مدير مركز "بروكينجز": الإسلاميون يحكمون مصر خلال 5 سنوات

أعرب مدير مركز "بروكينجز" للأبحاث الإستراتيجية عن اعتقاده بأن الإسلاميين سيسيطرون على الحكم في مصر خلال خمس سنوات، في الوقت الذي تؤكد فيه جماعة "الإخوان المسلمين" أنها لن تنافس على منصب الرئاسة ولا تسعى للحصول على الأغلبية البرلمانية.
وقال مدير مركز بروكينجز الدوحة، الدكتور شادي حميد، الأمريكي الجنسية المصري الأصل، في مقابلة مع صحيفة "الشروق" نشرتها الاثنين: "الإسلاميون أعينهم على الحكم، لكنهم لا يريدونه الآن، وسيحصلون عليه خلال خمس سنوات".
وأضاف حميد إن الإسلاميين لا يستعجلون وصولهم إلى الحكم فورا، "فهم على دراية بالتاريخ، وما حدث في الجزائر عام 1991، وتجربة حماس في فلسطين"، في إشارة إلى استفادتهم من تجربة الإسلاميين بالجزائر الذين حال الجيش دون وصولهم إلى الحكم مطلع التسعينات وحركة "حماس" التي تعرضت للحصار بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية عام 2006.
وأشار إلى أن "الإخوان المسلمين" – الذين ينافسون على نصف مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة- يعلمون خطورة حصول القوى الإسلامية على أكثر من 50% من مقاعد البرلمان المقبل "لعلمهم بعدم استعداد العالم الغربي لوجود حكومة إسلامية في أهم دولة في العالم العربي".
ورأى حميد أن "الإسلاميين، يريدون قطعة من الكعكة، لكنهم لا يريدون تخويف اليسار والليبراليين، كما أن هناك توترا واضحا في المؤسسات السيادية من سيطرة الإخوان على كتابة الدستور".
مع ذلك، توقع أن يكون الإسلاميون جزءا من حكومة ائتلافية، وإن استبعد حصول السلفيين الذين يخوضون الانتخابات للمرة الأولى على الأغلبية البرلمانية، "فلا توجد أي قوة سياسية في مصر تستطيع تحقيق الأغلبية"، بحسب رأيه.
في المقابل، انتقد حميد الليبراليين قائلا إنهم "ليست لديهم استراتيجية ويركزون على قضايا هامشية بالنسبة للمواطن المصري العادي مثل تحرير المرأة، ومواقفهم دائما تدور حول معارضتهم للإخوان والحكومة الإسلامية، ويتحركون بين النخب في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية تاركين حالة فراغ في الصعيد".
وقال إن عليهم "توضيح مفهوم الليبرالية بشكل صحيح للمصريين، ووضع برنامج سياسي تفصيلي يضمن لهم كسب أي انتخابات يخوضونها". واستثنى من القوى الليبرالية حزب "العدل"، ووصفه بأنه "على دراية كاملة بمشاكل التيار الليبرالي ويحاول النزول في القرى والنجوع مثل الإخوان".
ومن بين مرشحي الرئاسة المحتملين، يعتبر مدير مركز بروكينجز" أن عبد المنعم أبو الفتوح هو الأفضل، "لأنه يتمتع بثقة الإسلاميين واليسار والعلمانيين ولا يوجد مرشح يتمتع غيره بهذه الثقة، حسب قوله.
مع ذلك قال: "شخصيا لو كان يحق لي الانتخاب لكنت رشحت (محمد) البرادعي، لأنني متعاطف معه، فهو لا يطمح لمصلحة شخصية، بل لخدمة مصر، وهو شخص مخلص كان من الممكن بعد تقاعده عن منصبه الدولي الرفيع العيش في ترف في إحدى العواصم الأوروبية، ولكنه ليس لديه كاريزما في الشارع المصري للأسف".