لو أن قدماك وطأت أرض معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الثامنة والأربعين، في أولى أيامه التي انطلقت يوم 26 يناير الماضي، لوجدت النظافة هي عنوانها الرئيسي، فأرضها لايشوبها أي قمامة، الشوارع منظمة لا فوضاوية فيها ولا سوء . الأمر يختلف تمامًا بعد مرور 10 أيام من إنطلاق المعرض، فشوارع أرض المعارض وأجنحة دور النشر تكتظ بالقمامة التي تملأها من كل جانب، صناديق هنا، وفوارغ طعام هناك، والأرضيات تموج ب "الكراتين"، وعلى الرغم من وجود عمال نظافة بأرض المعرض إلا انهم لايستطيعون كبح جماح السلوك البشري لزائري المعرض واصحاب دور النشر في إلقاء بقايا طعامهم وصناديق الكتب على الأرض .
إلي أين تذهب قمامة معرض الكتاب ؟ هو السؤال الذي طرحته "الفجر الفني" على العاملين على تنظيف أرض المعارض، فقال محمد صالح مشرف العاملين في شركة النظافة "هابي ويل" المنوطة بتنظيف أرض المعرض في تصريحات خاصة، أن الشركة تدفع يوميًا ب 120 عامل نظافة على هيئة ورديات وشيفتات عمل، حيث يتوافر 100 عامل فترة الصباح، و 20 فترة المساء حتى إغلاق بوابات المعرض .
وأضاف صالح أنه يتم الدفع بثلاث سيارات قمامة يوميًا إلي أرض المعارض لجمع القمامة، ثم تتوجه السيارة إلي منطقة روبيكيا العاشر من رمضان، حيث يتم تفريغها هناك، وبعدها يتم فصل القمامة الغير صالحة لإعادة التدوير عن غيرها الممكن استعمالها أو بيعها، مؤكدا أن أبرز مايميز قمامة معرض الكتاب هي "كراتين الكتب الفارغة" والتي تلقيها دور النشر بعد تفريغها .
ويقوم بجمع تلك الكراتين، العمال البسطاء حيث يأخذونها لأنفسهم لبيعها للتجار والمصانع المختصة والإستفادة من ثمنها في زيادة دخلهم .
وأوضح صالح أن عملية إعدام القمامة تكون عن طريق حفر فجوة كبيرة بالأرض وإلقاء القمامة داخلها عن طريق "الكبس"، ليتم دفنها بالكامل تحت الأرض .