أكد رئيس مشروع «نبراس» أن المملكة تعاني من حملتين عظيمتين من أعدائها في الداخل والخارج، متمثلتين في الإرهاب، ومافيات المخدرات. جاء ذلك في الملتقى الأمني لمنسوبي الأمن العام، الذي نظمته الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ممثلة في المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) أمس (الإثنين). وقال رئيس مجلس إدارة مشروع «نبراس» عبدالإله الشريف، في كلمة له، إن المملكة وما تمثله من مكانة مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأيضاً لدورها الكبير على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، أصبحت مستهدفة بموجات الإرهاب التي تموج بها كثير من بقاع العالم، مؤكداً أن المملكة عانت من تلك العمليات الإرهابية الغاشمة التي روعت الآمنين وسفكت فيها الدماء المعصومة. ولفت الشريف إلى أن للمملكة جهوداً جبارة لمحاربة هذا الفكر المنحرف الدخيل الذي يغذيه أصحاب الهوى والنفوس المريضة، «سجل رجال الأمن إنجازات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية وإفشال الكثير من العمليات الإرهابية، ما جعل مملكتنا مثالاً يحتذى به في حربها ضد الإرهاب». وأفاد بأن المملكة إلى جانب هذه الحرب، تتعرض لحرب أخرى من عصابات مافيا المخدرات، «الذين يحاولون النيل من عقيدتنا وديننا وتدمير عقول شبابنا الذين هم سواعد وأمل هذه البلاد، فإن كان الإرهاب يهدد حق الإنسان في الحياة بلا ذنب جناه، فالمخدرات تسلب المعنى الحقيقي للحياة، فهي تدمر العقل وتقتل الطموح وتطمس كل المعاني الإنسانية النبيلة، فكلاهما قاتل ومدمر». وأبان أن الأجهزة الأمنية والجمركية حققت نجاحات كبيرة ومستمرة في إحباط عمليات تهريب المخدرات، وضبط كميات كبيرة منها، مضيفاً أن التوجيهات من القيادة قضت بأن تتولى اللجنة ومديرية الأمن العام والمديرية العامة لمكافحة المخدرات وشركة «سابك» وعدد من الجهات الحكومية تنفيذ المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، الذي يشمل ثمانية برامج حيوية، يتم تطبيقها في مناطق ومحافظات ومراكز المملكة كافة. وأوضح رئيس مشروع «نبراس» أن هذا التعاون والشراكة الأمنية الوقائية مع الأمن العام بفروعه المنتشرة في كل بقعة من هذا الوطن سيكون رافداً من روافد النجاح لأداء رسالة مشروع «نبراس» في مواجهة مكافحة المخدرات ووقاية المجتمع من أضرارها. من جانبه، أكد المدير العام للإدارة العامة لمكافحة المخدرات أحمد الزهراني، اعتزاز المديرية العامة لمكافحة المخدرات بشراكتها المميزة مع مديرية الأمن العام، أحد القطاعات الأمنية الكبرى في وطننا في ظل التكامل الأمني بين القطاعات الأمنية، مشيراً إلى أن «المملكة مستهدفة في دينها وعقيدتها ومقدراتها، وأعداء الوطن لا يدخرون جهداً في جر أبنائه إلى مستنقعات الشرور من جرائم الإرهاب والمخدرات». وتابع الزهراني: «هذا الاستهداف وقفت له المملكة بكل صلابة، للتصدي لهذه الآفة وارتكزت جهودها على محورين رئيسين هما: المحور الأمني، إذ تخوض أجهزة الدولة المختلفة حرباً ضروساً ضد عصابات التهريب والترويج في سبيل التصدي لآفة المخدرات، الأمر الذي أسهم في خفض العرض للمخدرات والمؤثرات العقلية، والمحور الثاني الوقائي، إذ تسعى أجهزة الدولة لتحقيق خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، بتنفيذ عدد من البرامج الوقائية والتوعوية، التي ينتظم عقدها تحت مظلة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات نبراس». إثر ذلك، ألقى مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج، خلال الحفلة كلمة، قال فيها إن الملتقى جاء «لنتكاتف وتتحد جهودنا لمكافحة إحدى وأهم ظواهر الخطر القائم المنظم، الذي دهم كل دول ومجتمعات العالم، من دون استثناء، إنه شر المخدرات».