تشهد العاصمة المصرية اليوم حدث هام في تاريخ العلاقات "المصرية - اللبنانية"، حيث يزور الرئيس اللبناني ميشال عون القاهرة اليوم، فانطلاقا من تكريس التواصل مع الجميع، وامتداد جسور العلاقات، تأتي زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إلى مصر، لبحث العلاقات الثنائية، حيث وصل عون بالفعل إلى مصر ومعه الوفد المرافق في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي. الوفد اللبناني ويرافق الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وفد رسمي يضم العديد من الوزراء اللبنانيين، من بينهم، وزراء الخارجية وهو جبران باسيل، والمالية علي حسن خليل، وكذلك نهاد المشنوق وزير الداخلية والبلديات، كما يصطحبه أيضا كل من وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. الجانب المصري واستقبل الرئيس اللبناني عدد من المسئولين المصريين أيضا، كان من بينهم رئيس بعثة الشرف المصرية وزير التجارة والصناعة طارق قابيل وأمين رئاسة الجمهورية كريم الديواني ومدير التشريفات في القاعة الرئاسية، بجانب مسئولي القنصليات، ومنهم قنصل لبنان العام في الإسكندرية أسامة خشاب، وقنصل لبنان في القاهرة كمال ابي راشد ، فضلا عن مطران الموارنة في مصر والسودان جورج شيحان ومدير مكتب" طيران الشرق الأوسط" في القاهرة محمد الشرقاوي، و كذلك القائم بأعمال السفارة اللبنانية في القاهرة أنطوان عزام. أعمال الزيارة ووصل الرئيس اللبناني إلى قصر"الاتحادية" حيث سيجري محادثات ثنائية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تليها محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والمصري، وعقب ذلك سيكون هناك مؤتمرا صحفيا مشترك، يقيم بعده الرئيس السيسي مأدبة غداء، ومن المقرر أيضا أن يزور عون دولة الأردن. اللقاء الأهم والأقوى هذا وأكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين اللبنانية "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، إن ويارة الرئيس اللبناني إلى مصر من أهم الزيارات في هذا التوقيت، مشيرا إلى أنها الأهم ووصفها بلقاء القمة الأقوى على الصعيد العربي، لافتا إلى أن جميع اللبنانيين ينتظرون النتائج الإيجابية الهامة لتلك الزيارة واللقاء المثمر بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وميشال عون. مصر لها الدور الأكبر في استقرار لبنان وقال حمدان إن مصر لها الدور الأكبر والأهم في استقرار لبنان وانتخاب رئيس الجمهورية، مشددا أن مصر تلعب دورا كبيرا في استقرار الدول العربية، بل تعد على الصعيدين الاستراتيجي والتاريخي، الداعم الأساسي لوحدة اللبنانيين وصيانة الأمن والاستقرار على أرضه. السيسي الداعم الأساسي للأمن القومي العربي وأضاف حمدان، أن الشعب اللبناني يحمل تقديرا كبيرا للرئيس السيسي، حيث يعد الداعم الأول لصيانة الأمن القومي العربي، مذكرا أن الرئيس السسيسي طالب في سبيل حماية الأمن القومي إنشاء قوة عربية موحدة لدحر الإرهاب، وهو الأمر الأكثر أهمية لصيانة الأمن القومي العربي. ملفات ورؤى مشتركة وأوضح أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين اللبنانية "المرابطون"، أن مكافحة الإرهاب سيكون الموضوع الأكثر أهمية في المحادثات الثنائية بين الرئيس السيسي وميشال عون، خاصة أن مصر ولبنان يتعرضان لجرائم هؤلاء الإرهابيين، وفق تعبيره، مشددا أن هناك رؤية إستراتيجية موحدة بين مصر ولبنان فيما يتعلق بقضية فلسطين أيضا وحق العودة. الزيارة والتوقيت من جانبه أكد الدكتور جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، أن زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إلى مصر، من أهم الزيارات التي تأتي إلى مصر بعد انقطاع على مستوى الزيارات الرئاسية خلال الفترات الماضية التي شهدت مشكلات في لبنان نتيجة عدم وجود رئيس وهو الأمر الذي أصبح مختلفا تماما الآن. ملفات المنطقة وتصاعدها وأضاف في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن أهمية تكثيف تلك الزيارات في هذا التوقيت، تكمن في تجميع تلك الأطراف الدولية، في توقيت عصيب، يشهد تصاعد العديد من الملفات الكثيرة في المنطقة، أخطرها الجماعات الإرهابية التي تعيث الفساد في الدول العربية، وهو الأمر الذي يزيد من أمور التنسيق المشترك وإبرام العديد من الاتفاقات في هذا الشأن، أو التعاون المشترك. زيادة الزخم العربي وشدد على أهمية ازدياد التجمع العربي ونبذ الفرقة والاختلاف فيما بين الدول، مشيدا بزيارة الرئيس اللبناني إلى مصر، قائلا لا سبيل لحماية الأمن القومي العربي إلا بالأيدي العربية، وهو ما يشدد على ضرورة تعاون هذه الدول العربية بأكملها. ملفات أبرزها الإرهاب وفي ذات السياق يؤكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن هذه الزيارة ستحمل العديد من الملفات الكثيرة التي سيتم مناقشتها، حسبما أكدت مصدر لبنانية، ومنها ملف مكافحة الإرهاب الذي يعد الأبرز في الزيارة وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، سيكون على رأس الأولويات، لا سيما أن مصر ولبنان تعانيان من تلك الجماعات الإرهابية، وبالتالي سيكون هناك بحثا للتنسيق وتبادل المعلومات لتضييق الخناق على تلك الجماعات الإرهابية. اهتمامات وتطلعات وذكر أن الرئيس اللبناني العماد ميشال عون لديه الكثير من الاهتمامات والتطلعات حول المنطقة، مشيرا إلى أن زيارته لمصر تأتي مهمة للغاية، لا سيما بعد زيارته للملكة العربية السعودية، وهو من الأمور المطلوبة تماما لزيادة التنسيق العربي في الملفات المشتركة.