لكل إنسان صلاته الخاصة التى يتواصل بها مع الله ، والرقص الصوفي هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الطريقة الصوفية، ويكون الذكر بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون «دراويش» بهدف الوصول إلى مرحلة الكمال. تشير بعض الدراسات إلي أن الفيلسوف والشاعر الصوفي التركي جلال الدين الرومي هو أول من قدم رقصة الدراويش . يعتبر القائمون على تلك الرقصة أن ارتباط التنورة بالدين ناتج عن الحركة الدورانية تلك التي يكون فيها الراقص على اتساق مع حركة الكون. يدور عاشق التنورة ليمتع مشاهديه بأدائه الحركي الذي يوحي بسعية للتخلص من أعبائه وهمومه الحياتية بالتحليق بروحه عاليا الي السماء، حين يقوم راقص التنورة برفع يده اليمنى أعلى ويده اليسرى إلى أسفل، فهو يعقد الصلة ما بين الأرض والسماء، وبرغم معاناته من الإرهاق البدني ينعم بعد انتهائه بالهدوء النفسي والاسترخاء. يظهر احتراف الراقص أثناء رقصته ذلك عشقًا وليست مجرد مهنة أو حرفة يحترفها، فالراقصين إما متوارثوها عن أجدادهم أو دخلوا عالمه حبة وعشقًا في التواصل مع الله بطريقتهم . السر في انبهار الجمهور بها علي اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم يعود إلي قدرة الرقصة علي مخاطبة الحالة النفسية للإنسان في كل وقت. المنشد الشعبي الذي يعتمد على التلقائية والإنشاد الديني المصاحبة للرقص، والموسيقى عنصر أساسي في أداء السيرة وتعتمد على الربابة الصعيدية والمزمار البلدي بالإضافة إلي الطبلة. اما الراقص بالصاجات يؤدي تناغمه مع كل من راقص التنورة والطبال إلي خلق جو مبهج أثناء العرض، ويتسابق المحترفون في زيادة سرعاتهم ومدة دورانهم التي لا يقدر عليها سوي صاحب الخبرة الطويلة. كما يظهر إنبهار الجماهير بحفلات رقص التورة في كل مكان وزمان وذلك لتعايش المتفرج مع الحالة الروحية للراقص ، فتقوم فرقة الفنون الشعبية بزيارة لمختلف بلدان العالم لتظهر هذا الفن الروحي للمجتمع الأخر ، كما يحرص الكثير من السائحين العرب والأجانب علي حضور عرض للتنورة أثناءززيارتهم لمصر وخصوصا في شوارع القاهرة الفاطمية ووكالة الغوري.