الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية يصدر تقريرًا تحليليًا حول النظام الانتخابي    وزير العمل: إصدار القانون الجديد محطة فارقة في تحديث التشريعات الوطنية    رئيس «العربية للتصنيع» يتفقد أعمال إنشاء مصنع تدوير المخلفات الصلبة بمدينة بلقاس    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    اصابه 11 شخصاً في انقلاب ميكروباص بالشرقية    محافظ المنيا: إزالة 1709 حالة تعدٍ على أراضي الدولة والزراعية خلال الموجة ال27    عاجل- رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية بالمحافظة    السيسي يتسلم أوراق اعتماد 23 سفيرا جديدا لدى مصر ويؤكد تقديم كافة سبل الدعم والمساندة اللازمة    استمرار دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح    ماذا دار بين حكام غرفة ال «VAR» في الكلاسيكو؟ تقارير تكشف    جاهزية نجم اتحاد جدة لمواجهة النصر    مدرب برشلونة: أجواء برنابيو أربكت يامال وغياب ليفاندوفسكي أثّر على الفريق    وزيرة التخطيط تشهد إعلان نتائج التعداد الاقتصادي السادس    «أكثر 100 ألف قطعة أثرية».. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير 2025 وأسعار التذاكر    مسلسل محمد سلام الجديد.. قصة وأبطال «كارثة طبيعية»    الخميس.. العرض المسرحي تطبق العروض والأحلام بمكتبة مصر الجديدة العامة    4 أساسيات للانش بوكس المثالي للمدرسة.. لفطار رايق وصحي    طريقة عمل شاي اللاتيه بمذاق ناعم    بكين: المقاتلة الأمريكية تحطمت أثناء تدريب عسكرى فى بحر الصين الجنوبى    وزير الخزانة الأمريكى: واشنطن وبكين اتفقتا على إطار عمل لاتفاقية تجارية    رئيس اتحاد الاسكواش تعليق علي فوز يحيي النوساني : طول عمرنا بنكسب الإسرائيليين وبنعرّفهم حجمهم    عاجل بالصور الصحة: إنقاذ ناجح لسائحة إسبانية أصيبت داخل هرم سنفرو المنحني بدهشور    علاج 1674 مواطنا بقافلة طبية بالشرقية    3 مصابين في انهيار داخلي لعقار بمنطقة العصافرة في الإسكندرية.. والمحافظ يتابع الحادث    طفل يقود ميكروباص في بني سويف ووزارة الداخلية تتحرك سريعًا    تأجيل محاكمة 24 متهما بالإنضمام لجماعة الأخوان الإرهابية لمرافعة النيابة العامة    محافظ الإسكندرية يتابع تداعيات انهيار أجزاء من عقار بالعصافرة بحري    أسعار الفراخ اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    رضا عبد العال: السوبر سيكون الاختبار الحقيقي لتوروب مع الأهلي    حقيقة مفاوضات الأهلي لضم «دياباتي» نجم السويد    بكم طن عز الآن؟ سعر الحديد اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 محليا و أرض المصنع    تخصيص جزء من طابور الصباح لتعريف طلاب القاهرة بالمتحف المصري الكبير    الشاطر يتذيل شباك تذاكر إيرادات السينما الأحد.. كم حقق في 24 ساعة؟    