ذهب إلى الطبيب مريضًا فعاد قتيلاً.. انتشرت وقائع الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية والخاصة خلال الأعوام الأخيرة، وتعددت أخطاء الأطباء لكن مشهد الإهمال مازال يطغى وبقوة على الضحايا لأسباب تبدوا متعلقة بقلة الخبرة وانعدام الضمير ومحدودي الكفاءة الذين اتخذوا من مهنة الطب سبيلًا، لتحقيق أرباح على أنين المريض. "المصريون" ترصد أبرز وقائع ضحايا الإهمال الطبى لم يسلم الأطباء من المهنة التي امتهنوها عندما لقيت طبيبة مصرعها داخل مستشفى طوارئ المنصورة إثر إصابتها في حادث تصادم منذ يومين، وكانت قد ترددت أنباء عن أن سبب وفاة الطبيبة يرجع إلى الإهمال الطبي بعد دخولها المستشفى. وأوضحت إحدى الطبيبات أن التشخيص الخاطئ للطبيبة أدى إلى تدهور حالتها بعد أن تعرضت لنزيف داخلى لمدة 24 ساعة، وتم اكتشافه متأخرًا، وهو ما عرضها لتدهور الحالة ونزفت حتى وصل ضغطها "صفر"، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى، ولكن الحالة ازدادت سوءًا ولفظت أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى. أما الشاب رضا في العقد الثالث من عمره، لقى مصرعه على يد طبيب أعطاه جرعة علاج بالخطأ أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى الجامعي بمدينة شبين الكومبالمنوفية، مما أثار حالة من الجدل الواسع بمحيط المستشفى. وهدد أهالي المتوقي بالتظاهر بأنه لم يتم توقيع العقاب الرادع على الطبيب، واتجه شقيقه إلى تحرير محضر ضد المستشفى والطبيب واتهامهم بالإهمال الطبي الجسيم والتهاون بأرواح المواطنين، إضافة إلى تسببهم في مصرع أخيه. أما سالي محسن، طفلة في ال13 ربيعًا من عمرها وبالصف الثالث الإعدادي لقيت نحبها بعد إصابتها بفشل كلوي بسبب الإهمال الذي أدى إلى تدهور وظائف الجسم واتهم أهالي الطفلة مستشفى بالزقازيق بالإهمال وترك الطفلة دون عناية ومعاملتها كأنها متسولة أو مجرد جسد ميت وعدم تدخلهم لنقل الفتاة بأسرع وقت لمستشفى معهد ناصر. عصام هندي، من محافظة جنوبسيناء، روى تفاصيل وفاة زوجته بسبب الإهمال الطبي، قائلًا: "زوجتي حضرت إلى محافظة المنوفية لإزالة وسيلة منع الحمل (لولب) لرغبتها في الحمل". قال هندي، خلال لقائه ببرنامج صح النوم تقديم الإعلامي محمد الغيطي المذاع على فضائية LTC: "تزوجت من نسرين مخلوف، موظفة في هيئة البريد، وأنجبت منها طفلتين، وكانت زوجة مثالية". وأضاف الزوج: توجهنا لأحد الأطباء لإزالة الوسيلة، وأخبرنا الطبيب بعد توقيع الكشف عليها أن اللولب غير ظاهر، ويجب إجراء جراحة لها، إلا أن الطبيب فشل في استخراجه خلال الجراحة في أحد المستشفيات الخاصة، وتوفيت زوجتي في أثناء العملية". لفظ طفل أنفاسه الأخيرة نتيجة الإهمال الطبى أثناء إجراء جراحة استئصال اللوزتين داخل إحدى العيادات الخاصة لطبيب بمدينة كفر الزيات. وأكدت والدة الطفل مجدى عبد ربه، 9 سنوات، بالصف الرابع الابتدائى بالأزهر الشريف، تعرضه لخطأ وإهمال طبي أودى بحياته رغم بساطة العملية، مؤكدة أن ابنها سليم جسديًا ومعافى من كافة الأمراض. وكان مأمور مركز كفر الزيات قد تلقى إخطارًا بوصول الطفل "مجدى عبد ربه" 9 سنوات لمستشفى كفر الزيات العام يعانى من أعراض ضيق التنفس وتشنجات. وعلى الفور انتقلت قوات الأمن لمكان البلاغ وبعد فحص أطباء مستشفى كفر الزيات الطفل، وتبين أنه متوفى منذ ساعتين بعد حدوث ضمور فى المخ نتيجة تناول جرعة البنج عن طريق الحقن بدلاً من الاستنشاق. وقد تم تحرير المحضر رقم 14101 إداري كفر الزيات، وأُخطرت النيابة التى صرحت بدفن الجثة بعد عرضها على الطبيب الشرعى. أما الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، فقد استنكر صدور عقوبات رادعة على الأخطاء المهنية للأطباء، وقال إنه لا يمكن القبول بتوصيف أي خطأ طبي على أنه جريمة قتل، وطالب البرلمان بسرعة إصدار قانون المساءلة الطبية . أضاف أمين عام نقابة الأطباء، في تصريحات صحفية، السبت، أنه لا يجوز محاسبة الأطباء في قضايا الأخطاء المهنية بموجب قانون العقوبات، موضحاً أن طبيعة العمل الطبي تحتمل وفاة المريض لعدة أسباب منها: "مضاعفات المرض نفسه، أو مضاعفات التدخل الطبي، أو الخطأ المهني، بالإضافة لما تعانيه معظم المستشفيات بمصر من نقص إمكانيات العلاج".