استمرارا لمسلسل الإهمال الذي يجوب معالم و منشآت الدولة.. نجد أنه وبرغم من رغبتنا في التطور الحضاري وتنشيط السياحة، معالم تاريخية لم تنل من ذلك الاهتمام إلا من خلال قرارات وهمية ووعود باهتة بالتطوير.. و على رأس تلك المعالم« كابريتاج حلوان» الذي اشتهر في مرحلة الستينيات كأكبر مركز علاجي بالمياه الكبريتية في مصر و الدول المجاورة. تاريخ المكان يرجع تاريخ بناء «كابريتاج حلوان» إلى عام 1849 عندما أصدر الخديوي عباس حلمي الأول أمرًا ببناء أول حمام للاستشفاء بالمياه الكبريتية في الشرق الأوسط، و بعدها أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني امرًا بتطوير ذلك الحمام ليتم افتتاح كابريتاج حلوان لأول مرة عام 1889، وتم إنشائه على أسس صحية حتى أصبح مزارًا للسياح من كل صوب ومشفى للوافدين من جميع أنحاء العالم، و بدأت أهميته كمركز علاجي تلفت الانتباه فتم الحاق كازينو شهير بنفس الإسم، و أصبح «كازينو الكابريتاج» من أشهر الأماكن الترفيهية في مصر حيث كان يرتاده أشهر المواطنين في مصر و العالم. لكن ذلك الوضع لم يستمر كثيرا فلم يعد كابريتاج حلوان المكان الجميل الذي كان يشهد تصوير أجمل الأفلام في الزمن الجميل، بل تحول إلى منطقة عشوائية، وتم إغلاقه و أصابه الإهمال. مأوى للثعابين ومدمني المخدرات و عند سؤال بعض من سكان حلوان عن رضاهم عن مدى الإهمال الذي وصل له الكابريتاج، أبدوا غضبهم الشديد تجاه تحويله إلى «خرابة»، فقد أبدى أحمد علي، من أحد المتضررين من إهمال المكان غضبه عما يحدث قائلا : «أنا أعمل في ملهى (الهابي داي) المهمل هو أيضا بجوار مبنى الكابريتاج حلوان.. أصبح مأوى للثعابين قبل أن يكون مأوى لمدمني المخدرات و ممارسي الرذيلة.. فأرض الكابريتاج الذي خطا عليه ملوك ورؤساء ووزراء العالم امتلأت بحقن المخدرات و سجائر الحشيش». استياء أهالي المنطقة أما عم أحمد، أحد ساكني حلوان منذ ما يقرب من الستين عاما قال: «كابريتاج حلوان كان فخرًا لأبنائها وكان معلم أثري للمنطقة وأهمل بسبب تقاعس رؤساء الأحياء عن الاهتمام به. و أعرب عادل عبدالخالق، أحد ساكني حلوان عن استيائه قائلا: «أتحدى أي مسؤول أن يأتي و يرى ما لحق بذلك المعلم الأثري و يكون راضيا عنه». تحول حلوان إلى منطقة عشوائية أما منصور محمدي، كاتب صحفي، ابدا حزنه الشديد لما حدث في مدينة حلوان بأسرها قائلا: «حلوان كانت مليئة بالكثير من المعالم السياحية على رأسها ركن فاروق والحديقة اليابانية ومتحف الشمع كمتحف عالمي يحتوي على تاريخ مصر كله و عين حلوان الشهيرة والكاربيتاج الذي تم تصوير به العديد من الأفلام الشهيرة أشهرها فيلم (صاحب الجلالة)، حيث تم ذكر اسم الكاربيتاج فيه أكثر من مرة.. والآن اندثرت كل هذه المعالم لتتحول مدينة حلوان من مشفى شهير ومدينة سياحية إلى منطقة عشوائية مصابة بالإهمال».