أساتذة علم النفس عن حرب "النواب" ضد "أبلة فاهيتا": "مخهم صغير"

فرويز: صراع البرلمان و«فاهيتا» فكري وحضاري بين ثورتين
مذيد: ممارسات «النواب» ضد «فاهيتا» استنساخ لممارسات الإخوان ضد باسم يوسم
الضبع: النواب يروا أنفسهم «ولا حاجة» وأي نقد يؤثر فيهم
حالة من الغضب شهدها مجلس النواب، بعد سخرية الدُمية «أبلة فاهيتا» خلال برنامجها «من الدوبلكس» من أعضاء المجلس، حيث وصفتهم بالعاهات وتفننت في حصر أخطاء المجلس، حتى وصل الأمر إلى توجيه الاتهامات لها وتقديم بيان عاجل للمجلس ضد البرنامج والمطالبة بمحاسبة القائمين عليه.
وحول صراع «النواب» و«أبلة فاهيتا» بسبب سخريتها من أدائهم، قامت «الفجر» بدورها باستطلاع آراء عدد من خبراء علم النفس، لتحليل موقف النواب، والذين بدورهم أكدوا أن موقفهم لا داعي له وأنهم لا يرحبون بتوجيه النقد لهم، خاصة في ظل عدم ثقتهم بأنفسهم وبدورهم.
صراع فكري وحضاري
رأى جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن أعضاء مجلس النواب لا يحق لهم التدخل أو التعليق على أي وسيلة إعلامية وبخاصة إن كانت «ساخرة»، مشيرًا إلى أن برنامج «أبلة فاهيتا» ساخر ناقد وله الحق أن ينتقد المجلس، بالإضافة إلى أنه على المجلس أن يصلح من أخطائه وعيوبه.
وأضاف فرويز، أن وسائل الإعلام من حقها أن تنتقد أي شخص بدءً من رئيس الجمهورية، إلى مجلس النواب، وإذا كان هناك أخطاء فيما يقدم من انتقادات فعلى المجلس أن يصلح من نفسه.
وأوضح أن ما يحدث يمثل صراعًا فكريًا وحضاريًا بين ما قبل ثورة 30 يونيو وما بعدها، مشيرًا إلى أن أعضاء البرلمان يعتقدون أنهم يمثلون برلمانات ما قبل 2010 حيث «الحزب الوطني»، في حين أن أبلة فاهيتا تنظر للبرلمان بعد 2010 وبالتالي يخلص ذلك نوع من الصراع سيظل قائم حتى تتغير الأفكار .
البرلمان «اتقمص»
وقال محمد مذيد، استشاري الطب النفسي، إن المصريين بشكل خاص والمجتمع الشرقي بشكل عام، عادة ما لا يحتملون السخرية، مشيرًا إلى ما يسمى ب«السلف المقدس» وهو الدين والجنس والسياسة، والذين يُمنع الحديث عنهم.
وأوضح مذيد، أن علم النفس به ما يسمى بسيكولوجية النكت أو الهفوات، والتي يعبر فيها الإنسان عن كل ما لا يستطيع التعبير عنه، مضيفًا أن الإنسان الغير قادر على التعبير عن مشاكله السياسية يتجه للتعبير عنها في شكل سخرية أو نقد سواء نكته أو برنامج توك شو، مشيرًا إلى برنامج الإعلامي «باسم يوسف» الذي لم يتحمله الإخوان وهو ما يمارس أيضًا مع برنامج أبلة فاهيتا.
ورأى أن الدولة تنظر إلى هذا النوع من البرامج على أنها لا يجب أن تتجرأ أو تنتقد بالرغم من أنها تناقش قضايا هامة، مشيرًا إلى أنها لذلك تلقى ترحيبًا من المصريين، ولكن لا يجد ذلك الترحيب من النظام، متابعًا: «البرلمان جزء من الحكومة ولا يمثل الشعب لأنه لو بيمثله مكنش اتقمص وزعل لما انتقدته أبله فاهيتا»- حسب قوله.
موقف يدل على عدم الثقة بالنفس
وعبر ماهر الضبع، دكتور علم النفس بالجامعة الأمريكية، عن استيائه من موقف النواب من برنامج فاهيتا الساخر، واصفهم ب«أصحاب المخ الصغير»، ومشيرًا إلى أن أعضاء مجلس النواب ينظرون إلى مكانتهم وكرامتهم بالإضافة إلى اهتزاز صورتهم أمام العالم بسبب نكتة أو تعليق كوميدي عليهم.
وأكد الضبع، أن موقف أعضاء مجلس النواب يدل على عدم وجود ثقة لديهم في أنفسهم أو عدم شعورهم بقيمتهم، ولديهم حساسية مفرطة لأي شخص يوجه لهم النقد.
وأضاف: «النواب لا يتمتعون بقدر كبير من الثقة بالنفس والشعور بالقيمة وأن لهم دور في إصلاح المجتمع, وأن الغالبية العظمى من المصريين يجدوا فيهم الأمل وأنه مجلس قادر على الإنجاز والإصلاح»، لافتًا إلى أن لديهم مشكلة كبيرة وهو أنهم يروا أنفسهم «ولا حاجة» وبالتالي أي ينقد سيؤثر فيهم .