أثار إعلان المملكة المغربية، إجازة مشروع تأجير الأرحام لإنجاب الأطفال، حالة من السخط في مجتمعاتنا العربية، تاركا العديد من علامات الاستفهام، الأمر الذي أدي إلي إثارة الجدل مره أخري لمخالفة القرار الشريعة الاسلامية، ولتعليمات الأزهر الشريف الذي حرم ذلك قطعيًا. واتفق علماء الدين على أهمية تطبيق قول المولى عز وجل في كتابه، "فلينظر الإنسان مم خلق.. خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب"، والصلب يعني صلب الرجل والترائب هي ترائب المرأة، وبالتالي، حمل الجنين يحتاج إلى الأب والأم نفسهما، وإما الأم صاحبة الرحم من حقها التحتفاظ بذلك الجنين لأنه تغذى منها. لماذا يلجأ البعض إلى تأجير الرحم؟ وأجاب علي هذا السؤال دكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، موضحاً أن هناك العديد من الأسباب للجوء إلى هذا النوع من التأجير، والتي منها أنثي أزيل رحمها بعملية جراحية مع سلامة مبيضها، أو أن الحمل يسبب لها أمراضا شديدة، كتسمم الحمل.
وأوضح "كريمة"، أن هذا النوع من التأجير أنتشر فى الغرب، وعرفوا ب"مؤجرات البطون"، أنثي تحمل وتلد، ثم لا تتمتع بثمرة حملها و ولادتها وعنائها. وأكد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن جميع المجامع الفقهية تحرم تأجير الرحم. يجوز للأم الاحتفاظ بجنينها ومن جانبها أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر، إن تأجير الأرحام حرام شرعاً ولا يثبت به النسب. وأوضحت "نصير"، أن الابن ينسب لوالدته صاحبة الرحم ومن حقها الاحتفاظ به وغير ذلك يكون غير قانوني، مشيدة بالنص القرأني "هو أعلم بِكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أَجنة في بطون أُمهاتكم"، وهذا يعني أن الجنين لا يتكون إلا في بطن أمه. إفساد لمعنى الأمومة وفي سياق متصل، أكد الشيخ محمود إمبابى، وكيل الأزهر السابق، إن تأجير الرحم فيه تخريب للإسلام وتشويه للعديد من القضايا كقضية النسب وغيرها. وأضاف "إمبابي"، أن الدين يحرم تأجير الأرحام ولا يمكن شرعاً أن ينسب الطفل لغير أمه التي حملته ووضعته حتى لو كان من بويضة أم أخري، لافتا إلى أن الأمومة تأتي من آثار الوحم والغثيان والتعب طوال مدة الحمل، والتوتر والقلق والطلق عند الولادة، والتعب بعد الولادة، ولهذا، الأم الحاملة للجنين لها الأحقية بالأحتفاظ به.