يحل اليوم الخامس من شهر سبتمبر، ذكرى الاحتفال بيوم المسرح المصري، وهو اليوم الذي يصادف حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف، فتقرر تخصيص ذلك اليوم ليكون يوما للمسرح المصري وتحويله من ذكرى حادث مأسوي فليوم سعيد يحتفل به عاشقي المسرح فنانينه به، ومن "المُبشر" في الفترة الأخيرة هي عودة الحياة للمسرح من جديد بعد أن ركز الفنانون على السينما والدراما وغفلوا أنه "أبو الفنون" وأنه البداية الحقيقة لظهور الفن بشكل عام، وهناك مسرحيات ارتبطت بالأعياد، ولا يمر عيدا سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى إلا ولابد من عرضها عبر القنوات، وعلى الرغم من مرور العديد من السنوات عليها إلا أنها ستظل مصدر الضحك والبهجة لدى الجمهور نرصد أبرزها.. "سك على بناتك" واحدة من أشهر مسرحيات زمن الفن الجميل، والتي قام ببطولتها الفنان فؤاد المهندس، والفنانة شيريهان، والفنانة سناء يونس، ومحمد أبو الحسن، وأحمد راتب، وإجلال زكي، دارت أجواء المسرحية في جو من الكوميديا حول دكتور رأفت الرجل الأرمل، الذي يتولى تربية 3 فتيات لكل منهن مشكلة خاصة وعليه أن يقوم بحل مشكلاتهن أولا حتى يتمكن من الزواج من زميلته، خرجت من تلك المسرحية العديد من الأفيهات الشهيرة، والتي بات المصريون يرددونها على حياتهم ومواقفهم الخاصة واليومية منها "حنفي" عريس فوزية، الذي ذهب للعمل يوم حفل زفافه خوفا من "الخصم"، ووقوفه في "طابور" ظنه طابور الجمعية وتفاجئ بأنه تجمع للحصول على صورة ميرفت أمين، ومن أشهر أفيهات فوزية لحنفي "طلقني يابن المبقعة"، وكلمة فؤاد المهندس "كونتا كنتي كان عايز يتجوزها"،كما تميزت الجميلة شيرهان بحركاتها الاستعراضية وخفة حركتها على المسرح مع الفنان محسن محي الدين. "شارع محمد علي" عرض مسرحي يضم العديد من نجوم زمن الفن الجميل، وتنافسوا فيم بينهم على استعراض مهارتهم الفنية أمام كل منهم الأخر، شاهدنا وحش الشاشة فريد شوقي، الذي فاجئ جمهوره بقدرته على الجمع بين الشخصية الجادة والشخصية الكوميدية، ونكات الفنان المنتصر بالله التي حفظها المشاهدون من خلال ترديده لها وتركيز الجمهور معه، وحركات الفنان وحيد سيف المضحكة وأشهرها "هو هو"، التي باتت علامة مميزة له، أما الجميلة شيرهان فأمتعت الجمهور برقصاتها الاستعراضية امام الفنان الشاب وقتها هشام سليم، فيعد هذا العمل بمثابة عمل مسرحي متكامل العناصر المبهجة والممتعة والمضحكة.
"المتزوجون" مسرحية العيد التي لم يمر عيدا إلا ويتم عرضها فيه، تألق الفنان سمير غانم، والفنان جورج سيدهم وشيرين، ونجاح الموجي في المسرحية، وخرج منها عدة مواقف وأفيهات لن ننساها منها "قلة حبنا"، و"فراخ بالجبس"، والفيلا التي عرض من خلالها أغلب مشاهد المسرحية أصبح الديكور الخاص بها عنصر أساسيا من نجاح العرض المسرحي.
"مدرسة المشاغبين" عندما يجتمع عادل إمام، مع أحمد زكي، وسعيد صالح، ويونس شلبي، حسن مصطفي، وسهير البابلي، و عرضت في 24 أكتوبر 1973 بعد حرب 73 بأيام قليلة، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته المسرحية إلا أنه وجه النقد لها بسبب تقليد الطلاب لمواقف الفنانين المشاغبين مع ناظر المدرسة ومدرسة الفصل، ولكن دافع عن تلك النقطة أحد المسرحيين الكبار وهو علي سالم والذي قال أن المسرحية كانت انعكاسا لفترة النكسة والانفتاح على العالم الغربي.
"العيال كبرت" 4 ساعات من الضحك المتواصل لا تستطيع أن تغلق فم خلال مشاهدة تلك الأسطورة المسرحية، شارك في بطولتها عدد كبير من النجوم منهم سعيد صالح، أحمد زكي، كريمة مختار، يونش شلبي، حسن مصطفي، تألق النجم سعيد صالح في هذا العمل وهو يعد النجم الأبرز فيها بجانب يونس شلبي، وله العديد من المواقف التي لن ينساها الجمهور منها "روحت المدرسة لوحدي وضربت الجرس ورفضت نفسي وخدتنى قلمين"، فضلا عن مغامراته مع شقيقته "سوسو" التي كانت ترغب في العمل كراقصة بإحد الكباريهات، ليرد عليها بجملته الشهير": أحيه يابو سوسو سوسوه تسكر يابو سوسو" و "أختى أنا هتشتغل رقاصة"، وحديثه مع والدته زينب عندمق قال لها: "دلعيه يازينب"، أما النجم يونس شلبي، فكان خفيف الظل مرح على المسرح من خلال دور الابن الأصغر عاطف، الذي يعيش قصة حب من طرف واحد مع الفنانة سعاد حسني، ويأما أن تتزوجه ويهرب من هذا المنزل.
"الواد سيد الشغال" الزعيم عادل إمام، تألق في جميع مسرحياته إلا أن مسرحية الواد سيد الشغال، كانت الأبرز في أعماله الفنية، من خلال دور سيد الذي يهرب عند خال الذي عمل خادما في فيلا، وينبهر سيد بنمط معيشة تلك الفئة الأرستقراطية، ومن هنا جاءت المفارقات الكوميدية، وأبرزها أفيهاته: "مرة بفتح منجاية لاقيت فيها بذرة كبيرة أغمي عليا"، وتهديده لهم بخلعه لروب زوج ابنتهم قائلا "اقلعه"، ليردو عليها: "لاءءءءء".