اعتقلت الشرطة التركية الاحد نحو 450 شخصا بينهم أجانب للاشتباه بارتباطهم بتنظيم داعش اثر مداهمات في مختلف انحاء البلاد بعد اكثر من شهر على الاعتداء الدامي على ملهى ليلي في اسطنبول تبناه التنظيم الجهادي. وهي اكبر عملية للشرطة التركية حتى الان ضد تنظيم داعش منذ الهجوم ليلة رأس السنة على ملهى رينا في اسطنبول والذي ادى الى مقتل 39 شخصا وعلى اثرها تم توقيف 448 مشتبها به بحسب وكالة الاناضول. وبين الموقوفين أجانب واشخاص يشتبه في انهم كانوا يخططون لاعتداءات في تركيا بحسب ما ذكرت وكالتا الاناضول ودوغان للانباء. وخلال العملية اوقف 150 مشتبها به، جميعهم سوريون في مداهمات لفنادق ومنازل خاصة في شانلي اورفة في جنوب شرق البلاد، بحسب وكالة دوغان. واوقف 47 آخرون في مدينة غازي عنتاب المجاورة قرب الحدود السورية والمعروفة بوجود جهاديين فيها، فيما اوقف 38 في هاتاي قرب الحدود ايضا. واعتقلت السلطات 60 شخصا آخرين معظمهم اجانب في اربعة من احياء انقرة فيما اوقف عشرات في بورصة غربا وبنغول شرقا. واظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون عناصر الشرطة وهم يقتحمون احد المنازل في مداهمة جرت فجرا. اما في مدينة ازمير المطلة على بحر ايجه والهادئة عموما، فقد اعتقل تسعة اشخاص اثر الاشتباه بسفرهم إلى سوريا والتخطيط لهجمات في المدينة، وفقا لوكالة الاناضول. واحد الموقوفين في ازمير سوري عرف عنه بالاحرف الاولى فقط من اسمه ويعتقد انه كان على اتصال بمهربين في محاولة لمساعدة عناصر تنظيم داعش على الفرار الى اوروبا بحسب الاناضول. وفي اسطنبول ومحافظة كوجالي المجاورة، اعتقلت الشرطة 18 للاشتباه بتخطيطهم لشن هجمات. وذكرت الاناضول المقربة من الحكومة ان 14 من الاجانب، بينهم عشرة اطفال سيتم ترحيلهم من البلاد. وفي هذه الاثناء في اسكي شهير، شرق اسطنبول اوقف تسعة اشخاص للاشتباه بانتمائهم الى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا في سوريا). قتل 39 شخصا معظمهم سياح عرب ليلة رأس السنة في هجوم نفذه مسلح تسلل الى ملهى رينا في اسطنبول. وتبنى تنظيم داعش المجزرة وفي 16 يناير، أوقفت الشرطة شخصا من اوزبكستان يدعى عبد القادر مشاريبوف للاشتباه بأنه منفذ الاعتداء، بعد حملة مطاردة واسعة. وأفادت صحيفة "حرييت" أن تنظيم داعش كان ينوي تنفيذ اعتداء ثان ليلة رأس السنة في أنقرة، غير أنه تخلى عن ذلك اثر حملة اعتقالات نفذتها السلطات التركية. قررت محكمة في اسطنبول الجمعة توقيف اكثر من عشرة اشخاص قبل المحاكمة المقررة حول الاعتداء في الملهى وبينهم زوجة ماشاريبوف زارينا نور اللهييفا. وقالت للمحققين بحسب بيان نشر في وسائل الاعلام التركية انها "لم تكن على علم ابدا" بما كان يخطط له زوجها "وان معظم الاتهامات ضدها غير صحيحة". ونقل البيان عنها القول ان الزوجين وصلا الى تركيا من ايران لكن زوجها بايع تنظيم داعش في باكستان. وشهدت تركيا في 2016 سلسلة هجمات نسبت الى تنظيم داعش أو إلى المتمردين الأكراد، أوقعت مئات القتلى. كما تخوض انقرة معركة مع التنظيم المتطرف للسيطرة على مدينة الباب السورية، في اعنف معارك حتى الان منذ بدء العملية العسكرية التركية داخل الاراضي السورية في اغسطس. وقتل 48 جنديا تركيا على الاقل في التوغل التركي بحسب احصاء لوكالة فرانس برس ومعظمهم في المعركة حول مدينة الباب منذ بدئها في ديسمبر. ولطالما واجهت تركيا اتهامات من قبل حلفائها الغربيين بعدم بذل جهود كافية لوقف تدفق الجهاديين عبر حدودها او للحد من ظهور خلايا لتنظيم داعش في مدنها. وتنفي تركيا هذه الاتهامات مؤكدة انها ادرجت تنظيم داعش مجموعة ارهابية منذ العام 2013. لكن مراقبين يشيرون الى ان تركيا كثفت في الاشهر الماضية حملتها ضد التنظيم ويلفتون الى ان اعتقال مشاريبوف على قيد الحياة قد يتيح لها الحصول على معلومات قيمة.