طالما أكد حارس مرمى ليستر سيتي، الدنماركي كاسبر شمايكل، أنه يود أن يصبح مثل والده الأسطورة بيتر شمايكل، الذي يعتبر واحداً من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم. وخلال الأيام الأخيرة، انتشر تسجيل مصور في بريطانيا، يظهر فيه كاسبر الطفل وهو يرتدي زي حارس مرمى مانشستر يونايتد ويلعب كرة القدم في أروقة ملعب أولد ترافورد، بينما يحتفل مع والده بأحد الألقاب الخمسة التي توج بها مع "الشياطين الحمر". والآن وعقب مرور 20 عاماً من تاريخ هذا التسجيل المصور، سار هذا الشاب على خطى والده ولامس السحاب حين رفع كأس الدوري الإنجليزي الممتاز الذي توج به فريقه ليستر سيتي هذا الموسم للمرة الأولى في تاريخ النادي. وأخيراً، أتى العمل الشاق بثماره، وتمكن كاسبر عقب طريق طويل من اللعب في فرق الناشئين والدوريات الأدنى في كرة القدم الإنجليزية، من بلوغ نجاح والده بيتر. وطالما أكد كاسبر أنه لا يرغب في أن يكون أي شيء غير نفسه، حيث أبدى دائما رغبته في كتابة تاريخه بيده، رافضا مقارنته بوالده الذي يعتبر أسطورة في عالم كرة القدم والأفضل في تاريخ مانشستر يونايتد. وبعدما قضى اطول فترة في مسيرته بصفوف مانشستر يونايتد (1991-1999) أنهى بيتر شمايكل الذي أطلق عليه لقب (الدنماركي العظيم) مشواره في خصم "الشياطين الحمر" مانشستر سيتي (2002-2003)، حيث بدأ ابنه كاسبر في فرق الناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول في 2005 قبل أن يبدأ سلسلة من الإعارات لعدة أندية اخرى من بينها كارديف الويلزي وفالكيرك الأسكتلندي. وفي ظل نجومية الدولي الإنجليزي جو هارت الذي ما زال يلعب أساسيا مع المان سيتي، ضاق الخناق على كاسبر، ومع وصول الإيرلندي شاي جيفن، رحل حارس المرمى الدنماركي عن النادي في 2009. وفي هذه اللحظة، تغيرت مسيرة كاسبر الاحترافية بمقدار 180 درجة حين قبل عرض السويدي سفين جوران إريكسون، المدير الرياضي لنادي نوتس كاونتي في دوري الدرجة الرابعة. وبعد أن بدأ نجمه يلمع في نوتس كاونتي، انتقل إلى ليدز يونايتد الذي يلعب في التشامبيون شيب ومنه إلى ناديه الحالي ليستر سيتي في 2011. وبعد أن أنهى فريقه الموسم الماضي في المركز ال14 من ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، حقق كاسبر وزملاؤه في ليستر سيتي المفاجأة الكبرى هذا الموسم على عكس كل التوقعات وتوجوا باللقب للمرة الأولى في تاريخ النادي الذي تأسس منذ 132 عاما. وفي يوم الاثنين الماضي، عقب 23 عاما بالضبط من حصول بيتر شمايكل على شرف حمل كأس البريمييرليج للمرة الأولى في مسيرته، أصبح كاسبر - وهو في نفس عمر والده آنذاك (29 عاما) -، بطل إنجلترا. وعن هذا الحدث الفريد في مسيرته، قال حارس المرمى الدنماركي تحت أنظار والده في ملعب كينج باور عقب حصوله على ميدالية الدوري ورفع كأس البريمييرليج، "هذا ما حلمت به منذ ان كنت طفلا صغيرا وأواجه صعوبة شديدة في إيجاد كلمات لوصف شعوري. هذا حلم بالنسبة لي وأصبح حقيقة".