شيخ الأزهر: الحروب العبثية كشفت انهيار النظام الأخلاقي في العالم    شيخ الأزهر في القمة العالمية للسلام بروما: لا سلام بالشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية    حالة الطقس.. الأرصاد تكشف حقيقه تعرض القاهرة الكبرى لأمطار خلال ساعات    «الرقابة الصحية» تعقد الاجتماع الأول لإعداد معايير اعتماد مكاتب الصحة والحجر الصحي    جامعة الإسكندرية تحقق إنجازا عالميا باختيار مركز القسطرة ضمن أفضل 7 مراكز خارج الولايات المتحدة    دعاء الحج والعمرة.. أدعية قصيرة ومستحبة للحجاج والمعتمرين هذا العام    متحدث الأوقاف: «مسابقة الأئمة النجباء» نقلة نوعية في تطوير الخطاب الديني    الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء الوضع في الفاشر السودانية وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار    ترامب يحذر الحوامل مجددًا| لا تستخدمن دواء "تايلينول" إلا للضرورة القصوى    وزير الخارجية يبحث مع نظرائه في فرنسا واليونان والسعودية والأردن تطورات الأوضاع    بعد قليل.. محاكمة المتهمين ومصور فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    التعليم تقرر : 25 جنيها رسم إعادة قيد طالب الثانوى المفصول بسبب الغياب    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    وزير الزراعة يعلن فتح السوق الفنزويلية أمام صادرات مصر من الرمان    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 في بورسعيد    بالصور.. مصرع وإصابة 28 شخصا في حادث تصادم أتوبيس بسيارة نقل بطريق رأس غارب - الغردقة    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 27اكتوبر 2025 فى المنيا    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    فريدة سيف النصر تعلن تفاصيل عزاء شقيقها اليوم    أول أيام الصيام فلكيًا.. متى يبدأ شهر رمضان 2026؟    إسرائيل تنسحب من منطقة البحث عن جثث المحتجزين في غزة    أنظمة الدفاع الروسية تتصدى لهجمات بطائرات مسيرة استهدفت موسكو    «عائلات تحت القبة».. مقاعد برلمانية ب«الوراثة»    الزمالك مهدد بالاستبعاد من بطولات إفريقيا لكرة اليد.. الغندور يكشف التفاصيل    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 27-10-2025 في الشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هدي شعراوي.. قصة كفاح مجيد في تاريخ نضال المرأة العربية
نشر في الفجر يوم 12 - 02 - 2017

هي نور الهدى بنت محمد سلطان باشا – التي تسمت فيما بعد على الطريقة الأوربية بهدى شعراوي إلحاقاً لها باسم زوجها " على باشا شعراوي" بواسطة حرم حسين باشا رشدي الفرنسية وقد اعترفت هدى شعراوي بنفسها في مواضع كثيرة من مذكراتها بفضل هذه السيدة عليها، و أبوها " محمد سلطان باشا"، الذي كان يرافق جيش الاحتلال الإنكليزي في زحفه على العاصمة والذي كان يدعو الأمة إلى استقباله وعدم مقاومته.
ونعود لهدى شعراوى... هي زوجة "علي شعراوي "باشا ابن عمتها وتلميذ محمد عبده ورفيق سعد زغلول وعبد العزيز فهمي أصدقاء الإنكليز والصديق الوفي للطفي السيد وأحد أعضاء "حزب الأمة" الذين أطلق عليهم" الإنكليز" اسم "الرجال المعتدلون" لأنهم حاربوا في سبيل بريطانيا "مصطفى كامل" وناوءوه ووصفوه بالرجل العنيف وقد كان هذا الحزب المشبوه ينكر الجامعة الإسلامية ويحاربها داعياً إلى وطنية تقوم على المصلحة المتبادلة والمنفعة المادية لا على الإسلام وهو الحزب الذي عرف فيما بعد باسم، والذي كان نفسه وكيلاً له.
وهي أيضاً رفيقة "صفية زغلول" ابنة "مصطفى فهمي" تلقفتها جماعات تحرير المرأة في روما وأمستردام ومرسيليا واستانبول وباريس وبرلين وبروكسل وبودابست وكوبنهاجن وجنيف وحيدر أباد ونيو دلهي لتقود الحركة في مصر.
