بات الجميع يعلم مدى عشق الفنان الراحل وائل نور، لمحافظة الإسكندرية وخاصة منطقة العجمي التي كان يقضي فيها الكثير من أيامه في هدوء بعيداً عن ضجيج القاهرة، حتى أصبحت العجمي جزءاً من تكوينه الفني حيث أنه كان يحرص على أخذ قرار المشاركة في أي عمل فني من شارع 8 ببيانكي، البيطاش، بمنطقة العجمي في الإسكندرية، حيث الشاليه المذكور، وكان يقوم بمذاكرة مشاهده إذا ما أخذ قرار المشاركة في عمل فني مع الحرص على نيل قسط من الراحة والإستجمام. والذي يعرفه البعض أن وائل نور، انقطع عن الذهاب إلى العجمي منذ عام 2005 والأمور واضحة لأنه كان منقطع عن المشاركة في أعمال فنية خلال هذه الفترة وحتى العام 2012، ناهيك عن التدهور الذي حدث في منطقة العجمي، ففر منها مثل بعض الفنانين، ثم عاد نور، من جديد بعد 7 سنوات وأصبح يتواجد بشكل مستمر وكون صداقات عديدة وارتبط بجيرانه فأصبح جزء من شارع 8 ببيانكي وقبل وفاة وائل نور، الذي وقع في مساء يوم الإثنين الماضي، كان متواجدا هناك ورصدنا لكم تفاصيل آخر 4 أيام في حياته التي كانت ممتلئة بالتطورت، حيث تشاجر مع حارس الشاليه الخاص به، كما أنه غير اللوك الخاص به فاستغنى عن لوك "ديل الحصان" الذي تواجد به كثيراً في الفترة الأخيرة وشهد ظهوره في فيلمه السينمائي الأخير "الليلة الكبيرة" فقام بتقصير شعره، علي يد مصفف شعر يتردد عليه بالإسكندرية، وكان آخر من رآهم من زملائه الفنانيين كان الفنان القدير صلاح عبد الله، الذي تحدث أيضاً عن تفاصيل اللقاء. ظهر وائل نور، في العجمي يوم الخميس 26 إبريل، بعد أن هرب من زحام القاهرة إلى هدوء الإسكندرية في هذا التوقيت لأمرين الأول هو أنه يقوم بتصوير مسلسله الجديد "شقة فيصل" مع المخرجة شيرين عادل، ولديه بعض المشاهد التي لم ينته من تصويرها بعد ففضل أن يذاكر بقية المشاهد في هدوء العجمي، وهذا ما أكده الكوافير الخاص به وأحد المقربين له هناك ويدعى أحمد عبد المقصود، والأمر الثاني الذي أكده أحمد أن نور يجري تجديدات وإصلاحات على الشاليه الخاص به هناك والذي يمتلكه منذ أكثر من 20 عام فكان يسافر إلى القاهرة ويعود بعد أيام لمتابعة العمال والصنايعية ومهندس الديكور الذين يعملون على تجديدات الشاليه. ونذكر هنا أنه حينما قرر وائل نور أن يشتري هذا الشاليه فضل أن يكون على البحر مباشرة واعتاد المترددون على شواطيء بيانكي أن يشاهدوا الفنان الكوميدي جالساً على رمال البحر الساحرة مع أسرته وأصدقائه وفي فصلي الشتاء والربيع يكون بمفرده وعادة ما كان لديه أمر ما أو سيناريو يريد أن ينجزه. وفي يوم الجمعة 27 أجرى نور مكالمة هاتفية مع أحمد عبد المقصود مصفف الشعر بشارع البيطاش وقال له: "عاوز أجيلك لحلاقة شعري وذقني، لإن عندي إجتماع مهم في وسط البلد بالإسكندرية وأثناء المكالمة هنأه أحمد بعيد ميلاده الذي كان قبلها بأسبوع وبالفعل وصل وائل نور، لمصفف الشعر في الثامنة مساء السبت. وأثناء تواجد وائل نور في المحل كان هناك شخص آخر