"الحرب على اللاجئين"، عنوان جديد للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي لا يزال في طريق اتخاذ العديد من قراراته التي قطعها على نفسه، إبان ترشحه للرئاسة الأمريكية، وبرغم تشكيك البعض ائنذاك أن تصريحات حربه على اللاجئين، لن تكون حقيقية، بل هي من قبيل الدعاية الانتخابية، إلا أن قراره الأخير يفصح عن الكثير من الإجراءات المعادية التي سيتخذها ضد أعداد اللاجئين، الذين يهربون من دولهم بحثا عن مكان وعيش هادئ بعيدا عن ويلات الحروب. منع دخول اللاجئين حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض قيود على المهاجرين واللاجئين، برز هذا في مرسوم للبيت الأبيض، مؤكدا فيه على أن تلك القرارات، تأتي لحماية الولاياتالمتحدة من دخول إرهابيين أجانب إليها، فيما وصفها ترامب بأنها "تدابير مراقبة جديدة لإبقاء الإرهابيين الإسلاميين المتشددين خارج الولاياتالمتحدة"، وفق تعبيره. الدول المستهدفة بالمنع وحدد ترامب بعض الدول التي استهدف لاجئيها بمنع دخولهم للولايات المتحدةالأمريكية، والتي كان من بينها عددا من الدول الإسلامية، وهي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، والتي بموجبها ستمنع السلطات الأمريكية لمدة ثلاث سنوات دخول رعايا تلك الدول باستثناء من يتوافر معه تأشيرات دبلوماسية ومن يعملون في مؤسسات دولية. عدد اللاجئين المسموح باستقبالهم وانطلاقا من تلك القرارات، فإن إدارة "ترامب" لا تعتزم استقبال أكثر من 50 ألف لاجئ هذه العام، وهو الأمر المخالف تماما لإدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، التي استقبلت نحو 84994 لاجئا من كافة أنحاء العالم بينهم أكثر من 10 آلاف سوري، في الفترة ما بين 1 أكتوبر 2015 إلى 30 سبتمبر 2016. تعصب "ترامبي" أعمى هذا وأعربت الكثير من الجهات عن قلقها، تجاه قرارات ترامب الخاصة باللاجئين، مطالبة "ترامب" الحفاظ على التقاليد والأعراف في استقبال اللاجئين، فيما أصدر مجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي، بيانا، اليوم، أكد فيه أنه لا يوجد دليل بأن جميع اللاجئين، يشكلون خطرا على أمن وسلامة الولاياتالمتحدة، مرجعا هذا القرار، إلى التعصب الأعمى لدى "ترامب" وليس على الحقائق، وفق ما قالته رئيسة لجنة التقاضي الوطني في المجلس لينا المصري. قرارات ترامب تصب في صالح التطرف ويعلّق الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في شأن الجماعات الجهادية، أن قرارات ترامب الأخيرة تجاه اللاجئين، تمثل خطورة كبيرة، مشيرا إلى أن ترامب يتعامل بتطرف كبير جدا مع هؤلاء اللاجئين، الذين لا يجدون مأوى، يؤويهم، من قطاع الطرق، ويحميهم من مرتزقة البشر. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن هذه القرارت ستسبب كارثة أخرى، كبيرة تخص إعطاء الفرصة سانحة أمام الجماعات المتطرفة، حيث سيضطر الكثير من هؤلاء الفارين بجلودهم من ويلات الحرب، إلى العنف والتطرف، نتيجة التضييق عليهم، وهو ما سيصب في مصلحة تلك الجماعات المتطرفة. تخوفات من تبنى دول أخرى نفس القرارات من جانبه أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن قرارات دونالد ترامب في التضييق على اللاجئين، ليست مستغربة على الإطلاق، مشيرا إلى أنه يعتنق بالأساس نظرة سيئة تجاه اللاجئين. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن ترامب، ينظر إلى اللاجئين السوريين، على إنهم إرهابيين، ولا ينبغي التعامل معهم على الإطلاق، يل يجب التضييق عليهم ومحاربتهم وفق ما يرى، موضحا، أن تلك القرارات الأخيرة، ستكون دافعة بقوة إلى أن تتخذ العديد من الدول قرارات مماثلة ضد اللاجئين، وهو ما سيسبب مشكلات أكبر. ولفت نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن قضية اللاجئين، لن ينهي عليها إلا وقف الصراعات، وتسويتها، وبدلا من تفكير الدول الكبرى، على التحريض بافتعال الكثير من الأزمات عليها أن تكرس الحلول السلمية. يجب التفكير بخلاف قرارات ترامب كما أكد الدكتور، جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسي، أن قرارات ترامب سيكون لها عواقب وخيمة أيضا على هؤلاء اللاجئين، لا سيما أن المنطقة مرشحة لزيادة الصراعات، موضحا أن هذا سيدفع إلى مزيد من اعتناق الإرهاب. وأضاف في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أنه لابد من إيجاد حلول عملية تجاه تلك القضية الشائكة، بدلا من إغلاق الدول الأبواب في وجوه هؤلاء المهاجرين من ويلات الخراب والدمار، الذين ليس لهم ذنب فيما يحدث، محذرا من العواقب الوخيمة.