وهي أيضاً تلميذة وفية لزوجة "حسين رشدي" باشا الفرنسية التي كانت "هدى" تكبرها وتفيض في ذكر مبررات إعجابها بها واتخاذها مثلها الأعلى فقالت:
لم تكن تعني بظروفي وحالتي واسمي فقط و إنما كانت أيضاً تجتهد في تثقيفي في اللغة الفرنسية وكانت ترشدني إلى أثمن الكتب وأنفعها وكانت تناقشني فيما قرأت وتفسر لي ما يصعب عليّ فهمه وكانت تغذي عقلي وروحي بكل أنواع الجمال والكمال وتحتم عليّ حضور صالونها كل يوم سبت وتقول لي : أنت زهرة صالوني ).
وكانت هذه المرأة الفرنسية الأصل التي أعدت "هدى شعراوي" إعداداً خاصاً لمهمتها قد ألفت كتابين الأول بعنوان "حريم ومسلمات مصر" وكتاب "المطلقات " تعبر فيهما عن مدى الألم والتعاسة التي تعانيها من "أجل تعاسة المصرية وظلم الرجل لها".
وكانت على صلة وثيقة بحركة تحرير المرأة المصرية كما كانت موضع إعجاب النابهين في مصر من رواد هذه الحركة وعلى رأسهم الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وقاسم أمين الذي كانت تعجب به كثيراً وتأسف لعدم تقدير المصريين له التقدير اللائق برسالته "وكانت كثيراً ما تقص على صفيتها هدى شعراوي ما كان يدور بينها وبين هؤلاء الثلاثة الكبار من حديث"، تشعل به كيانها وتدفعها إلى التطلع إلى تحسين أحوال المرأة المصرية والسير بحركتها إلى الأمام.
وكانت كثيراً ما تحدث هدى شعراوي "حول البحث عن الطريقة العملية المجدية للوصول إلى تحسين حال المرأة المصرية والترفيه عنها وكانت توجهها إلى أن تبدأ مشروعها بتوجيه المرأة المصرية إلى ممارسة الرياضة البدنية أولاً قبل تنبيهها إلى خوض الحياة الاجتماعية وترغيبها في دراسة الفنون و الآداب وعقد اجتماعات تجمع بين الرياضة الفكرية والرياضة البدنية وكذا إعداد ملعب "للتنس" في حديقة مصطفى رياض باشا ).
قالت ( وداد السكاكيني ) في ترجمة "هدى شعراوي" : (.. وقد توقد فيها الذكاء والإباء فتأبت على هذه التقاليد التي كانت تضطر نظائرها من بنات الصعيد إلى التزام الحجاب، والبعد عن السياسة ولو كانت تدار من بيوتهن..
وقالت : ( لما عادت هدى شعراوي للمرة الأولى من الغرب كانت تفكر في هذه التقاليد الموروثة التي لا تسمح لها بالظهور سافرة في بلادها فثارت عليها وما كادت تطل على الإسكندرية، حتى ألقت الحجاب جانباً ودخلت مصر مع صديقتها ( سيزا نبراوي ) بدون نقاب، فلقيتا من جراء هذا السبق بالسفور لغطاً و تعنتاً من المتزمتين ولم يكن هذا الأمر من رائدة النهضة النسوية بدعاً أو خروجاً على الحشمة والوقار بل كان منها سلوكاً مثالياً في السفور السليم"؟! "واستنكاراً للانحراف والتبرج"!! "اللذين ظهرت فيهما بعض السافرات المتطرفات.
تقول "درية شفيق":
وقد شجعت ( هدى ) عدداً من الفتيات على السفر إلى أوربا ( كي تعود الطالبات حاملات إلى الوطن عناصر الثقافية الغربية ومثلها العليا في الحياة الاجتماعية ).
كانت "هدى" لا تزال تفكر في النظرة التي تقابل بها المصرية كلما سافرت إلى أوربا إن القوم هناك يسخرون من ذلك الحجاب الذي يغطي وجوه المصريات حتى إنهم كانوا – إذ يرون هدى شعراوي وزميلاتها بلا يشامك ولا براقع – يشككون في مصريتهن وفي ذلك المؤتمر الأخير بالذات كانت مندوبات الدول المختلفة ينكرن على "هدى" مصريتها ولا يكدن يعترفن إلا بمصرية واحدة كانت تصر على حضور تلك المؤتمرات محجبة لا تكشف شيئاً من وجهها وهي السيدة "نبوية موسى ".
