على إثر إعفاء عبد الإله بنكيران، من رئاسة الحكومة المغربية، كلف العاهل المغربي محمد السادس الجمعة رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة، بعد إعفائه رئيس الحزب عبد الإله بنكيران من هذه المهمة، والذي سبق أن تولى منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة بنكيران بين يناير 2012 إلى أكتوبر 2013. وترصد الفجر أبرز أخطر معلومات عن رئيس الحكومة المغربية الجديد سعد الدين العثماني :- محرض أساسي لاختلاط الحركات الدينية بالسياسة وكان العثماني، المرشح الجديد من أبرز الداعين إلى التحاق الحركة الإسلامية بالعمل السياسي، في المغرب، بعد أن قدم تأصيلا لمقاصدالمشاركة السياسية وفوائدها، وعلى إثر ذلك تم تتويج هذه النقاشات بالالتحاق بحزب "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية" الذي كان يتزعمه الدكتور عبد الكريم الخطيب، وأصبح يحمل في ما بعد اسم "حزب العدالة والتنمية". قدرات تواصلية ويتميز العثماني، بإتقانه العديد من اللغات، من بينها العربية والأمازيغية والفرنسية، بقدرات تواصلية بارزة، فضلا عن صفات الثقة في النفس والاتزان والهدوء التي تطبع شخصيته، مما أهله تماما لأن يكون ناجحا على عدة مستويات، جاءت أبرزها خلال مرحلة توليه منصب وزير الخارجية، حيث يتمتع باللياقة واللباقة في مجادلة مخاطبيه، والقدرة على تدبير العمليات التفاوضية وعمليات الوساطة. أزمة مع بنكيران وبرغم رفقته السيد عبد الإله بنكيران، المعفى من رئاسة الحكومة المغربية، في تأسيس "الجماعة الإسلامية" التي عرفت بعد ذلك ب "الإصلاح والتجديد"، إلا أنه حدثت أزمة أدت إلى خروجه من حكومة بنكيران في 2013 . وكشف العثماني حينها أن مغادرته للحكومة جاءت بعد رفضه تولي حقيبة وزارية أخرى اقترحها عليه رئيس الحكومة، بنكيران، وعلّق قائلا " أن مغادرته للحكومة أمر عاد بالنسبة إليه، شارحا أنها جاءت في سياق سياسي طال فيه انتظار الجميع إنهاء المشاورات، التي جاءت بعد انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة، فكان ضروريا وفق العثماني آن يتم الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة" حسبما قال ائنذاك. أزمة انسحابه من العدالة والتنمية كما اندلعت أزمة أخرى، كادت أن تشهد انسحاب "العثماني" من حزب العدالة والتنمية، لأسباب خلافية في 2015، حيث كتب تدوينة وقتذاك تسببت بموجة من ردود فعل متضاربة حول وضعيته داخل الحزب القابض بزمام الأغلبية الحكومية، وجاء في تدوينته "حتى وإن غادرت حزب العدالة والتنمية، يوما لسبب من الأسباب، فلن أغادر المغرب، فالوطن فوق الحزب والأحزاب"، وتناقلت وسائل الإعلام المغربية ذلكن لكن سرعان ما ظهر ونفى ذلك. الشخصية الجامعة حيث يعتبر سعد الدين العثماني، ضمن الشخصيات التي كسرت ما أخذ من صورة ذهنية ثابتة عن السياسيين، إذ إنه ضمن الشخصيات القلائل، التي تجمع بين العمل السياسي، الذي تقلّد خلاله أكبر المناصب، والتي سبقت رئاسته للحكومة المغربية، كان من بينها، توليه منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون في أول حكومة بعد المصادقة على الدستور الجديد، وبين مجالات أخرى، وهي مجال الطب النفسي، كما أنه عمل بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد "1994 – 1997" وكذلك تخصصه وحصوله على العديد من الدرجات الرفيعة في العلوم الشرعية. الحزب بعيدا عن تطبيق الشريعة وكان حزب العدالة والتنمية، وبرغم مرجعيته الإسلامية، حسبما يؤكدون، إلا أنه عند تقديمه برنامجا سياسيا في عام 2008، للدخول للمعترك السياسي، لم يشر إلى تطبيق الشريعة على الإطلاق، وكان هذا محط سؤال وجه ل "العثماني" ائنذاك، الذي سرعان ما برر ذلك بقوله " من الأفضل إن نستغني عن لفظ تختلف حوله المفاهيم". الإيمان الديني بشيء معين لا يجعله واجب التطبيق وكان من ضمن الكلمات التي سببت أزمة أيضا، هو تصريح العثماني، إبان تجهيز الحزب لخوض المعارك السياسية عام 2008، حيث قال معلقا على ذلك " نحن نختلف مع مضمون العديد من القوانين لأسباب متعددة، ليس لأنها تخالف النصوص الشرعية، وإنما لأنها غير ناجحة ولا تؤدي الأهداف المرجوة أو ليست في مصلحة البلاد". وأضاف" الإيمان الديني بشيء معين لا يجعله واجب التطبيق في المجتمع إن لم يحز على رضا وقبول المواطنين".