«حى بيانكي» شاطئ الصفوة منذ مطلع الخمسينيات بمنطقة العجمى بغرب الإسكندرية، يجمع أهل الفن ورجال الأعمال والساسة والأثرياء والأجانب، مثال الرقي والرفاهية.. جار عليه الزمن! فبعد منظر الفيلات الرائعة والأشجار والورود ونسمات الهواء التي تحيط بمن يمر بها.. تحول هذا الحى الراقي إلي غابة خرسانية من الأبراج السكنية المخالفة والتي بنيت في حرم شاطئ البحر بالمخالفة للقانون واللوائح تحت سمع وبصر المسئولين بحي العجمى والجهاز التنفيذي لمحافظة الإسكندرية، وذلك بعد أن تم هدم الفيلات بالطرق المخالفة. من قبل مافيا البناء المخالف من المقاولين. وجاروا علي الشوارع الرئيسية بها، والفيلات المجاورة لمواقع البناء، كل هذا في غيبة القانون الذي يقف عاجزاً أمام سطوة المافيا والبلطجية!! كما رفعت جمعية قاطني الفردوس الراية البيضاء، بعد أن تجاهلت الأجهزة التنفيذية المشكلة بحجة عدم استعداد الأمن لتنفيذ القرارات أو أن هناك أشياء أهم.. «الوفد» تدق ناقوس الخطر!! يقول اللواء علي البنان: إن العجمي كان من أجل شواطئ البحر المتوسط، وكان شاطئ بيانكى الذي سمى باسم مصممه ومنشئه أجمل الشواطئ مصممًا بشوارع موازية وشوارع متقاطعة بالأرقام، كما يحدث الآن بنيويورك بالولايات المتحدة وبدأ العبث في بداية السبعينيات، وحددت الارتفاعات بأربعة طوابق زاد بعد ذلك بتحديد الارتفاعات إلى 6 طوابق وبسرعة مذهلة وفي وقت قياسي منذ اندلاع الثورة وغياب الأمن وصلت الارتفاعات إلي 14 طابقاً، والأدهى أنها قامت في حرم البحر بطريقة لا يقبلها عقل أو ضمير، بعد أن أصبح قانون الغابة ومبدأ القوة والاستعفاء هو قانون اليوم، والعضلات والصوت العالى هي القوة بدلاً من القانون وهذا أسوأ ما يحدث. كما أشار على السمان، موظف من سكان حي العجمى، إلي قيام عدد من المقاولين بهدم أكثر من 70 فيلا بشاطئ بيانكي بالعجمي والتي تعرف بمنطقة الفيلات، وقاموا ببناء عدد من العمارات شاهقة الارتفاع في أعقاب ثورة يناير. وأضاف مصطفي العسال، طالب، أن شوارع الجمعية والسلام وورشة البلاط ورضوان بالهانوفيل شهدت قيام عدد من مافيا البناء المخالف بهدم عدد كبير من الفيلات وبناء أبراج سكنية شاهقة بالمخالفة للقانون، كما شهدت شوارع «شهر العسل ومنطقة بيانكي وشارع الحنفية بمنطقة البيطاش» أعمال هدم وبناء كبيرة. ويضيف المستشار سامي زيدان: إن الطرق التقليدية للإزالة أصبحت بدون جدوى ولن تعود بالفائدة علي المجتمع أو الدولة، حيث لا يستطيع الحي إزالتها حالياً بسبب ضغط القوى الأمنية، مطالباً بخروج حملة من الحي والشرطة للإزالة. كما يقول المهندس علي سلام إن انتشار المبانى بهذه الطريقة أدى إلي ارتفاع جنونى في أسعار الأسمنت والحديد وباقى مواد البناء، فيما استغل المقاولون هذه الأزمة ورفعوا أجر عمال البناء، خاصة أن المستفيد الوحيد من تلك المخالفات التي تهدد أمن وسلامة المواطنين هم مقاولو البناء المخالف. ويضيف اللواء محمد على حسين، إن هناك مخالفات رصدتها جمعية قاطني الفردوس تمثلت في هدم الفيلات والبناء بدون ترخيص، إضافة إلى الجور علي حقوق الغير في الارتفاعات الجنونية التي وصلت إلى 17 دوراً، مع العلم أن قانون الجمعية يحافظ علي الارتفاعات بعدم تجاوز الأربعة أدوار، لكن الأمر أصبح مخيفاً وينذر بالخطر الجارف، إلا أن التعديات ببيانكى العجمى وصلت مداها، واستباحت فئة ضالة الفيلات وأراضى الغير وتم بناؤها في غياب مسئولي الدولة.