تقول "هدى شعراوي" في حديث لها : و ".. ورفعنا النقاب أنا وسكيرتيرتي "سيزا نبراوي" وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافراً لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيراً أبداً لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو "سعد" متشوقين إلى طلعته".
وقد دفعت بعد ذلك مباشرة ثمن جرأتها ورأت تأثير الوجه السافر حينما واجهتها هي وزميلاتها كثير من التعليقات الساخرة كلما سرن في الطريق وعرضن أنفسهن حتى للعبارات النابية والصفات المؤذية...
وهذه "الزعيمة" هي التي قادت مع زوجة "الزعيم" سعد المظاهرة النسائية المشهورة سنة 1919 تقول في مذكراتها :
وبينما كنت أتأهب لمغادرة منزلي في ذلك اليوم للاشتراك في المظاهرة بادرني زوجي بالسؤال : إلى أين تذهبين والرصاص يدوي ويتساقط في أنحاء المدينة؟
فأجبت : للقيام بالمظاهرة التي قررتها اللجنة!!
فأراد أن يمنعني فقلت له : هل الوطنية مقصورة عليكم معشر الرجال فقط وليس للنساء نصيب فيها؟
فأجابني : هل يرضيك إذا تحرش بكن الإنجليز أن يفزع بعض النساء ويولولن " يا أمي... يا لهوتي!! ".
فقلت له إن النساء لسن أقل منكم شجاعة ولا غيرة قومية أيها الرجال وتركته وانصرفت لألحق بالسيدات اللاتي كن في انتظاري....
وتقول وداد السكاكيني :
وكانت هدى اليد اليمنى لصفية زغلول والمفكرة المتحررة لنسوة الطليعة الواعية بمصر والبلاد العربية وقد استجابت لدعوة المؤتمرات النسوية في الشرق والغرب فلما عقد أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923 م حضرته هدى شعراوي مع نبوية موسى و سيزا نبراوي صديقتها و أمينة سرها.. وقد توالت بعدئذ رحلات هدى شعراوي "للشرق والغرب ممثلة نساء بلادها رافعة علمها بين أعلام الدول الوافدات على المؤتمر.
لقاء ( هدى ) و ( موسوليني) :
قالت ( هدى ) في ( مذكراتها)...
كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا التقينا بالسنيور موسوليني ثلاث مرات وقد استقبلنا و صافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة وعندما جاء دوري وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر،.. ثم كررت رجائي الخاص بمنح المرأة الإيطالية حقوقها السياسية ). هدى شعرواي سيزا نبراوى نبوية موسي
ولما عادت هدى من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي المذكور كونت الاتحاد النسائي المصري سنة 1923 ووضعت الحجر الأساسي له في إبريل 1942 م وبطبيعة الحال عمل ذلك الاتحاد بقيادتها لتحقيق الأهداف التي حرص الاستعمار على الوصول إليها وردد نفس المبادئ التي نادى بها من قبل ( مرقص فهمي ) ونقلها عنه ( قاسم أمين ) وفي مقدمتها تعديل قوانين الطلاق ومنع تعدد الزوجات علاوة على المطالبة للمرأة بالحقوق الاجتماعية والسياسية المزعومة التي وصلت أخيراً إلى حد المطالبة بالمساواة في الميراث.
وقفة مع الاتحاد النسائي :
وقد اهتمت الدوائر الأجنبية بأمر ذلك الاتحاد النسائي عند قيامه حتى أن الدكتورة ( ريد ) رئيسة الاتحاد النسائي الدولي حضرت بنفسها إلى مصر لتدرس عن كثب تطور الحركة النسائية ولتناصر الحركة بنفوذها في المحيط الأوربي وبتصريحاتها التي ترمي إلى المساعدة بإعطاء المرأة المصرية الحقوق السياسية المزعومة.
