تحل اليوم الذكرى ال41 على لبداية الحرب الأهلية في لبنان، والتي استمرت إلى ما يقرب من 15 عاماً و7 أشهر، لتوقع أكثر من 150 ألف قتيل، وأكثر من20 ألف مفقود، وتشريد مئات الآلاف من اللبنانيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، واشتركت فيها عدة جوانب أبرزها الجانب الفلسطيني والسوري والإسرائيلي، وتعود جذور تلك الحرب إلى الصراعات والتنازلات السياسية في فترة الانتداب الفرنسي على لبنانوسوريا. وفي هذا السياق ترصد "الفجر"، تفاصيل الحرب الأهلية في لبنان بداية الحرب تُعتبر أزمة 1958 بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب الأهلية في لبنان، ومن ثم بدأ التصادم المسلح بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية في عام 1973، وظهور حلف ماروني في مواجهة المقاومة الفلسطينية وتكوين مليشيات ورفض لبنان لقرارات مؤتمر القمة العربية في شأن الفلسطينين. واندلعت الحرب الأهلية في لبنان، في 13 أبريل 1975، حيث كان هناك محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الماروني بيار الجميّل قام بها مسلّحون وأدى إلى مقتل مرافقه جوزيف أبو عاصي، أنطوان ميشال الحسيني، ورداً على هذه الحادثة حصلت حادثة "عين الرمانة" التي هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية وكان يتواجد فيها ركاب فلسطينيينولبنانيين مما أدى إلى مصرع 27 شخص. أطراف الحرب لم تكن أطراف الصراع في لبنان متمايزة تماماً، ولكن من أطراف الصراع كان الجيش اللبناني، القوات اللبنانية، حزب الكتائب اللبنانية، حزب الوطنيين الأحرار، منظمة التحرير الفلسطينية، إسرائيل، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الحركة الوطنية اللبنانية، حركة أمل، حزب الله ، الحزب التقدمي الاشتراكي. كما لعبت مجموعة من الطوائف دوراً هاماً في تلك الحرب، المسلمون والسنة والشيعة والدروز والموارنة والفلسطينيون. الصراع الطائفي ب "لبنان" في عام 1975، خرجت اضطرابات مختلفة في لبنان كان أخطرها مظاهرة الصيادين في صيدا، والتي أدت إلى مقتل معروف سعد، وحدثت العديد من المناوشات بين المسيحيين والفلسطينيين في مناطق مخيم تل الزعتر والكحالة في ذات الوقت، كما قام الفلسطينيين بالعديد من الأعمال الفدائية ضد إسرائيل مما جعل العالم يعتبر لبنان مرتعاً للإرهابيين. وعقب قيام مجهولون بمحاولة اغتيال بيار الجميّل رئيس حزب الكتائب، ردت ميليشيات حزب الكتائب على محاولة الاغتيال بالتعرض لحافلة كانت تقل أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مما أدى إلى مقتل 27 فلسطينياً، وسميت الحادثة ب "البوسطة" والتي كانت بمثابة الشرارة لبدء القتال في كل أنحاء البلاد، حيث أنه بانتشار الخبر اندلعت العديد من الاشتباكات بين الميليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة. وفي 6 ديسمبر 1975، عُثر على أربعة جثامين لأعضاء من حزب الكتائب فقامت الميليشيات المسيحية بوضع نقاط تفتيش في منطقة مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيينواللبنانيين المسلمين بناء على بطاقات الهوية، وأدت عمليات القتل هذه إلى اندلاع الاشتباكات على نطاق واسع بين المليشيات، فانقسمت بيروتولبنان معها، إلى منطقتين عرفتا بالمنطقة الشرقية وأغلبها مسيحيين، والمنطقة الغربية التي كانت مختلطة مع أكثرية إسلامية. و في 18 يناير 1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة الكرنتينا ذات الأغلبية المسلمة، قتلت الميليشيات المسيحية 1500 من سكان المنطقة، ومن جانبها ردت الميليشيات الفلسطينة بعدها بيومين باقتحام بلدة الدامور المسيحية وقتل المئات من السكان المسيحين. وأدت هاتين الحادثيتين إلى هجرة جماعية للمسلمين والمسيحين حيث لجأ كل منهم إلى المنطقة الواقعة تحت نفوذ طائفته، وانقسمت بيروتالشرقيةوبيروتالغربية بشكل متزايد إلى بيروت المسيحية والمسلمة. المشاركة السورية وفي مايو 1967، دخلت القوات السورية لبنان واحتلت طرابلس وسهل البقاع متفوقة بسهولة على قوات الحركة الوطنية اللبنانية والميليشيات الفلسطينية، واستطاعت الميليشيات المسيحية اقتحام دفاعات مخيم تل الزعتر، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الفلسطينين مما أثار غضب العالم العربي ضد سوريا. انتهاء المرحلة الأولى وفي أكتوبر 1976، وافقت سوريا على اقتراح قمة جامعة الدول العربية في الرياض، والذي أعطى لسوريا حق بالاحتفاظ ب 40 ألف جندي