Captain America: Civil War الفيلم ال13 فى عالم «مارفل» السينمائى، والأول فى المرحلة الثالثة من خطة «مارفل» الكبرى لأفلام الأبطال الخارقين فى السينما، لو أردنا تعريف الفيلم وتقديمه لن نبتعد كثيرًا عن هذه المعلومات، لكن الواقع وتواريخ العرض منحت أفلام الشركة الشهيرة فى صناعة فن الكوميكس بوسائطه المتعددة بعدًا آخر لا يمكن إغفاله، وهو أنه أول منافسة حقيقية بين «مارفل» والشركة العريقة والمنافس الطبيعى لها «DC» بعد أن عُرض مؤخرًا فيلم Batman v Superman: Dawn Of Justice الذى يعد التأسيس الأول لعالم الأخيرة السينمائى بعد محاولة جس نبض النجاح عام 2013 بفيلم Man Of Steel . عنوان الفيلم هو «الحرب الأهلية» لكنها ليست بين آيرون مان (روبرت داونى جونيور) وكابتن أمريكا (كريس إيفانز)، هى فى الحقيقة حرب أهلية بين قطبى صناعة الكوميكس فى العالم «مارفل» و»DC» الأولى كان لها الريادة الحقيقية فى السينما منذ عام 2008، والاخيرة التى تحاول الدخول بكل قوة وتحقيق نجاحات، فى الحرب كل شىء مباح حتى لو تخليت عن أحد ملامح هويتك الأساسية لتحظى برضى شريحة مختلفة من الجمهور.. «مارفل» تعتمد على الالوان والمعارك العنيفة والإبهار عمومًا كعامل للجذب وتفتقد للعمق الإنسانى لشخصياتها، باستثناء سبايدرمان وبانيشر باقى الشخصيات شديدة التسطيح وبعضها يخدم الدعاية مثل «كابتن أمريكا» وصراعه مع المنظمة الفاشية «هيدرا»، فى حين تفتقد «DC» الالوان والمعارك الكبرى وتتميز بالثراء الدرامى لكل الشخصيات حتى الأشرار، وهو ما تسعى مارفل بكل قوة لإضافته إلى عالمها السينمائى وهو نهج مطلوب للتطوير ولا غبار عليه، خاصه بعد ما تشبع الجمهور من الألوان المبهرة والمعارك الضخمة على مدار ثمانى سنوات. لم تعد سخرية تونى ستارك عاملا أساسيا فى الجذب، وأصبحت الرغبة لخلق خلفيات إنسانية للشخصيات ضرورة واجبة بدأت فى الظهور مع بداية المرحلة الثانية فى إنتاجهم فى الجزء الثالث من فيلم Iron Man ووصلت لأقصاها فى Avengers: Age of Ultron العام الماضى، لكن هذا البعد الانسانى لم يتم تضفيره بشكل مناسب، وبدا وكأن «مارفل» تحاول إضافته عنوة فى افلامها، حتى دون أن تكون له مرجعية فى الكوميكس الاصلية وعوالمها. قصه موت «والد» أى تونى ستارك على سبيل المثال مقحمة لا أساس لها، نسخة خالصة للعالم السينمائى وهى فى الوقت ذاته مستغلة لخلق حل سهل لسبب الشقاق الرئيسى بين كابتن أمريكا وآيرون مان، هذا بخلاف انها حبكة مستهلكة جدا لها مقابل فى "DC" وتقرب شخصية تونى ستارك/ آيرون مان من بروس وين/ باتمان فيما يتعلق بالعامل الرئيسى فى تحول الشخصية من النقيض للنقيض. لا يمكن فصل جمهور الكوميكس -مجلات مسلسلة ورسوم متحركة- عن العالم السينمائى والعكس صحيح، كلتاهما شريحتان مطلوبتان لنجاح العالم السينمائى ذى الطبيعة المختلفة كوسيط، لا يمكن أن تحظى الشخصيات المعروف تفاصيلها فى الاساس بوقت طويل فى تقديمها على الشاشة ولا اختزالها بشكل مجحف اعتمادا على معرفة المعظم بتفاصيل كل الشخصيات وأشرارهم، الحقيقة أن «مارفل» متفوقة على "DC" بمراحل فيما يتعلق بهذه التفصيلة، تحديدًا منذ بداية تأسيس عالمهم وهم يمنحون كلا الشريحتين من الجمهور الكوميكس والسينما ما يكفى بتوازن حتى مع فقر المواقف الإنسانية التى تعانى منها شخصياتهم. فيلم «الحرب الأهلية» اكبر مثال لهذا النجاح، وإذا ما قورن بفيلم "DC" الاخير الملئ بالتفاصيل الصغيرة المعتمدة على الكوميكس فى الاساس وتؤدى لأحداث مهمة لم يتم إيضاحها بالشكل الكافى خلال الفيلم، الامر الذى منح إشباعا لجمهور الكوميكس العارف بالتفاصيل فى مقابل الجمهور السينمائى الغاضب الذى شعر أنه سقط وسط الصراع فى فيلم ضاعت منه الحبكة الدرامية المميزة لأفلام "DC"، مثلًا التقديم للإصدار الثالث من شخصية سبايدرمان (توم هولاند) فى الفيلم نموذجى جدًا تجاهل تفاصيل واضحة ومعروفة للجميع إضافتها ستمثل عبئا على الفيلم المتأثر سلبًا بسبب محاولات إضفاء المسحة الإنسانية على الشخصيات، ودخل مباشرة فى صلب العلاقة بين تونى وبيتر باركر/ سبايدرمان، الأمر المطلوب تمهيدًا لفيلمى نهاية المرحلة الثالثة المعنونة ب Infinity War والمقرر عرضهم عامى 2018 و2019، مع إضافة الإخراج الجيد للمعارك نستطيع أن نقول إن إيرادات الفيلم الضخمة التى حققها على المستويين المحلى فى أمريكا والعالمى يستحقها تمامًا، وإن كان المتوقع فى القادم نجاح أكبر بعد إتقان «مارفل» للتعديلات التى أجرتها على البنية الأساسية لعالمها السينمائى، على رأسها البعد والعمق الإنسانى للشخصيات. النجاح القادم والمتوقع بقوة لن يؤثر بالضرورة على منافسهم التقليدى "DC" بل على العكس، فالجمهور هو عاشق للكوميكس فى العالمين، الأمر الذى يمنح جمهورا مضمونا للأفلام لكن الأخيرة فى المقابل تقوم بتعديلات فى عالمها السينمائى المعروف باسم DC Extended universe الذى مازال مبكرًا الحكم عليه بالفشل وتفوق «مارفل» على حسابه.