يبدو أن "عدوى النيجاتيف"، باتت شبحًا يطارد المسئولين المقصرين في مؤسساتهم، ولم يعد قاصرًا فقط على "وزير الداخلية" بعد قرار الجمعية العمومية 4 مايو الماضي، وبات هذا "الشكل" المخيف يهدد بعض الصحفيين الرافضين لقرارات مجلس نقابة الصحفيين، للداخلية مثل نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد ومصطفى بكري وأحمد موسى وانضم إليهم سامح عاشور نقيب المحامين، بعد موقفه من الأزمة، وتم تداول صورته بالنيجاتيف من قبل بعض المحامين. وانتشر إبداع نقابة الصحفيين في خطوة تصعيدها ضد وزير الداخلية ونشر صورته بالأبيض والأسود" نيجاتيف"، وطالبوا بتوسيع دائرته، فيما رأي أخرون أن ذلك يزيد الاحتقان بين الطرفين ولابد من تشريع قانون يجرم "النيجاتيف" باعتباره سب وقذف، قبل أن تكون هناك حرب أهلية.
ويرى المحامي، عمرو عبدالهادي أن هذا "النيجاتيف" قد يكون بديلًا عن المحاكمة أو المحاسبة القانونية لصاحبه بشكل مؤقت، في ظل صعوبة المحاكمات القضائية العادلة في بعض الدول.
وأيد عبدالهادي في تصريح خاص ل"الفجر" تطبيق هذا الشكل رغم صعوبته على الفاسدين؛ لأن الفساد يحتاج حكم قضائي وهذا ممنوع في زمن لا يحاكم رجال فساد "مبارك".
وتابع: "أن هذا قد يوقع الصحف في مشكله قانونية مع الفسدة بينما بالنسبة للسياسيين والأمنجية سيكون أسهل للصحفيين تناولها".
على الجانب الآخر رفض سياسيون وقانونيون تطبيقه على أي "شخص" بل وطالبوا بإصدار قوانين تدرجه تحت بند "السب والقذف"، محذرين من أن أنتشاره قد يؤدي لما يشبه الحرب الأهلية.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية إن القانون والدستور يكفل الحق بحرية التعبير عن الرأي مهما اختلفت الأفكار والاتجاهات، مادام لم يحرض على عنف و فتنة طائفية. وأضاف ربيع في تصريح صحفي أن ظاهرة "النيجاتيف" جاءت لتقليد قرارات مجلس نقابة الصحفيين إثر الأزمة الاخيرة دو أدنى استفادة أو جدوى منها، بل تزيد من حالة الإحتقان بين الإطراف ويجعل من الصعب التقارب من وجهات النظر . سعيد اللاوندي، المحلل سياسي، حذر من الانجراف وراء الظاهرة الجديدة وليدة أزمة اقتحام نقابة الصحفيين، بتظليل صور المعارضين في الرأي باللونين الأبيض والأسود "نيجاتيف"، وقال إنها موجة جديدة من الاحتقان التي من الممكن أن تؤدي إلى نشوب حرب أهلية بين المواطنين. وطالب اللاوندي البرلمان، بسرعة إصدار تشريعات رادعة وإدراج مثل تلك الافعال تحت بند السب والقذف للحد من الظاهرة، حتي لا تكون نهج جديد للأحتقان بين أطراف المجتمع . وبدوره وصف إبراهيم عمران عضو مجلس النقابة العامة للمحامين، "نيجاتيف" سامح عاشور ب"التقليد الأعمى" وبالفرقعة الإعلامية التي لا تليق بالمحامين، وتساءل عن السر وراء تصدير مشكلة الصحفيين لنقابتهم، بإعتباره إهانة وجرم في حق النقابة ورمزها. وأكد عمران أن المحامين بعيدة تماما عن أزمة الصحفيين مع الداخلية، والتصعيد ضد نقيب المحامين غير مبرر. كانت الجمعية العمومية للصحفيين المصريين قررت الأربعاء الماضي في اجتماعها نشر صورة وزير الداخلية "نيجاتيف"، مع منع نشر اسمه، وصولًا لمنع نشر أخبار وزارة الداخلية نهائيًا، إذا لم تتم إقالته على خلفية قيام قوات الأمن باقتحام النقابة بالمخالفة لبنود الدستور.