هي جوهر قوات الردع العربية التي كانت مهمتها فك الاشتباكات واسترجاع الأمن. لتنتهي الحرب الأهلية رسمياً ويحل الهدوء المؤقت بيروت ومعظم أنحاء لبنان باستثناء منطقة الجنوب حيث تتواجه منظمة التحرير الفلسطينية مع الميليشيا المسيحية التي تدعمها إسرائيل. العودة للحرب واندلعت الحرب من جديد في 1 يوليو 1978، بين القوات السورية والمليشيا المسيحية، وذلك عقب تعرض بشير الجميل للتوقيف على حاجز سوري، وعلى إثرها تعرضت منطقة الأشرفية لقصف شديد من قبل القوات السورية، وتوقفت المعارك بعد حصول وقف إطلاق نار بين الطرفين وانسحاب السوريين من بيروتالشرقية. التدخل الإسرائيلي وقامت القوات الإسرائيلية في 14 مارس 1978، بغزو جنوبلبنان حتى نهر الليطاني رداً على العمليات التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تقوم بها ضد إسرائيل منطلقة من لبنان، وسرعان ما سيطرت إسرائيل على 10% من جنوب البلاد، وفي مايو 1978 انسحبت إسرائيل من معظم جنوبلبنان باستثناء منطقة تسميها إسرائيل "منطقة أمنية" تنفيذاً لقرار مجلس الأمن، وتبقى إسرائيل مسيطرة على المنطقة الحدودية حتى عام 2000 حين تنسحب فجأة تاركة أعضاء جيش لبنانالجنوبي، ويفر بعضهم إلى إسرائيلويعتقل حزب الله الباقيين منهم ويقدمهم للسلطة اللبنانية حيث تتم محاكمتهم. القتال السوري اللبناني وقام الجيش السوري في يوليو وأكتوبر عام 1978، بمحاصرة بيروتالشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سمي بحرب المئة يوم، وتم خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروتالشرقية وحي الأشرفية ولم ينتهي الحصار والقصف إلا بعد وساطة عربية أدت إلى وقف إطلاق النار. وفي عام 1981، تصادمت سوريا مع ميليشيا بشير الجميل مرة أخرى بعد سيطرة القوات اللبنانية على مدينة زحلة، واستغاثت ميليشيا بشير بإسرائيل فأرسلت طائرات حربية أسقطت مروحيتين سوريتين. الحصار اللبناني وبحلول 15 يونيو، طالبت الولاياتالمتحدة منظمة التحرير بالخروج من لبنان، وأصدر "شارون" الأوامر بشن غارات على بيروتالغربية، واستمر حصار بيروت لمدة 7 اسابيع قطعت خلالها إسرائيل الكهرباء وإمدادات الماء والطعام عن المدينة، كما هاجمت القوات الإسرائيلية بيروتالغربية عن طريق البر والبحر والجو وأدى القصف العشوائي إلى مقتل آلاف من المدنيين. مذبحة صبرا وشاتيلا وقام "شارون وايتان" بإرسال القوات الإسرائيلية إلى بيروتالغربية، وقامت تلك القوات بنقل 200 مقاتل من ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة إلى المخيمات واقتحمت القوات اللبنانية مخيمي صبرا وشاتيلا في 16 سبتمبر وقتلت ما يقرب من 3500 فلسطيني، بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي كان يحاصر المخيمين والذي كان يشعل القنابل المضيئة في السماء ليتمكن مقاتلي القوات اللبنانية من الرؤية طوال الليل. وأدت المجازر في صبرا وشاتيلا إلى سخط دولي على إسرائيل ومطالبة شعبية دولية للمجتمع الدولي بالتدخل، وعادت القوات متعددة الجنسيات كقوات حفظ سلام.
تدمير المخيمات وعقب انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من لبنان، اندلعت حرب المخيمات، حيث في أبريل 1985، هاجمت حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي المرابطون، و في مايو 1985 هاجمت حركة أمل الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، واستمرت حرب المخيمات ما بين عامي 1985 و 1986، وتم أثناءها حصار المخيمات ومنع المساعدات من الوصول إليها وتدمير المخيمات تدميراً شبه كليّ. بداية إنهاء الحرب وفي أغسطس 1989، توصل النواب اللبنانيون في الطائف بوساطة المملكة العربية السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية، ولكن ميشال عون رفض الاعتراف بمعوّض ورفض اتفاق الطائف وذلك لأن الاتفاق يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية، وقُتل رينيه معوّض بعد انتخابه ب 16 يوم، وتم إقصاء ميشال عون، وإعدام المئات من أنصاره في أكتوبر عام 1990 بعملية لبنانية سورية مشتركة وبمباركة. نهاية الحرب وانتهت الحرب اللبنانية الأهلية بعد ما يقرب من 16 عاماً، بإقصاء ميشال عون وتمكين حكومة إلياس الهراوي، وبإصدار البرلمان اللبناني في مارس 1991 لقانون العفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975، و في مايو تم حل جميع الميليشات باستثناء حزب الله وبدأت عملية بناء الجيش اللبناني كجيش وطني غير طائفي.