عليه الدور في الحلاقة فاستأذن منه وائل أن يحلق قبله لأنه متأخر عن موعده واستأذن الرجل بشكل راقي مما جعله يوافق على ترك دوره ويقول أحمد: "حلقت له ذقنه وصففت شعره وأدى لي واجب العزاء في وفاة والدتي التي غادرت دنيانا قبلها بعشرة أيام، وكان وائل منذ ستة أشهر قد ترك شعره كبيراً وكان على شكل "ديل حصان" فغيرت له اللوك وجعلت شعره قصيراً". وعن علاقته بالفنان الراحل قال: "تربطني به علاقة صداقة منذ ست سنوات حيث كان يسير في الشارع على قدميه فسلمنا عليه ورحبنا به كأي فنان يأتي إلى العجمي ودخل المحل وقال عاوز أحلق شعري فارتاح للمحل وطريقة العمل فأصبح يتردد علينا بإستمرار وشكلنا علاقة قوية بيننا". ويقول يوسف شعبان العوضي: "الحلاق الآخر في نفس المحل اتصلت بالفنان الكوميدي وعزمته على الغذاء وجهزنا له أكلة سردين يوم السبت وجاء وائل نور إلى المحل حيث تربطني به صداقة منذ خمس سنوات وتعودنا أن نأكل سويا وكان يطلب مني أكل الأسماك ويقول لي: لما يكون في أكلة سمك حلوة بلغني أجيلكم وكان من كثرة تجمعنا كنت أضع له الطعام في فمه، وكان معجبا بصنية السردين على الطريقة الإسكندراني وذات مرة أعجبه خاتم فضة له فص أسود كنت أرتديه فقمت بإهدائه له وظل يضعه في إصبعه فترة طويلة وظهر به في مسرحيته الأخيرة "الغابة المسحورة". وفي يوم السبت بعد الغذاء عاد نور إلى الشاليه الخاص به وكان يقرأ بقية سيناريو مسلسل "شقة فيصل" وهنا يقول أحد جيرانه كنت أمر من أمام الشاليه فوجدت وائل يتحدث مع حارس الشاليه بصوت عال وهو منفعل جداً وهذا لم نعتد عليه منه وتدخل أحد الجيران القريبين منه لتهدئته ومعرفة أسباب إنفعاله واتضح أن هناك بعض الأشياء فقدت من الشاليه نتيجة إهمال الحارس في متابعته لأعمال التجديدات في الشاليه فانزعج وائل وألقى باللوم على الحارس لكن تدخل الجيران أنهى المشاداة الكلامية. ومساء يوم الأحد وهو اليوم السابق لوفاته اصطحبه أحد الأصدقاء لتناول العشاء في مطعم أندريا بمنطقة شهر العسل وكان بصحبتهما بعض الأصدقاء الذين شاهدوهم في المطعم ووجدوا نور في منتهى السعادة حيث كانت الجلسة كوميدية ومليئة بالهزار والمزح وكان وائل يلقي الإفيهات الكوميدية على أصدقائه واستمرت السهرة حتى صباح الإثنين أي قبل وفاته بساعات واتجه وائل بسيارته إلى الشاليه الخاص به في شارع 8 ببيانكي. بعدها بساعات قليلة إكتشف أحد العاملين وفاة وائل نور، حيث كسروا الباب ووجدوه ملقي على الأرض وتحولت منطقة بيانكي إلى حالة من الحزن على رحيل الولد الشقي فوصل عدد من الفنانيين منهم أشرف زكي وتحول المكان إلى موقف لسيارات أصدقاء الفنان الراحل. ومن المعروف أن وائل كان يتردد كثيراً على شارع شهر العسل وشاطيء درويش منذ فترات طويلة وخاصة في فصل الصيف فكان يسهر مع فاروق الفيشاوي ومدحت صالح الذي يمتلك فيلا في شاطئ درويش بشهر العسل ومن أصدقائه الذين كانوا يتواجدون معه دائماً أحمد سلامة والراحلين عبدالله محمود وسامي العدل.