قال نبيل فهمى، وزير الخارجية السابق، أن أهم أسباب إندلاع الربيع العربى كانت تحطم العقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم، ما جعل الجماهير تندفع مطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، مضيفا أن تطور التكنولوجيا لعب دورا يضا ومعه زيادة مصادر المعلومات بحيث لم تعد الحكومة تحتكرها، بل أن المواطن أصبح يستخدم المعلومة أسرع من الحكومة. جاء ذلك خلال منتدى البحوث الاقتصادية، بحضور العديد من خبراء الاقتصاد في المنطقة العربية والعالم، حيث أكد فهمى، أن هناك تأثيرات من انعكاسات إعتماد الدول العربية فى أمنها القومى على ترتيبات خارجية وأسلحة أجنبية وقيام أطراف بالاقليم مثل تركيا واسرائيل وايران بالتدخل فى وسط هذا الانكشاف العربى، فضلا عن تدخل الولاياتالمتحدة والغرب. وأوضح فهمى، أنه فى مصر وتونس كان للعوامل الداخلية التأثير الأهم فى حركة الأحداث، بينما كان للتدخل الخارجى التأثير الأكبر فى بقية الحالات، مضيفا: لقد خرب الرئيس القذافى جميع مؤسسات الدولة، وعجزت عن القيام بأى شىء مع إندلاع الأحداث، وبينما حال الرئيس بشار الاسد مبكرا تفادى ما جرى فى تونس ومصر فانه اشعل الأحداث أكثر وحيث القوى الخارجية كانت متربصة. وأعلن فهمى، أن العراقوسوريا لن يحدث فيهما أى تقدم إلا بتوافق أطراف مثل روسيا وامريكا وتركيا وايران والسعودية، وقبل ذلك كله توافق السوريين أنفسهم، بينما تستطيع مصر وتونس إيجاد حل بتوازنات داخلية. وأضاف فهمى، الكل يبدو محبطا بسبب تأخر الاصلاح، وضبابية الموقف، وتحطم أحلام التغيير لكن التجارب الدولية تؤكد أن أمر التحول يأخذ وقتا اطول مما نتصور عادة، والأهم هو تمكين الشعوب من مناقشة قضاياها برؤية شاملة وعميقة. وأشار إلى أنه مع رعب التطرف والارهاب وتفاقم الخسائر التى وصلت إلى رقام فلكية فى دولة مثل سوريا فى مجال الصناعة والبنية التحتية والمساكن المنهارة والتجارة المتوفقة، واذا استمر النزاع 4 سنوات أخرى، فسيصل الفقد فى سوريا ولبنان الى 1.3 تريليون دولار وبالنسبة الى سوريا يلزمها خطة من الان لبناء الأمن والسلم وبناء الدولة نفسها والتحرك فى المواضع التى يمكن ان تؤتى بنتائج ايجابية سريعة حتى تمنح الجمهور املا فى المستقبل وتشجعه على التحمل. وحذر فهمى، من الانجرار وراء من يدعون الى (سايكس بيكو) جديدة، واعادة رسم حدود الدول والمنطقة، قائلا: ان نتائج ذلك ستكون كارثية، خاصة ان المطروح هو رسم الحدود على المعايير الطائفية والعرقية. ونوه إلى أن النقاش فى الأعوام الخمسة الماضية انجرف بعيدا عن القضية الفلسطنية وتشعب الى سنى وشيعى وكردى وعربى ونسينا أن القضية الفلسطينة هى أهم قضية عند الشعوب وانه بدون حلها سيستمر السرطان يعمل فى المنطقة.