الصفقات تتم من خلال شركة «ميهولة» التابعة للعائلة المالكة وبرعاية جهاز قطر للاستثمار فرنساوبريطانيا تتهمان «الدوحة» بتوظيف استثماراتها لدعم الجماعات المتطرفة.. ومجلة «الصنداى تليجراف»تنشر تحقيقاً عن تورط عبد العزيز بن خليفة العطية ابن عم وزير خارجية قطر فى تمويل الإرهاب 2.. مليار دولار لإتمام صفقة متاجر «برينتون» الفرنسية.. و130 مليون دولار لشراء نادى «باريس سان جيرمان» 365.. مليون دولار الثمن الذى اشترت به الدوحة بيت الأزياء الفرنسى «بالمان» 14.3.. مليون سهم مجموع ما تملكه من متاجر التجزئة «لوكس» بعد الاستحواذ على 3.2 مليون سهم إضافى 850.. مليون دولار ثمن شراء «فالنتينو» الإيطالى 95%.. من برج «شارد» أطول ناطحة سحاب فى أوروبا الغربية مملوك لصندوق «الثروة السيادية» 13.. مليار إسترلينى أنفقها صندوق «الثروة السيادية»لشراء ثكنات تشيلسى ومحلات هارودز بلندن فى الوقت الذى تمول فيه «قطر» التنظيمات الإرهابية فى العالم العربى، بحسب التقارير الرسمية والصحفية سواء الأمريكية أو الأوروبية، تحرص الدولة العربية الصغيرة على توسيع استثماراتها الغربية فى عالم اقتصاد الرفاهية. ما يؤكد ذلك أن الشركات والبنوك الغربية لم تعد تجتذب شهية جهاز «قطر» للاستثمار الذى انتقلت بوصلته صوب استثمارات الرفاهية، ما دفعه لشراء بيت الأزياء الفرنسى الشهير «بالمان» من خلال شركة «ميهولة» التابعة للعائلة المالكة القطرية. يعد بيت أزياء «بالمان» هو الماركة المفضلة ل«كيم كاردشيان» نجمة تليفزيون الواقع الأمريكية، وقد نجحت شركة «ميهولة» التى تأسست فى عام 2011 وتتبع جهاز «قطر» للاستثمار فى إنهاء الصفقة مع بيت الأزياء الفرنسى مقابل 563 مليون دولار،على أن يتم الاستحواذ على 100% من أسهم الشركة الفرنسية التى ارتبط باسمها مجموعة من أشهر مصممى الأزياء العالميين على رأسهم مصمم الأزياء الراحل «أوسكار دى لارنتا». «بالمان» ليس هو بيت الأزياء الوحيد الذى اشترته «قطر» من أجل توسيع استثماراتها، بل قامت بشراء بيت الأزياء الإيطالى «فالنتينو» مقابل 850 مليون دولار، وبحسب تقرير لجريدة «وول ستريت» فإن شراء شركة «ميهولة» لدار «فالنتينو» هو مشروع خاص بالعائلة المالكة القطرية أكثر من كونه مجرد استثمار مالى لعائدات الدولة القطرية من صادرات البترول والغاز الطبيعى. 1- استثمارات الرفاهية وفقا لمجلة فوربس الأمريكية، تعد قطر رسميا أغنى بلد فى العالم بعدما سجلت أعلى ناتج محلى إجمالى فى العالم للفرد الواحد خلال عام 2010، فى حين نما الاقتصاد بنسبة 19٪، وهو أسرع معدل نمو فى العالم فى ذلك الوقت. تأتى معظم ثروة البلاد-الناتج المحلى الذى يقدر بنحو 181.7 مليار دولار- من احتياطيات النفط والغاز، ويمثل النفط وحده أكثر من 70٪ من إجمالى الإيرادات الحكومية، وأكثر من 60٪ من الناتج المحلى الإجمالى، ونحو 85٪ من عائدات التصدير. وكما نمت الاحتياطيات النقدية، تصاعد