أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارا جمهوريا بتعيين المستشار هشام بدوى، قائما بأعمال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، خلفا للمستشار هشام جنينة، الذى صدر قرار بإعفائه من منصبه. لماذا هشام بدوي ؟ شواره المهني هو ما أهله لهذا المنصب، حيث بدأ حياته العملية بالنيابة العامة، وشغل منصب رئيس محكمة استئناف القاهرة، ومنها انتقل إلى نيابة أمن الدولة العليا، ثم شغل منصب المحامي العام لنيابات أمن الدولة. وخلال توليه تلك المناصب حقق في العديد من القضايا الهامة المتعلقة بإهدار المال العام، مثل قضية "سلسبيل" التي اتهم فيها خيرت الشاطر وحسن مالك ومحمود عزت، كما أشرف على الكثير من قضايا الحركات التكفيرية وكذلك قضية خلية حزب الله، وقضية عبدة الشيطان الشهيرة. وبعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير حقق في الكثير من قضايا الفساد، على رأسها قضية الرئيس السابق محمد حسني مبارك في اتهامه بإهدار المال العام، وقضية تصدير البترول لإسرائيل التي اتهم فيها وزير البترول السابق سامح فهمي، وقضية غسيل الأموال التي اتهم فيها رجل الأعمال أحمد عز، وقضية إهدار المال عام المتهم فيها وزير الزراعة السابق يوسف والي، والتي انتهت جميعها بالبراءة. وكذلك قضايا الجاسوسية، حيث حقق في قضية الجاسوس الإسرائيلي إليان المعروفة إعلامياً بقضية "جاسوس الإتصالات"، وكذلك قضية الجاسوس الأردني الجنسية بشار أبو زيد، والذي اتهم بالتجسس لصالح الموساد، وتمت الإطاحة به من منصبه في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، حيث عرف بمعاداته لجماعة الإخوان المسلمين. وفي شهر أغسطس عام 2015 أصدر المستشار أحمد الزند وزير العدل السابق قراراً بندبه مساعداً بجهاز مكافحة الفساد، بعد مشواره التحقيق في التحقيق بأهم وأخطر قضايا الفساد. "بدوي" رجل الرئاسة داخل الجهاز يصطدم ب"جنينة" بعد تصريح المستشار هشام جنينة بشأن الفساد، شكل الرئيس عبد الفتاح السيسي لجنة للتحقيق بالأمر، وكان المستشار هشام بدوي أحد أعضائها، وفي الوقت الذي كان ينوي "جنينة" تجديد تعيين مساعديه، صدر قرار جمهوري بتعيين "بدوي" نائباً لرئيس الجهاز المركزي للمحاسبات رغم رفض "جنينة". تضاربت الآراء حول ذلك التعيين، حيث أشاد البعض بالقرار لأن تعيين "بدوي" بالجهاز سيعيد له هيبته، واستهجن آخرون القرار لأنهم يرون أنه تم زرعه داخل الجهاز وفق خطة للإطاحة برئيس الجهاز وتعيينه خلفاً له. منذ تعيين المستشار هشام بدوي نائباً للمستشار هشام جنينة بدأ الصدام بينهما، فالأول "رجل الرئاسة" داخل الجهاز، والثاني رئيس الجهاز ومن الطبيعي أن يكون المسؤول الأول والأخير عن قرارات الجهاز، وتحدث الجميع عن حركة استقطاب لقيادات الجهاز، واصفين المنحازين لجانب "بدوي" بأنهم رجال المستشار أحمد الزند قبل إقالته من منصبه كوزير للعدل . تعيين "بدوي" والإطاحة ب"جنينة" بقرار رئاسي أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً رئاسياً بإعفاء المستشار هشام جنينة من منصبه، وتعيين المستشار هشام بدوي كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات. يتحدث البعض عن مدى دستورية هذا القرار، وهل من حق الرئيس إقالة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من منصبه ؟، كما صدر قرار بمنع "جنينة" من السفر بسبب البلاغات المقدمة ضده، والتي سيبدأ التحقيق فيها. أنظار الجميع معلقة بمصير "جنينة"، والخطوات التي سوف يتخذها "بدوي" لتصحيح المسار، وكيف سيتصرف في أهم القضايا المطروحة أمامه الآن، وهل سيظل "بدوي" هو رجل المهام الصعبة كما اعتاده الجميع؟!