وجه الصحفي "مارتين جاي" الأمريكي المشهور، رسالة تحذيرية لتل أبيب من تصعيد علاقاتها مع دمشق، مشيرًا إلى أن لعبة "الروليت الروسي" مع بشار الأسد الرئيس السوري، لن تتسبب إلا بخلاف خطير مع روسيا، إضافة إلى أن الأسبوع الماضي شهد حادثا صغيرا لم يلحظه إلا قليلون فقط في واشنطن ولندن، لكنه لفت انتباه المحللين الجيوسياسيين الذين يتابعون التطورات اليومية في دمشق. وأوضح "جاي" في مقال له لشبكة "RT"، أن إسرائيل شنت هجوما جويًا في سوريا على ما وصفته بقافلة صواريخ تابعة لحزب الله، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحوادث قد حصلت مرارا وتكرارًا في وقت سابق، إلا أن ما يجعله فريدًا من نوعه هو رد فعل الرئيس السوري، الذي لم يقتصر بإطلاق صواريخ باليستية نحو الطائرات الإسرائيلية، وإنما وصل إلى حد الإعلان السريع لوسائل الإعلام، أن أيا من مثل هذه الاعتداءات لن تلقى أبدًا تعاملًا متسامحًا. وأشار "جاي" إلى أن المرة الأخيرة عندما أصدر "الأسد" تحذيرًا خطيرًا مثل ذلك جرت في العام 2013 على خلفية هجوم إسرائيلي على مرتفعات الجولان، إذ هدد "الأسد" باستخدام الأسلحة الروسية، مؤكدًا أن التهديد هذه المرة أوسع ويطرح السؤال حول الحدود التي تستعد روسيا للالتزام بها في دعمها للأسد، وكذلك حول مدى استعداد إسرائيل لتعريض علاقاتها الطيبة مع روسيا إلى خطر التدمير، وأن هذه المرة يتحدث "الأسد" بحماس كبير، كما لو أنه يمتلك دعمًا عسكريًا روسيًا كاملًا وراءه. والرد السريع من قبل إسرائيل جاء على لسان وزير دفاعها، أفيغدور ليبرمان، الذي هدد بتدمير جميع صنوف الدفاع الصاروخي السوري، موجها قليلا من الاهتزاز للعلاقات التي تتمتع بها بلاده مع روسيا، التي استدعت السفير الإسرائيلي مطالبة إياه بالتوضيحات. وزادت هذه التطورات من عقدة وضع إسرائيل، ولقد قال مايكل كوبلوف، الصحفي من "المنتدى السياسي" الإسرائيلي: "بصرف النظر عن مدى فعالية آلية التنسيق بين كلا البلدين، يكمن الخلاف الأصلي ضمن مواقف إسرائيل وروسيا من سوريا في أن الخط الأحمر لإسرائيل هو ترسخ الوجود الإيراني الدائم في سوريا، في حين يتمثل الخط الأحمر بالنسبة لروسيا في إزالة هذه الوجود". وقال جاي أيضا إن هذا الوضع يدل على أن كلا من روسيا وإسرائيل وسوريا تدخل حاليا مرحلة جديدة في إعادة ترتيب علاقاتها ومواقفها بين بعضها بعضا واختبار الأرضية بشأن الطرف الذي سيتراجع أولا عند وصول الوضع إلى ذروة سخونته. وتابع "جاي" أن إسرائيل ليست في موقف يسمح لها إثارة نزاع عسكري حقيقي مع قوات الأسد لسببين، الأول يتمثل بأن مثل هذه العمليات العسكرية ستبعثر القوات العسكرية الإسرائيلية في جبهتين على الأقل، مما سيؤدي على الأرجح إلى بدء "حزب الله" بقصف المواقع الإسرائيلية، فيما يكمن السبب الثاني في أن حكومة نتنياهو بالمجرد لا يمكنها إغضاب روسيا، إضافة إلى أن بوتين بإمكانه اختبار قدراته في ما يخص بالخلافات مع إسرائيل ووضع الحدود السورية الإسرائيلية الحالية كخط أحمر جديد أمام تل أبيب.