"أسود رصاصي وأبيض.. ألوان تدل على الغضب.. ملامح مخيفة وأعين تشع منها البياض تخرج منها نظرات الشر" وصف دقيق لصورة وزير الداخلية "النيجاتيف" التى أعلنت الجماعة الصحفية محاربته بعد قرار أجمع عليه رؤساء تحرير الصحف "القومية والحزبية والخاصة" بعدم ذكر اسمه وتحويل صورته فى جميع الأخبار فى المواقع الإلكترونية والصحف إلى صورة سالبة غير ملونة لعقاب الوزير على واقعة اقتحام "قلعة الحريات" فى محاولة لقصف القلم الحر الذي دافع عنه الآلاف الصحفيين فى جمعيتهم العمومية الطارئة. ولأول مرة فى تاريخ الصحافة المصرية ووزراء مصر جميعهم أن ينشر للوزير صورة "نيجاتيف" على صفحات الجرائد فمنذ نشأة نقابة الصحفيين قبل 75 عامًا لم تتخذ النقابة قرارًا بتحويل صورة لشخصية مهمة إلى تلك الحالة ولكن نتيجة الغضب العارم من قيام وزير الداخلية بأوامر باقتحام نقابة الصحفيين للقبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا الصحفيين ببوابة يناير دون إذن مسبق أو قرار من أعضاء مجلس النقابة ونقيب الصحفيين يحيى قلاش. وزير الداخلية الحالى يعد الوزير رقم 34 فى تاريخ الوزارة منذ تأسيسها فى 1805 ووزراء الداخلية المتعاقبين على الوزارة وتولى حقيبتها لم يقوموا بعملية اقتحام مقر النقابة أو الاعتداء على الصحفيين بشكل كبير خلال تغطيتهم للتظاهرات والأحداث مثلما حدث فى عهد وزير الداخلية الحالى فبعد احتدام المعركة ولأول مرة فى التاريخ وصل القرار بمنع نشر أسم الوزير وتحويل صورته والمطالبة على رأس ذلك بإقالته من منصبه واعتذار رسمى من الرئيس عبد الفتاح السيسى عما بدر منه. ويعد تغيير صورة الوزير وتحويلها إلى صورة نيجاتيف معانى كبرى فهو دليل واضح على رفض الجماعة الصحفية استمرار الوزير فى منصبه ولم يهدأ لهم بال إلا بإقالته وهو ما أكدته الجمعية العمومية الطارئة للصحفيين خاصة بعد تصاعد الأزمة بين الطرفين وصلت لحد اتهام نقيب الصحفيين بأنه تستر على مجرمين داخل مقر النقابة وأنه كان على علم بذلك على الرغم من نفى قلاش لتلك التصريحات جملة وتفصيلًا. لم يكن قرار الهجوم على وزارة الداخلية من جانب الجماعة الصحفية فقط لمسألة اقتحامها وإنما لتعامل الوزارة مع الصحفيين خلال الأحداث الماضية والحصار الذى فرضته الشرطة على النقابة وإغلاق محيطها فى وجه صحفييها خلال الأسابيع القليلة الماضية بالإضافة إلى القبض على كثير من الصحفيين خلال تأدية عملهم فى تغطية الأحداث سواء المؤيدة أو المعارضة للنظام وكان اقتحام النقابة بمثابة القشة التى جعلت الصحف تنتفض وتقرر تحويل "الوزير إلى نيجاتيف". وعبر عدد من الصحفيين عن انتصارهم الحقيقي فى إقالة وزير الداخلية ضمنيًا بعد أن حولوه إلى ما أطلق عليه "الصورة العفريتة" وهو مصطلح يطلقه العاملون فى أقسام الطباعة والتصوير الصحفى على الصورة التى تخرج بشكل نيجاتيف ليتم طباعتها فيما بعد بشكل طبيعي.