بين أربع جدران لا تخلو زاوية من الشقوق، التي تدخل من خلالها مياه الأمطار وشمس النهار الحارقة، مواطنون يعيشون حياة غير آدمية وسط مستنقعات المجاري والمخلفات، ويسكنون في عشش خشبية وبيوت متهالكة آيلة للسقوط مع أول عاصفة هوائية. يدفع الغلابة ثمن الفوضى والعشوائية في غياب المسئولين الذين سقطوا من حساباتهم، يعيشون محاصرون بالثعابين والأوبئة والعقارب، لذلك أصبحت أسمًا على مسمى «تل العقارب»، الكائنة في حي السيدة زينب بمصر القديمة. رصدت «الفجر تي في» معاناة أهالي المنقطة ومشاكلهم مع الحكومة بسبب نقلهم إلي منطقة السادس من أكتوبر بشرط أن يقطن كل 3 أسر في شقة واحدة، لاتتعدى مساحتها ال40 متر مربع، والبعض منهم يقضون حياتهم في الشارع لعدم قدرتهم علي دفع «رشاوي» للحي لنقلهم على الرغم من استيفاء أوراقهم بحق الاستلام. «انجدونا من الظلم وطريقة معاملة رئيس الحي لينا.. حرام قبل ماننام بنتشاهد على روحنا وأول مانصحي بنتشاهد»، هكذا استنجدت «أم محمد»، سيدة في العقد الخامس من عمرها بكاميرتنا، لانتشالها هي وابنائها ووالدتها بعدما أجبرها رئيس حي منطقة السيدة زينت بمغادرة منزلها، والذهاب إلى منطقة 6 أكتوبر مسكنهم الجديد مع أسرتين أخرتين في شقة 40 مترًا مربعًا، وإعطائهم مهلة شهرين لإخلاءها موجهاً حديثه لهم قائلاً: «لو مسبتوش البيوت خلال شهرين هنسيبها تتهد عليكو ومحدش هيسأل فيكم»، وترد عليه: «صعب ياباشا نبقي 3 أسر في شقة واحدة ومعانا حجة مسنة عمرها 84 سنة»، يصعقها برده قائلاً «هنوديها دار مسنين وانتو روحوا أكتوبر». وبعد كتابة عمر جديد ل«أم محمد»، وأبنائها وجيرانها الكائنين فوق جبل «تل العقارب»، المهدد بالسقوط في أي لحظة تقول «أخر عاصفة سيبنا بيوتنا كلها وخرجنا قعدنا على الجبل وشربنا المطر والرعد وكنا خايفين نخش بيوتنا»، مناشدة الرئيسي عبدالفتاح السيسي قائلة: «زي ماوقفنا جنبك اقف جنبنا ياريس احنا ولادك». وبنبرة حزن شديدة وعينتات ممتلئتان بالدموع تقول مسنة في العقد الثامن من عمرها: «عايزين نخرج سُلام منخرجش تحت الردم»، مستنجدة: «يرضيك بعد العُمر دا كله ياخدونا من تحت الردم، انجدونا البيت هيقع علينا». «يا يسيبونا نموت يا يشلونا»، هكذا قال مسن مستنجدًا بالدولة، قائلاً: «فين حكم الدولة علينا ينجدونا من الضياع اللي احنا فيه دا خاصة اني رجل عاجز، المنطقة مليانة عقارب وثعابين في اطفال صغيرين، ووقت العاصفة بقينا نجري في الشارع ولو استمرت 5 دقايق كنا موتنا، مطالباً بتوفير حياة بشرية لنا».