عقدت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع الجمعية السعودية للاستزراع المائي ورشة عمل الأمن الحيوي الثانية عشرة حول تطبيقات الأمن الحيوي في مشاريع الاستزراع المائي أول أمس (الخميس) في مدينة جدة (فندق راديسون بلو أجنحة ملكية)، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 التي تدعم صناعة الاستزراع المائي في المملكة. وتحدث في الورشة، التي عقدت برعاية "سبق"، عدد من الخبراء الدوليين ومدراء مشاريع الاستزراع المائي في المملكة. وفق صحيفة "سبق" وتناول البريطاني كلايف تالبوت أخصائي تغذية أسماك وربيان، استخدام قراءات الإنتاج من أجل تحسين الجدوى الاقتصادية والبيولوجية لاستزراع الأسماك الزعنفية والربيان، وذلك في محور "معدلات التحول الغذائية". وخلص الخبير في محاضرته إلى أهمية معدل الكفاءة للتحول الغذائي (وهو عملية ناتجة من تغذية الكائنات البحرية بمواد غذائية معروفة للحصول على أوزان قياسية في فترة زمنية معينة)، وذلك للحصول على إنتاجية جيدة في الاستزراع المائي بالنسبة للأسماك الزعنفية أو الربيان. وقال "تالبوت": "للحصول على الأوزان القياسية للأسماك الزعنفية والربيان في الاستزراع المائي، يجب الأخذ في الاعتبار بعض المعايير الهامة ذات العلاقة المباشرة بالأسماك أو الربيان، ومن تلك المعايير: معايير تتعلق بالنواحي البيولوجية للأسماك أو الربيان المستزرع مثل معدلات التخزين، معايير تتعلق بالنواحي الخاصة بالنمو مثل معدلات النمو النوعية أو معدلات النمو علي قيد زمني محدد، معايير تتعلق بالمواد الغذائية من منظور جودة وتركيب مما يضمن معدلات استفادة قصوى من الغذاء وتحويلها إلى عضلات، ومعايير تتعلق بصحة الأسماك والربيان المستزرع وتأثيرها على نمو النواحي الخاصة بصحة الأسماك وتأثيرها على معدلات النمو". وفي المحاضرة الثانية، تناول الإيطالي فرانشيسكو كارديا مدير مشروع الأمن الحيوي في الجمعية السعودية للاستزراع المائي، الوضع الراهن لبرنامج الأمن الحيوي لمشاريع الاستزراع المائي للأسماك الزعنفية والربيان، قائلاً: تم جمع 924 عينة من مشاريع الاستزراع المائي على مستوى المملكة عن طريق فرق دورية الخمسة أشهر الماضية (يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر، وأكتوبر 2016)، حيث تم جمع العينات من مزارع الأسماك والربيان والمصادر الطبيعية والأسواق المحلية. وأضاف "كارديا": "كانت جميع العينات خالية من أي إصابات، لكن في بعض العينات التي تم جمعها من الأسواق وجد بها بعض الإصابات وذلك خلال شهري يونيو وسبتمبر 2016 وهي من منتجات الربيان القادمة من الهند، حيث وجد أن تلك الربيان مصابة بمرض البقع البيضاء الفيروسي الناتج عن فيروس (WSV) وتم حظرها من قبل الجهات المختصة في المملكة". وكشف مدير مشروع الأمن الحيوي في الجمعية السعودية للاستزراع المائي، أنه لمواجهة التحديات الخاصة بإصابة الربيان بمرض البقع البيضاء الفيروسي خصوصاً الربيان المستوردة من خارج المملكة، فإنن الجمعية بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة ستواصل تطبيق المعايير الاحترازية للوقاية من هذا المرض. وقال: "ستتم زيادة معدلات جمع العينات وإعدادها والعمل على تطوير عمليات الجمع الخاصة بها، وكذلك تحديد زمن موحد لجميع فرق العمل لجمع العينات حتى يتم ضمان المعايير الزمنية التي تعتبر هامة للتحليل، وكذلك قيام فريق الأمن الحيوي بزيارات دورية لمواقع جمع العينات للتأكد من تطبيق قوانين الأمن الحيوي والاحتياطات اللازمة له على أرض الواقع، إضافة إلى تحسين معايير الصحة العامة للأنواع المستزرعة في المزارع الخاصة بالاستزراع المائي". من جانبه، عبّر المهندس محمد عذيبي أمين عام الجمعية السعودية للاستزراع المائي عن شكرهم العميق لوزارة البيئة والمياه والزراعة على ما تقدمه الوزارة من دعم ومساندة للجمعية ومشاريع الاستزراع المائي، قائلاً: من هذا المنبر وباسم رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية نعبر عن بالغ الشكر والتقدير لوزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ووكيل الوزارة للثروة السمكية المهندس أحمد العياده على تعاونهم ودعمهم ومساندتهم المتواصلة لتطوير صناعة الاستزراع المائي في المملكة. وقال: "كان لهذا الدعم بالغ الأثر والدور الكبير في النمو الذي يشهده هذا القطاع مع التأكيد على أهمية الاستمرار من خلال تضافر الجهود لتحقيق النتائج المرجوة من المنتجات البحرية التي من دورها تغطية العجز بالسوق المحلى والحد من الاستيراد من الخارج". وأضاف: "يعتبر الاستزراع المائي أحد الخيارات المهمة في حالة تم تطويره وتحويله إلى صناعة حقيقة تساهم في التنمية وتحقيق تنويع مصادر الدخل الذي يعد أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030". وفي الختام، عبّر أمين عام الجمعية السعودية للاستزراع المائي، عن عميق شكره للمشاركين في ورشة الأمن الحيوي الثانية عشرة من متحدثين وحضور ورعاه، مقراً باعتزاز الشراكة الاستراتيجية مع رعاة الورشة، وبينهم صحيفة "سبق" كراعٍ إعلامي.