مبارك ندا أصيب بضيق تنفس.. ولقي مصرعه لعدم تمكن الطبيب من تشغيل الجهاز علّم تلاميذه حب الوطن، والتضحية من أجله بأمانة وضمير، ولم يكن يتخيل، وهو يحكي لتلاميذه عن دروس العزة والنصر للوطن الغالى مصر، فى مادة التاريخ التى يدرسها، أن سيكون ضحية طبيب لم يتعلم الدرس، وافتقد الأمانة والضمير. مرت أيام قليلة على مصرع مبارك ندا، أستاذ التاريخ، ووكيل معهد التحرير السابق، بمدينة بسيون، داخل المستشفى العام بالمدينة والتى يُطلق عليها "سلخانة بسيون" بسبب تعدد الإهمال، ومنذ وفاته وتعيش أسرته حالة حزن وغضب عارف لاسيما بعد أن رحل وترك ابنته الوحيدة "أسماء" من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مأزق صعب بعد رحيل من كان بمثابة الخادم لها. "طبيب معرفش يشغل الأجهزة" فى البداية يروي نجل شقيقته كواليس الواقعة ل"الفجر"، "توجهنا بخالى إلى مستشفى بسيون العام لإصابته بضيق فى التنفس وقت الفجر، لأخذ جلسة تنفس صناعي بالمستشفى، كعلاج طبيعى دون أى خطورة، ومنذ الساعة 5 عقب صلاة الفجر وحتى الساعة 9 صباح نفس اليوم، لم نجد طبيبًا واحدًا فى المستشفى بالكامل سوى طبيب تخدير، ولم يتمكن من تشغيل أجهزة التنفس، لعدم اختصاصه وغياب الطبيب المتخصص". ويضيف أنهم لجأوا لطبيب باطنة من خارج المستشفى أحضروه من منزله بقرية مجاورة، كمحاولة لإنقاذ المريض من الموت، وقت أن شاهدوه يلفظ أنفاسه الأخيرة، إلا أنها كانت آخر لحظة فى حياته، فبعد مشوار سفر لقرية مجاورة للمستشفى والعودة، دقت عقارب الساعة عند 9 صباحًا، لينتهي عمره وتنفذ إرادة الله. مدير المستشفى قال للممرضة: "لما يموت ابقى بلغي الدكتور" ويشير أقارب الضحية، بينما هو يصرخ وتتعالى الصرخات من الحالات الأخرى بجواره، لمحاولة إنقاذهم قبل لفظ أنفاسهم الأخيرة، أسرعت إحدى الحكيمات تخبر مدير المستشفى بغياب الطبيب، والتصرف بشكل سريع قائلة: " الحالة بتموت"، فرد عليها "لما يموت ابقى بلغى الدكتور"، دون أدنى مسئولية. ويوضحون أنه كان يعول ابنته الوحيدة "سماح" صاحبة ال30 عاما وضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقوم على رعايتها وتلبية احتياجاتها، ما جعل الأمر شاقا للغاية وأصاب الأسرة بالألم والحسرة. وتوجه أهل الضحية إلى تحرير محضر شرطة تحت رقم 6096 إدارى مركز بسيون لسنة 2016م، اتهموا فيه مدير المستشفى وبعض الأطباء، بالتسبب فى وفاة مبارك السيد قطب ندا البالغ من العمر 64 عامًا، كما اتهموهم بالإهمال والتقصير الذى أودى بحياته. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا