انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الدولي الذي تعقده "منظمة المرأة العربية" على مدار ثلاثة أيام حول "قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل"، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمفوضية العليا لشئون اللاجئين، وهيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وذلك بحضور عدد من الوزراء العرب والخبراء وكوكبة من الشخصيات العامة السياسية والفنية والإعلامية والثقافية. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بعرض فيلم وثائقي عن واقع اللاجئات، ثم رسالة متلفزة من الدكتور، فاروق الباز، وصف ما يحدث في بعض مناطق العالم العربي بالمأساوي وخاصة النساء والأطفال، وثمن جهود "منظمة المرأة العربية" من خلال التعريف بواقع قضايا اللجوء بشكل عام ووواقع المرأة اللاجئة بشكل خاص والأعباء المكثفة التي تتحملها، وأبدى إستعداده الدائم للمساعدة في هذا الاطار. ثم ألقت السفيرة مرفت تلاوي كلمة رحبت فيها بالحضور، وأشارت إلى أهمية المؤتمرالذي يطرح قضية بالغة الحساسية والأهمية، هي أزمة اللجوء والنزوح التي تمثل أكبرمأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وأشارت إلى المستجدات الدرامية والدموية في حلب لتضيف مزيدًا من الألم إلى الصورة الكلية للنزاعات الناشبة في المنطقة العربية وتبعاتها. وأكدت على ضرورة الخروج من وصف الأزمة وبشاعتها إلى مرحلة إيجاد حلول ملموسة تخلق واقعا جديدا على الأرض. وفي سياق متصل تطرق، الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى أن الهدف من المؤتمر هو تسليط الضوء على عمق المأساة الانسانية غير المسبوقة في الوطن العربي، وأن النزاعات المسلحة أصبحت تشكل السبب الرئيسي لمآسي الانسان أكثر من قساوة بعض العوامل البيئية، وأن العالم بحاجة إلى عشرين مليار دولار لإنقاد حوالي 750 مليون شخص في 37 دولة، ويجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار ملزم بوقف إطلاق النار في سوريا، وكل مناطق النزاع. وتحدث محمد الناصري مدير المكتب الإقليمي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، عن تزايد نسبة الأسر السورية اللاجئة التي تعولها إمرأة في الدول العربية، والتي حددتها آخر الإحصائيات بنحو الربع من جميع الأسر السورية بالأردن ولبنان ومصر، وأشار إلى تزايد العنف الأسري والعنف الجنسي والاضطراد المفزع في نسبة زواج القاصرات في مجتمع اللاجئين. وعلى هامش المؤتمر أيضًا، تقوم "منظمة المرأة العربية" بحملة إنسانية تجمع من خلالها تبرعات لدعم اللاجئين في المنطقة العربية، وتم فتح حساب للتبرع، بهدف تمويل مشروعات تخدم اللاجئين في مخيمات لجوءههم، كما تقيم معرضًا فنيا للصور الفوتوغرافية والأفلام التسجيلية يجسد قصص حياتهم ومعاناتهم في مخيمات اللجوء في محاولة لايصال صوتهم إلى المجتمع الدولي من خلال الصور والأفلام التسجيلية، حيث أرسلت المنظمة مؤخرًا فريق عمل فني متخصص إلى مخيمات اللاجئين في الأردن للعمل على إلتقاط وتسجيل ومعايشة المواقف اليومية التي يمر به اللاجيء العربي.