تأتي إلى تلك اللحظات، هو رد الفعل الأمريكي، الذي يعول عليه البعض، أملا في أن يحدث تغييرا، أمام ما يفعله بشار الأسد والقوى الموالية له. لا يستبعد ردا عسكريا وأكد مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، منذ قليل، إن الولاياتالمتحدة لم تستبعد ردا عسكريا على الهجوم بالغاز السام في سوريا والذي أودى بحياة عشرات المدنيين وألقت واشنطن بالمسؤولية عنه على الحكومة السورية. وردا على سؤال عما إذا كان قد تم استبعاد الخيار العسكري قال المسؤول "لا"، إلا أنه ليس من الواضح حجم التخطيط العسكري الأمريكي، القائم بشأن ضرب أهداف مرتبطة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. لا تسامح مع النظام السوري وكان ترامب قد أكد في خطاب له عقب حدوث مجزرة "خان شيخون"، والتي شهدت هجوما كيميائيا أودي بعشرات القتلى والجرحى، إنه لا تسامح مع النظام السوري بعد الهجوم الشنيع. الموقف تغير أمام الأسد كما وصف ترامب، الهجوم الكيميائي، بالمروع ضد أبرياء وأطفال رضع ونساء، موضحا أن النظام السورى تجاوز كل الخطوط الحمراء بمراحل، بعد قتل الرضع، وأن موقفه تجاه نظام الأسد قد تغيّر كثيرًا، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط يعيش أزمنة مضطربة، ولقد شهدنا ما حدث بالتو، ففي سوريا، وقع أمر مروّع، أعجز عن وصفه. وتابع ترامب، أن الولاياتالمتحدة تقف بجانب حلفائها حول العالم، لإدانة هذا الهجوم المروع، وكافة الهجمات المروعة الأخرى، وأنه مستعد لتحمّل مسؤوليته من الآن وتنفيذها بكل فخر. حان الوقت للتفكير بشأن دعم النظام السوري من جانبه صرّح وزير الخارجية الأمريكى "ريكس تيلرسون" بأنه حان الوقت للتفكير روسيا بعناية حول دعمها للنظام السوري، يأت هذا فيما أكدت مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة "نايك هالى" بأن واشنطن قد تتخذ إجراءات أحادية في حالة استمرار بعض الدول استخدام حق الفيتو ضد النظام السوري. عملية عبثية من جانبه اعتبر اللواء، حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن أي إعلان بالتدخل عسكريا في سوريا، ما هو إلا عملية عبثية تماما، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من القلاقل، والكوارث في سوريا. وأضاف سويلم، أنه لا يعتقد أن الجنرالات الأمريكيين، سيقررون بكل سهولة التدخل في سوريا، كما يردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما أن الأوضاع ربما تتصاعد بين الدول المتواجدة هناك مثل روسيا وإيران وغيرهما. ولفت إلى أن أي عمل عسكري، سيؤدي إلى اصطدام بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا، وهو ما يمكن حله بعيدا عن عسكرة الأمور، حيث تمتلك أمريكا وسائل ضغط سياسية أمام روسيا. أمريكا تبرر تسعيرها الحرب في سوريا "تلفيقة أمريكية" هكذا أكد الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسي، معلقا على ما يتردد الآن حول قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، معتبرا أن حادثة الكيماوي التي حدثت في مدينة "خان شيخون"، هي تلفيقة أمريكية، وذريعة كي تبرر دخولها في سوريا أكثر. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن حادثة الكيماوي لا يمكن أن يتم التعامل معها هكذا على الإطلاق، مشيرا إلى أن الطرف الروسي والسوري، أكدوا أنه لا علاقة لهم بتلك الضربات، وهو ما يحتم إيجاد لجنة دولية تحقق في ذلك تتميز بالنزاهة والبعد عن كل ما وهو شائن. قرار غريب ويرى اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن التدخل الأمريكي في سوريا، وفق ما أعلن بضرب أهداف سورية، قرار غريب تماما، معتقدا أنه سيكون هناك تفكيرا وتمحيصا قويا من قبل الإدارة الأمريكية قبل الإقدام على تلك الخطوة. وعن تأثير تلك الخطوة، على العلاقة بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، أوضح أنه إذا حدث تدخلا عسكريا أمريكيا، موجها لضرب أهداف للنظام، سيؤدي إلى إحداث مواجهة عنيفة بين روسياوالولاياتالمتحدة، على أرض سوريا، ومن الممكن أن يمتد خارج الأراضي السورية أيضا.