وبعد عشرين عاماً من تكوين هذا الاتحاد استطاع بالنفوذ الأجنبي و أذناب الاستعمار أن يمهد لعقد ما سمي بالمؤتمر النسائي العربي سنة 1944 م وقد حضرت مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة واتخذت فيه القرارات "المعتادة" وفي مقدمتها بالطبع :
– المطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب.
– تقييد حق الطلاق.
– الحد من سلطة الولي أياً كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي.
– تقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء في حالة العقم أو المرض غير القابل للشفاء
– الجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة و التعليم الابتدائي.
ثم في نهاية القرارات :
اقتراح : تقديم طلب بواسطة رئيسة المؤتمر إلى المجمع اللغوي في القاهرة والمجامع العلمية العربية بأن تحذف نون النسوة من اللغة العربية .
( هدى شعراوي ).. و الأديان :
وطالبت هدى شعراوي في المؤتمر الثاني عشر للاتحاد النسائي الدولي في مدينة استانبول ( 18 إبريل 1935 م ) بإزالة الفوارق الجنسية والدينية بين الشعوب
وتجلى موقفها في هذه القضية من قبل حينما صورت في ( مذكراتها ) العلاقة بين ممثلي الأديان خلال ثورة 19 فقالت :
وكان أن تآخى الجميع وصاروا يجتمعون في الكنائس والمساجد والمعابد وهم شيع مختلفة وكان الشيخ يتأبط ذراع القسيس أو الحاخام أمام عدسات المصورين ليظهروا للملأ اتحاد الجميع على الثورة ضد الإنجليز.
وفي الخطبة التي ألقتها ( هدى ) بمناسبة الاحتفال بالعيد العشرين للاتحاد النسائي قالت :
ومنذ ذلك اليوم – أي يوم قبلت عضوية مصر في الاتحاد النسائي الدولي – قطعنا على أنفسنا عهداً أن نحذو حذو أخواتنا الغربيات في النهوض بجنسنا مهما كلفنا ذلك و أن نساهم بأمانة وإخلاص في تنفيذ برامج الاتحاد النسائي الدولي الذي يشمل أغراضنا المشتركة.
وهنا يطيب لي أن أذكر حادثاً كان له تأثيره عند افتتاح ذلك المؤتمر وهو إننا لما دخلنا قاعة الاجتماع قبل انعقاده ووجدنا أعلام الدول المشتركة ترفرف على جدرانها ولم نكن قد أخذنا الأهبة لذلك لعدم معرفتنا بهذا التقليد كلفنا طلاب البعثة المصرية بتحضير علم مصري يتعانق فيه الهلال والصليب فصنعوه و إذا به أكبر الأعلام الموجودة حجماً.. ولما رأت رئيسة المؤتمر الصليب يعانق الهلال تأثرت تأثراً عظيماً و أمرت بوضعه على يسار المنصة معادلاً لعلم الدولة المنعقد المؤتمر بأرضها فشغل بذلك محلاً ممتازاً وقدمتنا الرئيسة عند الافتتاح بعبارات ملؤها التأثر و التقدير وكانت أكبر عامل في إزالة الفكرة الخاطئة التي شابت حركتنا الوطنية بوصفها بالتعصب الديني.
