رئيس التدريس: طلاب دول حوض النيل اختفوا من الأزهر.. ونعترف بالخطأ أستاذ عقيدة: لا يجوز لأي جهة أن تنفق على طلاب الأزهر قيادي بالجمعية الشرعية: "الأزهر لا رحم بالطلبة الوافدين ولا ساب رحمة ربنا تنزل" نشب صراع بين الجمعية الشرعية وبين مشيخة الأزهر الشريف، لاحتضان الطلاب الوافدين، خاصة وأن الجمعية كانت تخصص إدارة تسمى "ببيت المنح والمصروفات" للإنفاق على الطلاب المغتربين، لكن الأزهر منعها من إغداق أي أموال عليهم. وطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في رسالة للجمعية الشرعية بإلغاء أي دعم تقدمه للطلاب حتى لا يصبح انتمائهم وولائهم للجمعية الشرعية بل للأزهر الشريف. وقال الطالب( محمد .ش) أحد الطلاب الوافدين من دولة نيجيريا يدرس في جامعة الأزهر الشريف، إن الجمعية الشرعية كانت تخصص مصاريف للعديد من الطلاب الوافدين الذين يحصلون على مساعدات مالية تساعدهم في اتمام تعليمهم في جامعة الأزهر ينفقون من خلالها على مصاريف الدراسة برواتب شهرية لإقامتهم في مصر وتصرف من بيت مخصص في الجمعية اسمه بيت المنح والمصروفات، لكن هذه المصروفات تم إلغاؤها.
وأضاف أنه بعد منع الأزهر منح الجمعية الشرعية لم يوفر لهم أي أموال لسد احتياجاتهم الجامعية، مما جعل البعض منهم يغادر مصر لعدم قدرته على سد نفقات احتياجاته التعليمية. وأكد الدكتور يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الأزهر يقدم منح للعديد من الطلاب الوافدين، والفترة الأخيرة هناك آلاف الطلاب يأتون إلى مصر للتعليم في الأزهر. وأوضح "جعفر" في تصريحات ل"الفجر"، أن الأكثرية من الطلاب قادمون من إندونيسيا وأريتريا وتوجو ونيجيريا وإفريقيا بصفة خاصة، وأن هناك إدارة للمنح تقدم لهؤلاء الطلبة، وهناك إدارات معنية بذلك. ونوه إلى أنه لا يجوز أن تنفق على الأزهر، لأن الأزهر لديه ما يسمح بذلك، مضيفًا أن المؤسسات الدينية والاجتماعية سواء الجمعية الشرعية أو أنصار السنة المحمدية وغيرها لا يمكن السماح لها أن تخدم الطلاب خاصة وأنه لا يعرف توجهاتها الفكرية ومدى السيطرة الفكرية على الطلاب. قيادي بالجمعية الشرعية طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن الإدارات المختصة بصرف المنح والمصروفات لا تعمل حتى الآن بل مكاتبها فارغة، مشيرًا إلى أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رفض دفع أي أموال للطلاب الوافدين من الجمعية الشرعية، قائلاً: "لا هو رحم ولا ساب رحمة ربنا تنزل". وأضاف أن هناك 310 طالب وطالبة من إقليم أتشيه بأندونيسيا يدرسون بالأزهر الشريف بمصر، كانت الجمعية قد كفالتهم كفالة كاملة، من حيث المأكل والمشرب والمسكن ومصروفات التعليم لكن تم إلغاء هذا الأمر بعد رسالة شيخ الأزهر، موضحًا أن الأزهر في الوقت نفسه لم يدفع لهؤلاء الطلاب مصاريفهم مما جعل البعض منهم يغادر مصر. بينما أكد الدكتور حسين عويضة رئيس هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن هناك 119 دولة يدرس طلابها في الأزهر الشريف هم سفراء لمصر والأزهر في بلادهم، مشيرُا إلى أن دول حوض النيل السبعة أصبح عدد طلابهم قليل جدًا حيث كان من المفترض تقديم منح أكثر لهم، وكان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يوفر مكتبات إسلامية لهم اسطوانات المصحف مجانًا لكن لم يعد هذا الأمر متاحًا الآن. وأضاف "عويضة" في تصريحات ل"الفجر" أن المنح كانت تقدم للطلاب الوافدين بغزارة في أيام الستينات والسبعينات فازداد عددهم وقتها، لكن الآن لا يوجد سوى طالبين فقط يدرسون في الأزهر من دولة أثيوبيا. ونوه إلى أنه حاول عمل عدد من المسابقات للطلاب الوافدين لرعايتهم وإغداقهم بالجوائز لكن لم يجد سوى أعداد لا تزيد عددهم عن صوابع اليد فلم نستطيع استكمال الفكرة ومواصلتها. وتابع: "الخطأ خطأنا منذ سياسة مبارك التي أهملت الدول الإفريقية وقطعنا العلاقات معهم، فمن المفترض زيادة الطلبة المبعوثين في الأزهر وعمل ميزانية كبيرة لهم ووضعهم في مدينة البعوث الإسلامية خاصة وأن مصاريف الطالب الواحد منهم لا تكلف المدينة سوى 12 جنيهًا". وواصل حديثه أن دور الأزهر أصبح مهمشًا ونحتاج إلى رجال أقوياء لإعادة ما كان يفعله المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الستينات من القرن الماضي.