رغم التعاون الاقتصادي الكبير بين أنقرةوطهران، إلا أن حرب التصريحات لا تزال مستمرة فيما بينهما، فأردوغان يكيل الاتهامات لإيران، حيث اتهمها بأنها تسعى دائما لتوسيع النفوذ الفارسي، ونشر التشيع، باستخدام الطائفية، وهو ما ينذر بحرب قوية ربما تؤثر على العلاقات التركية الإيرانية، حتى أن البعض يطرح دخول الطرفين في حرب باردة. ممارسة الطائفية حيث اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طهران بأنها تمارس سياسة عنصرية في العراق، وخلال زيارته للدول الخليجية، والعاصمة البحرينية المنامة، أكد إن إيران تسعى وراء "توسع فارسي" في سورياوالعراق، فيما ذكر حينها أيضا وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ، إن طهران تسعى لنشر التشيع في سورياوالعراق. قاسمي: تصريحات ليس لها أساس من الصحة وردا على التصريحات التركية، قال بهرام قاسمي إن تصريحات المسؤولين الأتراك، لا أساس لها من الصحة، وتسعى لتبرير سياسات تركيا التوسعية في دول الجوار، مطالبا المسؤولين الأتراك أن لا يقحموا القضايا الإنسانية في النزاعات السياسية، جاء ذلك ردا على اتهام تركي آخر لطهران بأنها تتغاضى عن قرابة 3 ملايين لاجئ أفغاني يحاولون دخول الأراضي التركية، عبر ولايتي "وان وأغري". سياسات خاطئة وفي ذات السياق قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن سياسات تركيا في المنطقة خاطئة تماما، مشيرا إلى أن تلك السياسات هي التي دفعت أنقرة لتحميل الآخرين مسؤولية فشلها، معربا عن أسفه للسياسات الخاطئة التي اعتمدتها الحكومة التركية في السابق، موضحًا أنها أسفرت عن أوضاع أرغمتها على إتباع أسلوب التسقيط، حسب وصفه. استدعاء السفير التركي وبجانب ذلك قامت وزارة الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير التركي لدى طهران، رضا هاكان تكين، وسلمته رسالة احتجاج على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته ضد إيران، فيما سجّل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اعتراضه أيضا على تصريحات الرئيس التركي ووصفها ب "التصريحات غير البنّاءة"، مضيفا " إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن دور إيران في العراق جاءت متأثرة بالمناخ والأجواء التي كانت موجودة أثناء حديثه، أثناء تواجده في الخليج. ليست مشكلات حقيقية ويعلّق الباحث أنس القصاص، المحاضر في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية، أنه لا يوجد مشكلات حقيقية بين إيران وبين تركيا، مشيرا إلى أن ما يصدر من تصريحات عدائية بين الطرفين، تأتي كأزمات عابرة لكن سرعان ما تنتهي. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن أي مشكلة أو أزمة تطرأ في العلاقة بين الدولتين، لا تأتي كموقف أساسي ما بين الدولتين، لكنهما عادة ما تتخطيانها، موضحا أن الاقتصاد يأتي كركيزة أساسية للتعاون، ولا يمكن أن تمتد الحرب بين الطرفين لتتسع أكثر من ذلك. وأوضح أن السبب في اندلاع حرب التصريحات، ليس فقط ما بين إيرانوتركيا، ولكن بين أنقرة وأوروبا أيضا، هو التعديلات الدستورية التي يحاول أردوغان تمريرها في جو ملئ بالمشاحنات والاضطرابات. تقلص نفوذ إيران من جانبه يرى الباحث محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي، أن الخلافات التركية الإيرانية، نتجت بسبب تباين الرؤية التركية الإيرانية حول ما بعد أستانة، بفرض مناطق آمنة في سريا، والتي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي ترامب، وهو ما سيؤدي إلى تقلص نفوذ إيران في سوريا، حيث يصب ذلك في صالح تركيا وحلفائها الخليجيين. وأوضح في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن توجهات تركيا نحو موسكو وتمديد العلاقات معها، فضلا عن التقرب مع المعارضة المسلحة، يأتي على حساب إيران والنظام السوري، وهو ما يسبب أزمة فيما بينهم. علاقات متضاربة وأردف "حامد" قائلا، كذلك العلاقات المتقاربة بين أردوغان وبين الخليج، تسبب نوعا من القلق لدى إيران، وهو ما يدفع لاحتكاكات شديدة، وحرب تصريحات قوية لم تهدأ بعد، نتيجة استشعار طهران أن ذلك يأتي على حساب نفوذها ومصالحها في المنطقة. كما يتوقع الباحث والمتخصص في الشأن التركي، استمرار الخلاف، فيما بين الجانبين، مشيرا إلى أن ذلك سيأتي بعد استفتاء 16 أبريل المقبل، مضيفا "إقرار التعديلات الدستورية، سيمكن أردوغان من التأثير الدولي، وهو ما سيؤثر على إيران". تضارب الأهداف وأوضح الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، أن حرب التصريحات التي تأتي بين أردوغان وبين إيران، لا يمكن أن توضع في موازين الحرب على الإطلاق، مشيرا إلى أن تضارب الأهداف والمصالح، وهو ما يأتي في بعض الأوقات هو ما يسبب بعض المشكلات لأوقات معينة. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن هناك علاقات اقتصادية كبيرة بين أنقرةوطهران، وأن حرب التصريحات التي بينهما لا يمكن أن تأتي على تلك العلاقات القوية الكبيرة.