أوضح محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني أن علماء الطقس يدركون اليوم حجم المتغيرات المناخية، ويجرون العديد من التجارب لحل مشكلة ظاهرة الاحتباس الحراري المسؤولة - بقدرة الله - عن زيادة الغازات الدفيئة كغاز ثاني أكسيد الكربون والميثان والنتروجين، التي تنبعث من البراكين وغيرها في الطبيعة، أو بتدخل الإنسان، كانبعاثها من المصانع ومعامل حرق النفط والبترول، وحتى بعض الأجهزة المستخدمة في حياتنا اليومية.
وأضاف الجهني: هذه الطبقة من الغازات موجودة بشكل طبيعي في الغلاف الجوي، وهي السبب - بعد مشيئة الله - في تدفئة الأرض خلال ساعات الليل؛ إذ تمتص الصخور الحرارة خلال ساعات النهار، وتقوم بإطلاق هذه الحرارة خلال ساعات الليل، وتقوم السحب وبخار الماء والغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بعكس هذه الحرارة من جديد للأرض لتدفئتها، ويتم عكس تقريبا 97.5 %، ويفلت 2.5 % للفضاء الخارجي. فهذه الطبقة مهمة جدًّا للحياة على الأرض، وفقدانها يعني تجمد الأرض ليلاً، ولكن زيادة هذه الطبقة من الغازات الدافئة أيضًا سلبي، ويتسبب برفع درجات الحرارة، وتغير المناخ، وذوبان الجليد.. وهذا له انعكاسات خطيرة على حياة البشر. وللأسف، حتى الآن المؤشرات العالمية للمناخ والطقس تشير إلى أن العام الماضي 2015م كان الأكثر حرارة في السجل التاريخي المسجل منذ نشأته، ويتوقع أن يكون عام 2016م هو الآخر محطمًا لأرقام العام الماضي، وسيسجل درجات حرارة أعلى.
واستدرك الجهني: لا ننسى النجم الملتهب (الشمس)؛ فدوره كبير - بقدرة الله - في زيادة هذه الظاهرة؛ لأن النشاط الشمسي يعني مزيدًا من الحرارة، ومزيدًا من الاحتباس. تقول الدراسات في الفترة بين القرن الرابع عشر والتاسع عشر إن النشاط الشمسي قلّ بشكل كبير؛ فانخفضت درجات الحرارة في الأرض بشكل كبير، ودخلت الأرض في فترة باردة (عصر جليدي مصغر)، وأصبحت الثلوج تتساقط في أوروبا صيفًا، ومات بسبب الجليد وقلة النباتات والطعام الكثير من البشر في ذلك الوقت.
وأشار الجهني إلى أن العلماء أوضحوا أن أهم عنصر في هذه الغازات الدفيئة هو ثاني أكسيد الكربون. وعند تتبع الدراسات والنسب وجد العلماء أنه تضاعف 150 مرة في السنوات الأخيرة، وتجاوز معدله الطبيعي بمراحل؛ ما يعني زيادة الاحتباس الحراري أكثر وأكثر خلال الفترة القادمة. وبحسب دراساتهم، سيكون أعلى ارتفاع في درجات الحرارة في آخر القرن الحالي، وأكثر المناطق تأثرًا هي الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، حتى الشاب الرياضي لن يستطيع الخروج في الشمس صيفًا، ولن يتحمل جسم الإنسان العيش أكثر من 6 ساعات بدون جهاز تكييف.
وأضاف: إن ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمي أعلى من 5 درجات مئوية، وإن استمر سنوات عدة سترتفع أمواج البحر أكثر من 70 م؛ وستغرق أكثر من 50 مدينة ساحلية حول العالم نتيجة لذوبان القطب الشمالي فقط؛ لذلك العالم أجمع يأخذ مسألة الاحتباس الحراري بجدية، وكان هناك اجتماع قمة المناخ لقادة الدول قبل أشهر في باريس لحل مشكلة ظاهرة الاحتباس الحراري، والتقليل من آثارها؛ فعواقبها ستكون وخيمة.
والسؤال: ما الحل الذي سيعجل بإنقاذ الأرض؟ كانت الإجابة من قِبل المهتمين بالطقس باستبدال الطاقة البديلة بالطاقة التقليدية، وهذا هو توجُّه المملكة العربية السعودية بعد إقرار التحول الوطني 2020، وذلك خلال الفترة القادمة بقيادة الأمير الشاب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نقلًا عن صحيفة.