كشف برنامج الأممالمتحدة الإنمائي أن منطقة الدول العربية، وهي من المناطق النامية في العالم، سجلت أعلي معدل بطالة بين الشباب وأدنى نسبة التحاق في المدارس بين الأطفال في سن التعليم الابتدائي على مدار ربع القرن الأخير. وأضاف التقرير انه بالرغم من حدوث تقدم كبير في التنمية البشرية، ولكن بقي كثيرون محرومين من هذا التقدم، ولم يدركوا مكاسبه بسبب حواجز بنيوية، كثيراً ما تسقط من الحسبان والقياس. وأشار التقرير أن اليوم باتت الحاجة ملحة إلى زيادة التركيز على المعرضين للإقصاء وعلى الإجراءات اللازمة لتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق التنمية البشرية المستدامة للجميع. هذا ما خلص إليه تقرير التنمية البشرية لعام 2016، الذي يطلقه اليوم برنامج الأممالمتحدة الإنمائي تحت عنوان "التنمية البشرية للجميع". ومع أن متوسط التنمية البشرية سجل، حسب التقرير، تحسناً في جميع المناطق في الفترة ما بين عامَي 1990 و2015، لا يزال شخص من كل ثلاثة في العالم يعيش على مستوى التنمية البشرية المنخفضة قياساً بدليل التنمية البشرية. وأكدت مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، في حفل إطلاق التقرير في ستوكهولم اليوم، بحضور رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفين، والمؤلف الرئيسي للتقرير ومدير مكتب تقرير التنمية البشرية، سليم جهان. "أن العالم قد خطا خطوات مهمة في سبيل الحد من الفقر المدقع، وتحسين فرص الوصول إلى التعليم والصحة، وتوسيع الإمكانات للنساء والفتيات"، ولكنها أضافت "هذه المكاسب ليست نهاية الطريق، بل هي مقدمة للتصدي للتحدي الأصعب والمتمثل في التأكد من وصول منافع هذا التقدم العالمي إلى الجميع في كافة بقاع الأرض". وتسجل المنطقة العربية، التي يقل عمر أكثر من نصف سكانها عن 25 عاماً، أدنى معدلات الالتحاق بالمدارس للأطفال في سن التعليم الابتدائي بين سائر مناطق العالم النامية، كما تسجل بطالة الشباب فيها أعلى المعدلات، إذ أن يبقى 29 في المائة من الأفراد في الفئة العمرية 15-24 عاماً عاطلين عن العمل. وشدد مراد وهبه، مساعد مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية أنه "حتى لا يخلف ركب التنمية أحداً في الوراء في منطقتنا العربية، يجب أن نركز على من يتم إقصائهم وعلى ما يجب علينا أن نتخذه من الإجراءات اللازمة لتذليل العقبات المتجذرة التي تحول دون التنمية والتي كثيراً ما تسقط من القياس". وبالإضافة إلى الشباب، يتعرض سكان الأرياف، والنساء، والأشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاعات لأوجه حرمان كثيرة، بعضها ظاهر والآخر يبقى مستتراً.