أكدت السعودية أهمية تضافر الجهود الدولية تحت مظلة الأممالمتحدة؛ لتعزيز مفهوم الشراكة الدولية، والمساعدة في تحقيق آفاق واسعة نحو تنمية زراعية وأمن غذائي مستدام. وقال هشام بن عبدالله الرشيد، عضو الوفد الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة، في كلمة السعودية أمام اللجنة الثانية في دورتها ال71 حول التنمية الزراعية والأمن الغذائي والتغذية: "إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالاستثمار الزراعي السعودي في الخارج تأتي منسجمة مع توجُّهات الأممالمتحدة والوكالات الدولية المتخصصة لمساعدة الدول النامية على الاستثمار الداخلي، وتطوير بنيتها التحتية، وتحقيق الأمان الغذائي لشعوبها". مشيرًا إلى إعلان السعودية مؤخرًا تأسيس شركة للاستثمار الزراعي في الخارج؛ للعمل على توفير الأمن الغذائي، وكذلك المساعدة في تنمية القطاعات الزراعية في الدول المتلقية للاستثمار، وهو ما سيكون له دور داعم للتنمية في تلك الدول.
وأوضح أن تزايد النمو السكاني، وانخفاض مساحات الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى الآثار المترتبة على التوسع العمراني والنمو الاقتصادي، تجعل قضية الأمن الغذائي واحدة من أهم القضايا الرئيسية في القرن الواحد والعشرين. مبينًا أن الأمن الغذائي هو البُعد السياسي للتنمية الزراعية، التي تُعد واحدة من أكثر الأدوات فعالية للتخفيف من حدة الفقر، وخلق المزيد من الفرص في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والعمل والمحافظة على البيئة.
وأشار الرشيد إلى أن العالم اليوم يواجه العديد من التحديات التي تؤثر على حياة الإنسان وعيشه الكريم. ومع تعدد هذه التحديات، مثل الكوارث الطبيعية والحروب، أو الظروف الصعبة التي تعانيها بعض الدول والمجتمعات، أصبح الإنسان تحت وطأة المرض والجوع وفقدان المأوى مع انعدام فرص التعليم والرعاية الصحية.
وأكد أنه حرصًا من السعودية على توحيد الجهود، وبناء ذراع تمثل تلك الجهود في النواحي الإغاثية والإنسانية والتنموية؛ لدعم الدول المحتاجة، تم إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ ليعكس صورة مشرقة لما تقدمه المملكة العربية السعودية للمجتمع الدولي من جهود كبيرة، تساهم في رفع معاناة الإنسان، والمحافظة على حياته وكرامته امتدادًا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يأمرنا بإغاثة الملهوف، والمحافظة على حياة الإنسان بعيدًا عن كل الدوافع، وأن نكون رمزًا يحتذى به في التعاون مع المنظمات والهيئات الإغاثية المحلية والدولية.
وقال: إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفّذ منذ إنشائه في عام 2015م - بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي - عددًا من البرامج الإغاثية والإنسانية، بلغت 72 برنامجًا مخصصًا لنحو 62 مليون مستفيد. وقد خصص المركز مساهمات متنوعة استجابة للوضع الإنساني في اليمن، بلغ مجموع قيمتها 413 مليون دولار، بالتعاون مع عدد من المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، شملت مجالات الإغاثة العاجلة والمساعدات الطبية والمساعدات الإنسانية والتعليم، ومواد غذائية وغير غذائية، وتوفير المأوى. وبلغ عدد المستفيدين من برامج الأمن الغذائي في اليمن أكثر من 8 ملايين شخص.
وأضاف: هذه البرامج استفاد منها أيضًا العديد من الدول، منها قيرغيزستان، ألبانيا، الصومال، موريتانيا، زامبيا، العراق وطاجيكستان. وتهدف هذه المشاريع إلى معالجة المناطق الأكثر ضررًا، وتحسين الوضع المعيشي للسكان، وإيجاد حلول للأسر النازحة، وتوفير المستلزمات الأساسية في مناطق النزوح، ومن ضمنها الغذاء.
واختتم: إن بلادي المملكة العربية السعودية تؤكد استمرار دعمها جهود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، ومكافحة الجوع والفقر على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. كما أنه تماشيًا مع الجهود والتوجهات الوطنية والعالمية عملت ضمن خططها التنموية المتعاقبة على تنفيذ استراتيجيات وبرامج لتعزيز الأمن الغذائي من خلال تحسين الإنتاجية الزراعية المستدامة، والتنافسية التي تتناسب مع استخدام الموارد الطبيعية، ودعم الاستثمار الزراعي بالخارج. كما أنشأت المملكة العربية السعودية لجنة وطنية، قامت بوضع عدد من الأولويات والإجراءات؛ للحد من الهدر في الغذاء، وذلك من خلال القيام بحملات توعية للمستهلكين، وإعادة تدوير المهدر، وإنشاء نظام معلومات للتسويق الزراعي.