لقاء (هدى) و (أتاتورك) :
عقد المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في 18 إبريل 1935 م وتكون من هدى شعراوي رئيسة وعضوية اثنتي عشر سيدة – وقد انتخب المؤتمر "هدى" نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي تقول ( هدى ) في مذكراتها :
وبعد انتهاء مؤتمر استانبول وصلتنا دعوة لحضور الاحتفال الذي أقامه "مصطفى كمال أتاتورك" محرر تركيا الحديثة.. وفي الصالون المجاور لمكتبه وقفت المندوبات المدعوات على شكل نصف دائرة وبعد لحظات قليلة فتح الباب ودخل "أتاتورك" تحيطه هالة من الجلال والعظمة وسادنا شعور بالهيبة والإجلال،... وعندما جاء دوري تحدثت إليه مباشرة من غير ترجمان وكان المنظر فريداً أن تقف سيدة شرقية مسلمة وكيلة عن الهيئة النسائية الدولية وتلقي كلمة باللغة التركية تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحرير التي قادها في تركيا ، وقلت : إن هذا المثل الأعلى من تركيا الشقيقة الكبرى للبلاد الإسلامية شجع كل بلاد الشرق على محاولة التحرر والمطالبة بحقوق المرأة، وقلت : إذا كان الأتراك قد اعتبروك عن جدارة أباهم و أسموك "أتاتورك" فأنا أقول إن هذا لا يكفي بل أنت بالنسبة لنا "أتاشرق" فتأثر كثيراً بهذا الكلام الذي تفردت به ولم يصدر معناه عن أي رئيسة وفد و شكرني كثيراً في تأثر بالغ ثم رجوته في إهدائنا صورة لفخامته لنشرها في مجلة "الإجيبسيان".
وتعليقي البسيط بعد تلك القرائة الشيقة...
لم تكن الأستاذة الرائعة فريدة الشباشى التى أكن لها كل ود وإحترام.. هى الأولى فى الدعوة لخلع الحجاب فقد سبقتها بسنوات عديدة هدى شعراوى وكمل مسيرتها نساء على مر التاريخ ,,, بل نستطيع أن نقول أن فريدة الشوباشى هى الوحيدة التى ستتحمل نتيجة ما فعلى رجال الدين بعقول النشاء والرجال فى هذا المجتمع! فالتغيير ليس سهلاً فى مجتمعنا وخاصة الأن !
أن هذة الدعوة ما هى إلا دعوة لتحرير العقل من المعتقد الخطئ بفرضيتة وليست تعدي على الحرية.. فإن كان الإرتداء من الأساس على فكر سليم وعلى معرفة حقيقة كانت تسمى حرية..!
ولكنه إما تقليد أو إتباع لمنهج فاسد ومتخلف إستحضرة الشيوخ وبدء بثه فى السبعينات ووصل ذروته فى التسعينات.. وهذا يتطلب حرب فكريه لتحرير العقل من الأباطيل كما فعلت هدى شعراوى عندما دعت على كشف الوجه وتحرير المرأة............!
إن كانت إحداهن قد درست وفكرت فى هذا الحدث كانت وصلت إن كان الحجاب فرض فكيف سمح الشيوخ لهدى شعراوى بما فعلته؟؟؟
وإن كان فرض فلماذا ظهر فى التسعينات بكثافة؟؟
فهل نحن الأن أكثر ديناً وأخلاق عن زى قبل؟؟
أم ان شيوخ اليوم يعرفون الله أكثر من شيوخ الماضى؟؟
حرية الاختيار تأتي بعد المعرفة المستنيرة..!
فلابد ان تتضح الصورة لكل المحجبات اولاً وتكون الاجابة واضحة على السؤال : هل الحجاب فرض ام لا..
ثم تأتي بعدها حرية الاختيار..
ما يجب فعله هو كشف تدليس رجال الدين بفرضية الحجاب بالتزوير والتلفيق ولَي عنق الايات لتحقيق مكاسب سياسية لا اكثر وللاستمرار في قهر المرأة.. ومسألة الحجاب لا تتعدى قطعة القماش فوق الرأس ولكنها ستنال كل صور قهر المرأة ابتداءً من ختان الاناث وحتى زواج القاصرات!
" أستقيموا يرحمكم الله،، ساووا صفوفكم و سدوا الفرج و ثوروا ثورة مودع"
إعقلوها وتوكلون!
شكراً يا أولى الألباب!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.