الاهتمام القطرى ب«استثمارات الرفاهية» التى يركز عليها صندوق «الثروة السيادية» فى البلاد أو جهاز قطر للاستثمار، حيث يمتلك الصندوق 95٪ من برج «شارد» فى لندن، أطول ناطحة سحاب فى أوروبا الغربية، كما أنه يعد أكبر مساهم فى بنك «باركليز»،فضلاً عن إنفاقه أكثر من 13 مليار إسترلينى فى لندن وحدها على شراء ثكنات تشيلسى، محلات هارودز والقرية الأوليمبية. المثير فى الأمر، أن هذا الصندوق جزء من مجموعة استثمارية ضخمة تسمى «فيلميادر القابضة»، التى اشترت «ميراماكس» من «ديزني» مقابل 660 مليون دولار، كما اشترى الصندوق حصة 3٪ فى شركة «رويال داتش شل»، وحصة 6٪ فى «كريدى سويس»، واشترى النادى الفرنسى لكرة القدم باريس سان جيرمان، فى صفقة تقدر قيمتها ب130 مليون دولار. ومع تأسيس شركة «ميهولة» فى عام 2011، تصاعد الاهتمام القطرى ببيوت الأزياء والمتاجر العالمية، ففى فبراير 2013 ، زادت قطر من حصتها فى شركة «تيفانى» إحدى أشهر شركات المجوهرات فى أمريكا من 8.7% إلى 11.3%، كما استحوذت على 3.2 مليون سهم إضافى من أسهم متاجر التجزئة «لوكس» ليصبح مجموع ما تملكه 14.3 مليون سهم. وفى العام ذاته، استولت قطرمن خلال صندوق «ديفين» للاستثمارات مقره «لوكسمبرح»، وهو شركة تتبع أيضاً جهاز قطر للاستثمار، على متاجر «برينتون» أو محلات الربيع الفرنسى فى صفقة تقدر بما يعادل تقريباً 2 مليار يورو. هذه الصفقة أثارت موجة من الغضب لدى الفرنسيين، طالبت على أثرها المنظمات العمالية الفرنسية من مكتب المدعى العام فتح باب التحقيق فى عملية البيع، ولكن المحكمة الفرنسية أصدرت قرارًا برفض طلب إيقاف عملية البيع. واشترت قطر حصة من بيت أزياء «لوى فيتون» ب699 مليون يورو، وقبلها اشترت محلات «هارودز» فى لندن فى عام 2010 من رجل الأعمال المصرى محمد الفايد ب1.5 مليار دولار. كما شهد عام 2013 اتفاق «قطري- إيطالي» بضخ أموال قطرية بما يعادل «مليار يورو» فى الشركات الإيطالية، وبحسب وكالة رويترز فإن هذه الأموال سوف تستثمر فى قطاعات الأزياء وشركات الأطعمة والمنتجات الفاخرة. ولاتزال الاستثمارات القطرية تتزايد فى مجال اقتصاد الرفاهية، ففى 11 مايو الماضى باع رجل الأعمال البريطاني اللورد «شوجر» المقر الرئيسى القديم لسلسلة متاجر «بربري» للأزياء إلى مستثمر قطرى، فى صفقة وصلت قيمتها نحو 65 مليون دولا. وفى يناير الماضى، أعلن جهاز قطر للاستثمار شراء حصة نسبتها 19.9% من شركة «لايف ستايل إنترناشيونال» فى هونج كونج بما يعال 600 مليون دولار. 