نقاد: الأهم تغير الداخلية فى الشارع وليس على الشاشة بعدما كان عنصر التشويق يقتصر على عمل درامى أو اثنين على الأكثر فى خريطة الدراما الرمضانية، انتشرت القصص البوليسية، وامتلأت المسلسلات الدرامية بحكايات أبطالها، ولعل الشخصية الأبرز هذا العام هى شخصية ضابط الشرطة، والبداية مع طارق لطفى الذى يقدم شخصية الضابط فى مسلسل «شهادة ميلاد»، وخالد النبوى فى مسلسل «7 أرواح»، و«ظافر العابدين» و«شريف سلامة» و«صلاح عبدالله» فى «الخروج»، و«باسل خياط» فى «الميزان»، و«أحمد سعيد عبد الغنى»، و«خالد زكى»، و«طارق النهري» فى القيصر على سبيل المثال وليس الحصر، خاصة أن العديد من المسلسلات حملت جرائم قتل فى الحلقات الأولى مثل «جراند أوتيل»، «فوق مستوى الشبهات»، و«سقوط حر»، و «أفراح القبة»، وغيرها. اللافت للنظر أن المسلسلات الدرامية التى اعتمدت على تقديم القصص البوليسية جاءت بشكل إيجابى، وكأنها كتبت «لتلميع الداخلية» وتحسين صورتهم عند الجمهور، فبعد أن كان النموذج المقدم فى الأعمال الدرامية لنماذج فاسدة أصبحت الشرطة أكثر نزاهة وحرصاً على الحق فى دراما هذا العام. يقول الفنان شريف سلامة الذى يلعب دور «ناصر» ضابط المباحث فى الخروج: « إن هذا الأمر غير مقصود على الإطلاق، وأن وجود أكثر من مسلسل بوليسى جاء بمحض الصدفة فالفكرة كلها أن التشويق والإثارة نجحا كثيراً مع الجمهور، وهو ما جعل اتجاه المؤلفين للعمل على هذه «التيمة»، وأضاف أن تركيبة الجرائم والقصة البوليسية التى تدور حولها الأحداث تختلف كثيراً عن الأعمال الأخرى، فهو ليس مجرد إثارة وضحك على الدقون، ونحن نقدم مسلسلاً واقعياً وليس أمريكى أو هندى الصنع والقاتل له فكر مختلف، ومعقد وله رسالة يحاول أن يوصلها طوال الوقت من خلال الجرائم التى يرتكبها، ورغم أننى لا يوجد فى عائلتى ضباط تماماً، إلا اننى تعمدت أن اقابل نماذج من ضباط المباحث من أنماط مختلفة منهم الجاف والعصبى ومنهم الهادئ والشاعر لأكون شخصاً من الخيال ليس له علاقة بأشخاص حقيقيين، وتابع: «أنا أقدم الضابط الطبيعى وليس نموذجاً إيجابياً أو سلبياً فمن الصعب تقديم نموذج للضابط الشاطر، والمهذب طوال الوقت فمنهم من يستخدم عقله ومنهم من يركن القانون ليصل لأهدافه». أما السيناريست سمير عاطف مؤلف مسلسل «شهادة ميلاد» للفنان طارق لطفى فقال «إحنا مش بنلمع حاجة والأمر ببساطة أن العمل البوليسى يحتم وجود نماذج لضباط من الداخلية، ولم أفكر عند كتابتى فى رد فعل الداخلية تجاه العمل، وأضاف أنه عادة ما تكون ردود الأفعال إيجابية وشدد على أن مسلسله لم يعرض على أى جهات رقابية أمنية سوى الجهات العادية الخاصة الرقابة على المصنفات، ولم يطلب أحد تقديم صورة بعينها لضابط الشرطة». وأيده فى ذلك السيناريست محمد ناير مؤلف مسلسل القيصر حيث قال: «لا توجد أى إملاءات لتلميع الداخلية فنحن نعمل على فكرة ونقدم النماذج المختلفة لضباط الداخلية، ولا يوجد اى توجيه مقصود بالعمل، وأضاف أنه منذ تقديمه مسلسل «المواطن إكس»، والجمهور يحب أن يفترض أشياء مثل فرضية تقديم يوسف الشريف لشخصية خالد سعيد، وغيرها وأنه غير مسئول عن خيال الجمهور وكل انسان له رؤيته، وقال إن العمل لم يتم الاعتراض عليه من أى جهات أمنية، ولم يتم مساءلته وهو يعمل منذ سنوات قدم خلالها العديد من القصص التشويقية ولا يوجد أصعب من تقديم قصة حياة المشير عبدالحكيم عامر لكنه قدمها وكان له مطلق الحرية فلا يوجد أحد يعطيه إملاءات عن ماذا يقدم أو كيف ينسج الشخصيات. بينما أكد الناقد الكبير طارق الشناوى أن: المسلسلات المقدمة التى تناولت شخصيات ضباط الداخلية لم يكن أمراً عفو خاطر، بل مقصود وأنه أحيانا يكون هناك ليس «قرارات» وإنما اتصالات بين الأجهزة وصناع الأعمال الدرامية وشركات الإنتاج بأنهم يرغبون فى تقديم صورة لضابط الشرطة بشكل إيجابى، وهذا يحدث دون الإعلان عنه، وإذا سألت أى شركة انتاج ستنفى ذلك، لكنه يحدث، وقال: «حدث ذلك مرة قبل ثورة 25 يناير فى عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى فى مسلسل كان بعنوان «هذا الضابط أخي» وكان مسلسلاً رديئاً جداً لكونه مباشراً، وكان من إنتاج الدولة، وبالتالى لم تصل الرسالة، لكن هذا العام الأمر مختلف لأن المسلسلات قدمت الدور الإيجابى بشكل غير مباشر، وفى رأيى أن يتغير سلوك وزارة الداخلية فى الشارع أهم من التغيير على الشاشة، وعن ظهور الداخلية بشكل محايد فى مسلسل «القيصر»، رأى الشناوى أنه بنهاية الأمر يوسف الشريف كبطل العمل وباقى صناعه لن يبعدوا كثيراً عن التوجه العام الموجود والواضح والذى يتم الترويج عنه درامياً.