حسين: بداية توتر للضغط على مصر للتفاوض.. وأتخوف من أن ينقلبوا على للمصريين في إيطاليا حلمي: استدعاء السفير لن يؤثر على العلاقات.. وإيطاليا تتدخل في شؤون مصر عطا الله: ضغوط لكشف الحقائق عن الجاني الحقيقي رأى عدد من الخبراء أن موقف إيطاليا باستدعاء سفيرها بالقاهرة اليوم، الجمعة، للتشاور حول قضية مقتل الطالب "جوليو ريجيني" في القاهرة، يأتي في إطار ممارسة نوع من الضغط على الجانب المصري بهدف الكشف عن الحقائق والجاني الحقيقي، موضحين أنه يعد أول درجة من درجات التصعيد الرسمية. وذكرت وكالة "أكى" الإيطالية، اليوم الجمعة، أن السلطات القضائية الإيطالية أعلنت قطع تعاونها مع فريق التحقيق القضائي الأمني المصري المتواجد في العاصمة روما بشأن مقتل جوليو ريجيني، فيما أعلنت الخارجية الإيطالية أنها استدعت سفيرها لدى القاهرة، ماوريتسيو ماسارى للتشاور. و كان من المفترض أن يصدر فريقا التحقيق الإيطالي والمصري بيانا مشتركا للإعلان عن نتائج التحقيقات، وذكرت الوكالة أن الطرف الإيطالي عرض على الوفد المصري في اجتماعهما الأول أمس الخميس بمقر الأكاديمية العليا للشرطة في روما، نتائج تشريح الجثة والفحوص على الكمبيوتر الشخصي للطالب الإيطالي، الذي اختفى في مصر في الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضى، وتم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب أوائل فبراير ملقاة على مشارف العاصمة المصرية القاهرة. وسيلة للضغط على مصر قال محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إعلان إيطاليا استدعاء سفيرها في مصر ينم عن إن إيطاليا لم تقتنع بما قدمه الجانب المصري من حقائق، معتبراً ذلك وسيلة للضغط على مصر وليس هذا معناه قطع العلاقة لأن العلاقات الدبلوماسية بها العديد من الخطوات التي يتم اتخاذها بين الدول بداية من سحب السفير, وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي وتقليل مستوى التعاون الاقتصادي وهناك قطع العلاقات . وأشار إلى أن ما حدث ليس قطع للعلاقات وانما هو بداية توتر للضغط على مصر للتفاوض، حيث أن هناك النائب العام المساعد هناك مع الوفد المصري حيث وسلطات عليا وبالتالي فهي لن تكذب ولن تضلل . وأضاف بأن الجانب الإيطالي من الممكن أن يكون متصور أن الإعلام المضاد وبسبب ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى بعض الشخصيات المصرية وراء الحادث فبالتالي يستغلها الجانب الإيطالي ويبدأ بالضغط على مصر، وليس هناك وسيلة للضغط سوى استخدام إجراءات رسمية، معبرًا عن تخوفه من أن ينقلبوا على المصريين المقيمين في إيطاليا . كما عبر عن أسفه نتيجة تظاهر مصريين في إيطاليا أمام المقر الذي يوجد به مفاوضات ثنائية بين البلدين كأن المصريون يطالبون إيطاليا باتخاذ إجراءات، داعيًا الإعلام المصري أن يلتزم الصمت، ومختتمًا أن مصر في هذه المرحلة أمام أمرين إما أن تكشف الحقائق أو أن الدولة مقصرة وفي كل الحالات سوف تظهر الحقيقة في نهاية الأمر . اختلاف بين الاستدعاء وسحب السفير وأوضح نبيل أحمد حلمي، أستاذ القانون الدولي، أن إيطاليا لم تسحب سفيرها بل قامت باستدعائه، لافتًا إلى أن هناك اختلاف بين سحب السفير أو استدعائه، حيث أن السحب يعني أن يترك مصر ويتجه لإيطاليا لحين حركة أخرى، لكنها قامت باستدعائه للتشاور وبالتالي سوف يعود بعد انتهاء هذا التشاور. وأشار إلى أن هذا لن يؤثر على العلاقات المصرية الإيطالية ولا يعبر عن قطع العلاقات، مضيفا أن الوفد المصري قام بعمله على أكمل وجه ولكن هناك تعنت من إيطاليا بسبب أو بآخر لأن وفاة أو مقتل أحد الشباب الإيطاليين الموجودين في مصر لا يعني أن مصر هي المدانة إلا إذا ثبت ذلك. وتابع: "الموقف الإيطالي فيه تدخل في شئون الدولة المصرية.. إلا إذا كان هنا تكتلاً أوروبياً يستعدى بالضغط على مصر لسبب أو لآخر" . ضغط على مصر لسرعة الكشف عن الجاني ورأى محمد عطا الله، أستاذ قانون دولي، أن سحب السفير الإيطالي من مصر يأتي في إطار الضغوط الإيطالية على مصر لكشف ملابسات مقتل الشاب الإيطالي ريجينى، خاصة وأن الروايات المصرية حتى الآن لم تقتع الجانب الإيطالي وبالتالي جاءت عملية سحب السفير للتشاور. وأضاف "عطا الله "، بأن ذلك يعد وسيلة ضغط على مصر لسرعة التصرف في وتقصي الحقائق والتوصل إلى القاتل الحقيقي, وجاء سحب السفير للتشاور معه حول هل الحكومة المصرية تتعامل بجدية لمعرفة القاتل الحقيقي، وذلك نتيجة لغضب الشارع الإيطالي لأن أسرة ريجينى ومنظمات حقوق الإنسان تضغط على الحكومة الإيطالية . وتابع: "اللجنة القضائية التي تم تشكيلها من قبل النائب العام ستكون أفضل في التحري من المباحث الجنائية لأن ربما يكون الفاعل واحداً من أجهزة الأمن وبالتالي إذا قامت أجهز الأمن بالتحريات لن تتهم أفرادها على عكس اللجنة التي تم تشكليها تستطيع أن تتهم أفراد الأمن وغيرهم.. وأعتقد أن اللجنة القضائية ستكون مقنعه أكثر للجانب الإيطالي" . الخارجية لم تبلغ رسميًا باستدعاء السفير وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن الوزارة لم تبلغ رسميًا حتى الآن باستدعاء السفير الإيطالى فى مصر إلى روما للتشاور، كذلك أسباب الاستدعاء، لاسيما وأنه لم يصدر أى بيان حتى الآن عن نتائج اجتماعات فريق التحقيق المصرى والإيطالى بشأن حادث مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى. وأضاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى بيان للوزارة، أن وزارة الخارجية تنتظر عودة فريق التحقيق المصرى والاستماع إلى تقييمه لنتائج الاجتماعات، وما قد يصدر عن الجانب الإيطالى بشأن نتائج الاجتماعات التى عقدت فى روما على مدار اليومين الماضيين، وعلى ضوء ذلك سيتم تقييم الموقف بشكل متكامل وإجراء الاتصالات اللازمة على المستوى الملائم.