2- فنادق فاخرة وفى شهر يونيو الماضى أعلنت شركة «الريان» للاستثمار السياحى «آرتِك»، الذراع الاستثمارية فى قطاع الضيافة التابعة لشركة الفيصل القابضة، إحدى كبرى الشركات القطرية الخاصة ومتنوعة الأنشطة، عن شرائها لفندق «ايسروى ميامي» وهو فندق بوتيك فاخر والذى تم تحويل علامته التجارية إلى «دبليو» ليصبح اسم الفندق «دبليو» ميامي»، وفى 15 مارس الماضى اشترى صندوق استثمار قطرى فندق ريجينا باليونى الشهير. الاستثمارات القطرية لم تلق استحسانًا كثيرًا من الدول، بل فتحت النار على النظام الحاكم، ففى بريطانيا شنت مجلة «الصنداى تيلجراف» حملة تحت عنوان «توقفوا عن تمويل الإرهاب»، واستمرت الحملة لمدة شهرين وتضمنت نشر 34 تحقيقًا صحفيًا، زعمت فيه الجريدة البريطانية الشهيرة قيام قطر بتمويل التنظيمات الإرهابية المختلفة بما فى ذلك تنظيم «داعش». ومن ضمن التحقيقات الصحفية التى نشرتها «الصنداى تليجراف» تحقيق عن تورط عبد العزيز بن خليفة العطية ابن عم وزير خارجية قطر،الذى أدانه القضاء اللبنانى بتهمة تمويل الإرهاب ولكن صدر الحكم ضده غيابياً، بعد ضغط من قبل الحكومة القطرية من أجل الإفراج عنه قبل صدور الحكم. ولم يتوقف الأمر على الحملات الصحفية المعادية لقطر والكاشفة لدورها فى دعم الإرهاب، ولكن تسببت هذه الاستثمارات فى استفزاز المواطنين الغربيين، ففى عام 2014 تم إطلاق حملة من أجل مقاطعة محلات «هارودز» التى اشترتها قطر فى 2010، وفى فرنسا صدرت العديد من الكتب التى تسلط الضوء على الدور القطرى فى دعم الإرهاب ورشوة رجال السياسة الفرنسيين من أجل شراء فرنسا وفى نفس الوقت دعم التنظيمات الإرهابية داخل فرنسا. ما يؤكد ذلك أن المشروع القطرى من أجل المساهمة فى نهضة الضواحى الفرنسية التى يتمركز فيها المسلمون المهاجرون إلى فرنسا، قد أطلقت عليه الصحافة الفرنسية «حصان طروادة» فى إشارة إلى أن الهدف الحقيقى من هذا المشروع هو دعم الجماعات المتطرفة ما بين المسلمين فى فرنسا. 3- خسائر مالية وتساءلت مجلة «فوربس» عما إذا ما كانت الاستثمارات القطرية فى مختلف أنحاء العالم تقدر بأكثر من 100 مليار دولار ، فهل تحقق العائد المرجو منها؟ المجلة الأمريكية أكدت فى تقرير نشرته العام الماضى تحت عنوان «هل خسرت قطر 12 مليار دولار؟»، أنه لا توجد تقارير رسمية تعكس مستوى أداء جهاز قطر للاستثمار والصناديق والشركات الاستثمارية التابع له، ولكن فى المقابل من الممكن مراجعة أداء الشركات التى تستثمر فيها «قطر» من أجل الحكم على أداء الجهاز وحجم ما يحققه من أرباح. وأشار التقرير إلى أن الجميع يعلم أن جهاز قطر للاستثمار يملك حصة فى شركة «فولكس واجن» الألمانية للسيارات، وحصص أخرى فى جلينكور، والبنك الزراعى الصينى، وروبال داتش وغيرها. وبحسب المجلة الأمريكية، فإن أداء هذه الشركات يتراجع، موضحة أن خسائر قطر فى شركة «فولكسواجن» بمفردها تصل إلى ما يقرب من 8.4 مليار دولار خاصة فى أعقاب فضيحة الانبعاثات التى طالت الشركة، والتى أسفرت عن قيامها بسحب ما يقرب من 11 مليون سيارة من الأسواق، وكشفت السلطات الأمريكية عن تلاعب الشركة باختبارات انبعاثات الغاز منها، وفتحت وكالة «حماية البيئة» الأمريكية تحقيقًا فى هذه الفضيحة، وقد تصل حجم الغرامات التى يمكن أن تدفعها الشركة إلى 18 مليار دولار.